26-سبتمبر-2018

انطلقت أمس الثلاثاء في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، أعمال اليوم الأول للدورة 73 للجمعية العامة في الأمم المتحدة بمشاركة 140 رئيسًا لدول العالم.

ونقلًا عن القدس العربي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال كلمته الافتتاحية، إن «النظام العالمي أصبح أكثر فوضى»، داعياً إلى تجديد الالتزام بنظام قائم على القواعد وفي القلب منه الأمم المتحدة.

وبين أن «حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح بعيد المنال، وأن الصراع في الشرق الأوسط يشتد»، على حد قوله.

بدوره ، ركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران التي نالت حصة الأسد من خطابه، ووصفها بأنها «دكتاتورية فاسدة» تنهب الشعب الإيراني لسداد تكلفة العدوان في الخارج، مستغلا خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للتهديد بفرض عقوبات أخرى على طهران.

وقال «زعماء إيران ينشرون الفوضى والموت والدمار. إنهم لا يحترمون جيرانهم أو حدودهم أو الحقوق السيادية للدول» داعيًا العالم إلى عزل القادة الإيرانيين.

كلمة ترامب التي استغرقت 35 دقيقة، أثارت همهمات وضحكا بين الحضور خاصة عندما ادعى ترامب أنه أنجز ما لم ينجزه رئيس أمريكي قبله، لكن ضحك الحضور فاجأ الرئيس الأمريكي إلى حد ما .فقال «لم أتوقع ذلك الرد، لكن لا بأس»، وأكمل بقية خطابه بنوع من التوتر بعد أن تلقى الضحك.

وفي رسالة شديدة اللهجة لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) دعا الرئيس الأمريكي إلى التوقف عن رفع أسعار النفط ودفع أموال مقابل حصولهم على حماية عسكرية. كما هدد الرئيس الأمريكي بقصر المساعدات على الدول الصديقة فقط.

وأعلن ترامب بصراحة، خلال خطاب مليء بالكراهية، عداءه لفكرة المجتمع المنفتح على الآخر، بينما تفاخر بالحدود الصارمة التي وضعها ضد المهاجرين، وحث دول العالم على مناهضة العولمة، ودعا إلى انتهاج الدرب الأمريكي في تعزيز نموذج القومية المتطرفة ما جعل معلقين يعتبرون خطاب ترامب في الأمم المتحدة "ضد اتحاد الأمم".

في المقابل، سخر الرئيس الايراني حسن روحاني من دعوة نظيره الأمريكي للجلوس مع النظام الإيراني في الوقت الذي يدعو به للإطاحة بهذا النظام الحاكم في طهران، فيما استبعد استئناف المحادثات مع واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

وقال في كلمته «من المثير للسخرية أن الحكومة الأمريكية لا تخفي حتى خطتها للإطاحة بالحكومة نفسها التي تدعوها للحديث معها».

تركيا منعت سيل الدماء في إدلب

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده ستواصل الدفاع عن القدس ولو أدار العالم كله ظهره للفلسطينيين. كما قال إن أنقرة منعت هجوما دمويا على إدلب في سوريا.

ودعا إلى إجراء إصلاح شامل في بنية مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، من أجل إنشاء نظام إدارة عالمي يمد يد العون للمظلومين. 

ولفت إلى أن تركيا لن تبقى صامتة أمام استخدام العقوبات كسلاح، في وقت تخوض فيه بلاده مواجهة مريرة مع الولايات المتحدة بشأن مصير قس أمريكي تحتجزه أنقرة. وأضاف: «لا يمكن لأحد منا أن يلتزم الصمت أمام الإلغاء التعسفي لاتفاقيات تجارية، وأمام استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح».

وذكر الرئيس التركي أن بلاده عملت على تسوية نزاعات دولية، وبذلت جهودا من أجل التوصل إلى حل للأزمة الخليجية.

في هذا السياق، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن بلاده متمسكة بحوار غير مشروط لحل الأزمة الخليجية، لا يمس بسيادة بلاده، داعيا إلى تحويل المحنة الخليجية إلى منحة.

وأضاف في كلمته: «بعد عام من حصار غير مشروع تكشفت حقائق كثيرة عن تنظيم مسبق لحملة التحريض والدس والافتراءات التي استخدمت لافتعال الأزمة، وأدرك المجتمع الدولي زيف المزاعم لترويج الإجراءات المدبرة سلفا ضد بلاده، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد القانون بين الدول، وأعراف وتقاليد الشعوب الخليجية».

رغم الحصار والافتراءات دولة قطر عززت قوتها ونفوذها

ونوّه إلى أنه «رغم الإجراءات التي اتخذت لإلحاق الضرر بدولة قطر والتضييق على شعبها والحرب الاقتصادية التي تعرضت لها، فقد شهدت الفترة الماضية، طيلة أزيد من عام من الحصار الجائر، تعزيز دولة قطر لقوتها ونفوذها، وواصل الاقتصاد نموه وحافظ على تماسكه، كما حافظت قطر على صدارتها دوليا في الأمن الإنساني والتنمية البشرية، وتعزز إيمان الشعب بقيمه وقدراته، وازدادت وحدته تماسكا».

وفي 5 يونيو / حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى "دعمها للإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".

وتطرق آل ثاني إلى الملف الفلسطيني بالقول: "نشهد محاولات لتصفية قضية فلسطين بتصفية قضايا الحل الدائم مثل القدس واللاجئين والسيادة والحدود".

وحذر من أن "تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولا سيما الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، والحصار الخانق الذي يعانيه، واستمرار الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية، ينذران بعواقب جسيمة، ويلقيان على عاتق مجلس الأمن مسؤولية تاريخيـة".

وأكد أن "قطر لن تألو جهدا في تقديم مختلف أشكال الدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني".

وعلى صعيد الملف السوري، قال إن "عدم ردع النظام السوري (نظام الرئيس بشار الأسد) عن ارتكاب الجرائم عبر الحرب التي يشنها على شعبه من جهة، وعدم محاسبته عليها بعد اقترافها من جهة أخرى، يفرّغ أحكام القانون الدولي وشرعية حقوق الإنسان من أي معنى".

وفيما يخص الشأن اليمني، ناشد آل ثاني الدول الفاعلة في المجتمع الدولي مساعدة الشعب اليمني، لتجاوز هذه الظروف ومعالجة الوضع الإنساني الخطير.

أما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فقد دعا في كلمته إسرائيل للكف عن السياسات الأحادية، إذ لا يمكن غض الطرف عن حقوق الفلسطينيين. وشدد على أنه «لا يوجد بديل سوى حل الدولتين والقدس عاصمة لهما». وحول الاتفاق النووي مع إيران، أعرب عن تمسك بلاده القوي بالاتفاق.

فرنسا متمسكة بالاتفاق النووي مع إيران رغم انسحاب ترامب

وبيّن ماكرون أنه «لا يوجد منتصر في سوريا التي باتت ركاما»، ودعا إلى التوصل «لحل سياسي ونهائي بمشاركة الجميع من خلال الإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات حرة».

من جهته، حذّر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من أن «خطر الإرهاب العالمي ما زال يهدد أمن جميع الدول».  وقال الملك عبد الله: «ما يزال الكثيرون محرومين من وعد الازدهار، كما أن خطر الإرهاب العالمي ما زال يهدد أمن جميع الدول، وفي هذه القاعة وعبر هذا المنبر وصفت خطر الإرهاب بحرب عالمية ثالثة».  وأضاف، أن «هذه التحديات لا تقلل من أهمية العمل المشترك والاحترام المتبادل، بل إنها تجعل شراكتنا أكثر أهمية. وإلا، ما هو البديل؟».

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، اعتبر أن «حل الدولتين، وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هو الوحيد الذي يلبي احتياجات الطرفين بإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة،…». 

وتابع: «على بلداننا أن تعمل معًا لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح، وذلك يتطلّب الرفض التام لأي أعمال تهدد المفاوضات، من ممارسات غير قانونية، أو مصادرة للأراضي، أو تهديد الأمن المعيشي للأبرياء، خاصة الأطفال». 

وأشار إلى عبء استضافة اللاجئين الذي تتحمله بلاده، حيث تستضيف المملكة 1.3 مليون لاجئ سوري.


اقرأ/ي أيضًا:

معتقلون حقوقيون لدى السلطات السعودية يفوزون بجائزة "نوبل البديلة"

لقطات من أول لقاء بين أردوغان وترامب بعد الأزمة بينهما (صور)