30-سبتمبر-2016

مشاركة الفريق الأخيرة في كأس الاتحاد الاسيوي

يعود اللاعب سميح يوسف بذاكرته إلى العام 1995، مستذكرًا أوّل مباراة في حياته الكرويّة مع فريقه ترجي "وادي النيص" أمام فريق "شباب دورا"، في دوري "الدرجة القطرية"، حين سجّل ثنائية الفريق خلال اللقاء، واحتفل بالفوز مع ستة من أشقائه وثلاثة من أبناء أخواله، واثنين من أبناء عمومته، وجميعهم شكّلوا فريقًا استثنائيًا في كرة القدم الفلسطينية، وكانت تشكيلته الأساسيّة من عائلة واحدة.

الحالة الاستثنائية التي ولدت في فريق ترجي واد النيص، والذي يعد حاليًا أحد فرق المحترفين في الدوري الفلسطيني، تستمر يومًا تلو الأخر. ويقول سميح في حديثه لـ "الترا صوت" إن تشكيلة الفريق في الوقت الحالي تتكوّن من خمسة أشقّاء، انتقل سادسهم لفريق آخر على سبيل الإعارة "قائمة أسماء الفريق كلّها من أولاد البلد ومن عيلة أبو حماد".

كان بيت المؤسس الأول للفريق، يتحوّل لـ"استوديو تحليلي"، قبل أي لقاء كروي وبعده، بحضور الأشقاء وأولاد العم وغالبيّة أعضاء الفريق.

الأشقاء الستة، ليسوا الحالة الوحيدة في الفريق، فهناك ثلاثة أشقاء آخرين من عائلة أبو حماد داخل أروقة النادي، هم الثنائي أحمد جمال وخضر جمال، وشقيقهم الأكبر سمير جمال الذي عُيِّن مُدربًا للفريق قبل انطلاق الموسم الجديد، كما يقول المدير الإداري للفريق عاطف أبو حماد في حديثه لـ"ألترا صوت".

فريق الأشقاء وأولاد العمومة، كلمات تلاحق فريق الترجي في كرة القدم الفلسطينية. ويروي قائد الكتيبة سميح يوسف (37 عامًا)، كيف كان بيت والده المؤسس الأول للفريق، "استوديو تحليلي"، قبل أي لقاء كروي وبعده، بحضور الأشقاء وأولاد العم وغالبيّة أعضاء الفريق.

ويشير إلى أن الأبناء الستّة ومعهم أبناؤهم وأبناء شقيقاتهم وأبناء عمومتهم من أعضاء الفريق، كانوا يجلسون معًا أمام والدهم ووالدتهم، ويبدأون تحليل اللعبة، لافتًا إلى أنّ هذه "القعدة" بدأت معهم منذ خوض أول مباراة، ولغاية اليوم "بيتنا مجلس تحليلي، والوالد كان يسألنا عن كلّ صغيرة وكبيرة في المباراة".

في وسط قرية "واد النيص" التي تقع جنوب بيت لحم، يجتمع الفريق مع محبيه وعاشقيه قبل الانطلاق نحو ملعب المباراة، وهنا يقول سميح، تشعر بالوحدة والأخوّة، وتسمع دعوات النسوة للأولاد بالتوفيق، وحماس الأطفال وشغفهم بكرة القدم.

القرية التي أصبح عشق كرة القدم فيها يفوق الخيال، يبلغ عدد سكانها حوالي ألف نسمة، نصفهم يحضر في المدرجات لتشجيع أولاد العائلة والنصف الأخر من النسوة والأطفال والفتيات يهتفون من خلف التلفاز كما يقول سميح.

ويشير سميح إلى أنّه ومنذ اللقاء الرسميّ الأول للفريق عام 1995، فإن الاعتماد الأساسيّ على أبناء عائلة أبو حمّاد، ويتم تعزيزهم من لاعبين آخرين، لافتًا إلى أنّ 90% من تشكيلة الفريق من أبناء القرية والعائلة، وكلّ نجاح يتم تحقيق يعود للتفاهم الحاصل بيننا.

ويتحدّث سميح عن أنّ اللاعبين هم جيران في القرية بالأصل، وأقصى مسافة بينهم لا تتجاوز عشر دقائق مشيًا على الأقدام.

يبلغ عدد سكان القرية ألف نسمة، نصفهم يحضر في المدرجات لتشجيع أولاد العائلة، والنصف الأخر من النسوة والأطفال والفتيات يهتفون من خلف التلفاز

وبشأن تشكيلة الفريق، يقول المدير الإداري عاطف أبو حماد، إن الفريق اعتمد في الموسم الماضي على 17 لاعبًا من عائلة أبو حماد، مبيّنًا أن الفريق يعتمد دائمًا على أبناء البلد لتمثيله، من أجل الحفاظ على الفئات العمرية، وتخفيض التكاليف المالية، فضلًا عن النجاحات الكبيرة التي يحققها الفريق بفضل تفاهم وتآخي لاعبيه.

عدد أهالي القرية المتواضع نسبيًا، لم يمنع من أن يكون لفريق واد النيص جمهور يسانده على المدرجات، فيقول مصطفى، وهو المشّجع الحاضر دائمًا على المدرجات إنّه ورغم قلّة العدد إلّا أنّ صوتنا يكون واحدًا حين التشجيع، وبالحماس الشديد نعوّض عددنا القيل. ويضيف: "في المباراة كلُّنا عائلة من أول لحظة وحتى صافرة النهاية، كلنا أخوة وجيران، وهذه النقطة مهمّة للفريق في تحقيق الانتصار والصعود لمنصة التتويج".

نادي واد النيص، الذي تأسس في العام 1948، بدأ يلعب في الدرجات المختلفة، حتى ظهر في أول بطولة في الكأس في العام 1999، وبعدها بعام نجح في تحقيق أول بطولة ضمن كشوفات الاتحاد بعد فوزه بلقب كأس فلسطين.

واصل الترجي تقدّمه في كرة القدم الفلسطينية، حتى نجح في موسم 2013- 2014، بالفوز بأغلى الألقاب الكروية في فلسطين "لقب دوري المحترفين".

وفي العام 2015، ظهر فريق أبناء العائلة الواحدة كممثل لفلسطين في بطولة كأس الاتحاد الأسيوي، وخاض دوري المجموعات وحقق 6 نقاط، لكنّه غادر من الدور الأول في مجموعة واجه فيها الجزيرة الأردني، والحد البحريني، والشرطة العراقي.

وفيما يخصّ مشاركات الفريق في البطولات العربية، واجه الترجي، منافسه الفيصلي الأردني في دوري أبطال العرب 2009، وخسر أمامه بهدفين لهدف في مجموع المباراتين، كما مثّل فلسطين في بطولة الاستقلال العربية.

فريق واد النيص الذي تراجع مؤخرًا إلى المركز التاسع في الموسم الأخير من دوري المحترفين، يسعى جاهدًا هذا الموسم من خلال مدرّب من نفس العائلة أيضًا، للعودة إلى مراكزه المتقدّمة التي احتفظ بها لسنوات.