"أبو المواسم".. موسم قطف الزيتون في التراث الشعبي الفلسطيني
3 أكتوبر 2025
يُعدّ الزيتون شجرةً مباركةً في التراث الشعبي الفلسطيني، ليس لكونه محصولًا اقتصاديًا مهمًا فحسب، بل لكونه جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني. كما تتجاوز مكانة الزيتون كونه مصدرًا للغذاء ورمزًا للصمود والعطاء، فهو يتغلغل في كل جوانب الحياة الشعبية والفلكلور، من الذاكرة والأمثال والحكايات، إلى الأغاني الفلكلورية والمعتقدات القديمة.
وتنبع أهمية الموسم ليس من قدسية شجرة الزيتون فحسب، بل إلى أهمية الزيت في الاكتفاء الذاتي ومونة البيت بالنسبة للفلاح، فـ"الخبز والزيت إعمارة البيت"، وكذلك "القمح والزيت سَبعين في البيت".
يعتبر موسم الزيتون أو "موسم لِجداد" كما يُسمى في اللهجة الفلسطينية، واحدًا من أهم المواسم الزراعية في حياة الفلاح الفلسطيني، وهو يضاهي في أهميته موسم زراعة الحبوب "لِفلاحة" بل ويفوقه أهمية في المناطق الجبلية. ويُطلق عليه الفلاحون "أبو المواسم" و"موسم البركة"، حيث يعتبر مناخ فلسطين بأسره صالحًا لازدهار أشجار الزيتون سواء بعلًا أو سقيًا، لذلك قلما تجد قرية أو منطقة لا ترى فيها أشجار الزيتون.
يعتمد الكثير من القرويين على الزيت في معيشتهم اليومية، وينتظرون الموسم بشوق لأنه مصدر دخل مهم، ومناسبة لإنجاز بعض المشاريع المؤجّلة مثل تزويج ابن أو بناء بيت أو قضاء دين
تتجسّد الحكايات والمأثورات والأمثال الشعبية عن فوائد زيت الزيتون وقيمته الغذائية والصحية، فـ"الزيت مسامير الركب" ويقصدون به أنه يشدُّ الركب، وقيل أيضًا "إدهن ابنك بزيت وارمه في البيت"، أو "كُل زيت وناطح الحيط"، كما أنّ "الزيت في العجين ما بضيع"، أي أنّه مفيد في كل المأكولات، وكذلك فإن "الزيتون شيخ السفرة".
موسم "لِجداد" في شهرَي تشرين الأول والثاني/أكتوبر ونوفمبر، هو أوّل موسم في التقويم الفلاحي الفلسطيني القديم، إذ يأتي بعد الصليب و"شتوة المساطيح" التي تُعتبر بداية العام الزراعي في التقويم الشعبي، حيث كان شهر تشرين هو أول شهور السنة السريانية.
وحتى قبل بدء الموسم، تكون القرية كلها في حالة استنفار كامل، وتنبض بالحيوية والنشاط، والجميع منشغلون بالتحضير له على قدم وساق. حيث يبدأ الفلاحون في شهر أيلول/سبتمبر بتنظيف الأرض "التقويص" من الأشواك، بينما تشرع الفلاحات بـ"الجول"، وهي عملية جمع حبات الزيتون المتساقطة "الكركيع" بفعل الجفاف والرياح. كما ويقومون بتجهيز العدة اللازمة للموسم من سلال قش وفرش "حُصُر" وشواريط وجدّادات وسلالم ودواب وشوالات خيش كبيرة "أبو حَزّ أحمر".
كما ينشغل المُلّاك بتجنيد "الجدادين" و"اللقاطات" للعمل معهم بأجر يومي أو على "القِسمة" أي مقابل نسبة من المحصول، إذا كان الآخرون لا يملكون كروم زيتون خاصة بهم، بينما يحرص أصحاب المعصرة "البَدّ" على تنظيفها وتجهيزها لموسم البركة.

موسم لِجداد
تختلف تسمية عملية قطف الزيتون من منطقة لأخرى، البعض يسمّيه "إلقاط" أو "خراطة" الزيتون كناية عن جمع الحبّ باليد، أو "إجداد" حين تُستخدم العِصي في إسقاط الحَبّ عن الشجرة. ولهذه العصي أسماء حسب طولها: الجدّادة أو العِبّية (طولها متران) والطوّالة (أطول من العبية) والشاروط (طوله 4–5 أمتار).
يبدأ الفلاحون بالجدادة بعد سقوط أول أمطار الموسم المسماة "شتوة الزيتون" أو "شتوة المساطيح". وتتفاوت مواقيت البدء في قطافه من منطقة لأخرى حسب الارتفاع ودرجات الحرارة، ولكن لا يجوز بدء الموسم قبل الصليب وهو 27 أيلول/سبتمبر؛ لأنه "بعد أيلول بدور الزيت في الزيتون والمُرّ في الليمون" أي أنه لا ينضج قبل هذا الموعد.
في بعض المناطق هناك نظام متّبع للقطف يسمى نظام "الطلقات"، ويعني أن يتفق أهل القرية على تقسيم مناطق الزيتون في القرية إلى أقسام "طلقات"، حيث يُسمح لأهالي القرية بالقطف من مناطق محددة فقط، دون أن يُسمح لهم بالقطف في مناطق أخرى إلا وفق موعد "الطلقة" المحدد لها.
ويُعتبر هذا نظامًا تعاونيًا "مقارظة"، إذ يقوم من ليس له أشجار في منطقة الطلقة بمعاونة الآخرين، فيما يأتي هؤلاء لمعاونته عندما يبدأ القطف في منطقته، وبهذه الطريقة يستغني عن تأجير عمال لقطف زيتونه. وكذلك يوفر هذا النظام الأمان للفلاح على زيتونه من اللصوص، إذ يُعيّن أهل القرية نواطير "إمخَظّْرين" لحماية هذه المناطق. كما يحرص كل فلاح عند انتهائه من قطف كرومه على إعانة الآخرين من الأقارب والجيران "عونة/فَزْعة"، وهو دور متبادل طوال العام، وفي كل المواسم والأعمال لدى الفلاحين، فيقولون: "من عاونّا عاونّاه" و"من عاونّا الله عانه".

عمل جماعي
يتميّز قطف الزيتون بأنه موسم عمل جماعي، وتخرج العائلة كبارًا وصغارًا لجمعه لكونه يحتاج إلى جهد الجميع، ولكلٍ دوره في الموسم. وعندما يبدأ الموسم، يذهب كل أفراد الأسرة "لِزغير ولِكبير والمْقَمَّط في السرير" أي بمن فيهم الأطفال إلى الكروم لقطف "إجداد" الزيتون، ويأخذون معهم البهائم والعدة والطعام "الزوادة"، حيث يأكلون وجبتي الفطور والغداء في "السراحة"، وقد يطبخون في البر "الهيش" على نار الحطب.
ولكل فرد من أفراد الأسرة دوره الخاص، فكبار السن، الوالدين والجد والجدة، "يخرطون" حبات الزيتون التي يمكن الوصول إليها "الواطية" أو أغضان الزيتون المتدلية "الذيال" بأيديهم وهم واقفون على الأرض، بينما يتسلّق الفتية الجذوع و"يتعربشون" على الأغصان. وتكون مهمة الرجال "الجدادة"، باستخدام العصي الخشبية "الجدّادات" لإسقاطها على الأرض، لذا يُسمّى الرجل العامل في القطف "جدّاد"، أو يمكن القطف باليد "خراطة" من خلال السلم الخشبي أو السيبة ذات الأرجل الثلاث.
أما النساء، فيكون دورهن، إضافة إلى تجهيز الطعام والشراب، هو جمع "جول" أو "لقاط" الحب المتساقط على الأرض أثناء القطف، ولذلك يُطلق على المرأة العاملة "لاقّاطة"، لأنها تلتقط الحب وتضعه في "السّلّ" أو "القرطل". كما تقوم النساء بتنظيف "تنسيف" محصول الزيتون بعد القطف من الأغصان والأوراق، وتعبئته في شوالات الخيش "فَردات"، تمهيدًا لنقله إلى البيت مساءً باستخدام البهائم.
ومن المتعارف عليه أن يحرص الفلاح ألا يترك وراءه أي حبة زيتون، ولو كانت جافة ويابسة من سنة سابقة (كركيع)، ولذا يقولون في المثل: "بنت السنة وبنت العام اللي ما بتصير زيت، بتصير جفت"، مع علمه باستحالة ذلك لأنه "حبة البركة ما بتنقطع".

أغاني موسم لِجداد
يعتمد الكثير من القرويين على الزيت في معيشتهم اليومية، وينتظرون الموسم بشوق؛ لأنه مصدر دخل مهم، ومناسبة لإنجاز بعض المشاريع المؤجّلة مثل تزويج ابن أو بناء بيت أو قضاء دين، فيغنون:
زيتوني أطيب عروس، ما بتثمن بالفلوس
تحميني الفقر والبوس، ومن شر اليوم العبوس
ويعبر الفلاح عن فرحه بقرب الموسم وفخره بزيتوناته بأهازيج وأغاني فيقول:
يا زيتون أبو عرموش هُرَيْلي ذهب وقروش
يا زيتون أبو مُرِّي هُرّيلي بلح هُرّي
كما يعمد الفلاحون أثناء القطف إلى ترْديد أغنيات تساهم في رفع المعنويات وشحذ الهمم، حيث يبدأ أحد الجدادين بالقول، وهم يرددون من بعده:
يا زيتون الحوّاري صَبّح جدّادك ساري
يا زيتونِ الصواوين ع جدّادكِ الله بعين
يا زيتونِ العماير لجّدادك أنا ساير
يا زيتونِ المحفّر عن جدّادك ما بتأخر
يا زيتونْ اللي بالواد جدّيتَك وأنا الجدّاد
يا زيتونْ الحرايق جمعنا عليكِ الخلايقُ
هذا ويتوق الفلاح أثناء القطف إلى تذكّر الطعام المصنوع من زيت الزيتون، فيقول:
يا زيتون قلِّب ليمون، اقلب مُسفّن بالطَّابون (المسفن هو خبز يعجن بالزيت ويرش عليه السكر)
يا زيتون بدنا زيت، تا نعمل مسخّن بالبيت (المسخّن هو طبق شهير من خبز الطابون المغموس بالزيت)
أما اللقاطات، فتمدح الصبايا أنفسهن بالغناء وتفتخرن بشبابهن، والاستهزاء بالعجائز لعدم قدرتهن على مجاراتهن بالعمل:
حطّوا العجايز في البير وارموا عليهن خنزير
حطّوا الصبايا بالدار وارموا عليهن أعطار
ويعبّرن عن عَوْف حياة التعب في أعمال الفلاحة والزراعة بالغناء:
يما ما بدي الحرّاث.. والحرّاث مابريده
قبل آذان الصبح.. منساس البقر في إيده
لا تجوزوني للراعي.. والراعي ما أريده
قبل يطلع الصبح.. وعصاة الغنم في إيده

البَدّ (معصرة الحجر)
على الرغم من إدراك الفلاحين بأن أجود أنواع الزيت هو ذلك الذي يُعصر أولًا بأول "من الشجر للحجر"، إلا أن أسبابًا لوجستية جعلتهم يؤخرونه إلى ما بعد انتهاء الموسم كاملًا. حيث يُكوّم الحب يوميًا إما على سطح البيت أو على سطح البئر، ويجري تقليبه من حين لآخر لمنع تلفه وتعفنه، ومن ثم يُنقل في نهاية الموسم إلى المعصرة "البَدّ" أو "الببور" حيث تتم عملية العَصر "الدّراس". ويعتقد كل فلاح أن زيته هو الأفضل "ما حدا بيقول عن زيته عكر".
البَدّ هو مكان قديم لعصر الزيتون لاستخراج الزيت بواسطة حجر دائري ضخم يدور بقوة الحيوانات التي تربط به وتتحرك بشكل دائري، ويوضع الزيتون فيما يشبه الحوض على القاعدة الكبيرة التي تحمل الحجر. تُطحن بذور الزيتون تحت الحجارة الثقيلة وفق عملية بطيئة وباردة، لا تحتاج إلى الغلي بالماء الساخن تحت درجة حرارة مرتفعة تضر بطعم الزيت وتعمل على أكسدته، وبالتالي يأخذ الزيتون حقه في الطحن، ولكن يستغرق وقتًا أطول.
تعتمد عملية الهرس على "حجر البد" الدائري الشكل الذي تجذُره الدواب فوق أرضية حجرية تعرف بـ"الفرشة" أو "المدرس"، وتظل الدواب تلف وتدور حول الحجر، ليتم هرس الحب. وبعدها يُنقل الدّريس (الزيتون المطحون) إلى حوض أصغر، ليُسكَب بعدها فوق قطع دائرية من الليف أو الكتان تُعرف بـ"القفاف"، توضع فوق بعضها على عربة حديدية تُسمى "الشَّدة"، وتتعرض للضغط بواسطة آلات يدوية (مكابس) لمدة زمنية معينة، يُصار من خلالها إلى فصل الزيت عن مخلفات الزيتون الجافة المعروفة باسم "الجِفِت"، فيَنزل الزيت مخلوطًا بالشوائب ويسمّى "الزيبار".
يُنقَل الزيبار المستخرج (المخلوط بالزيت) إلى آبار مخصّصة، ويُفصَل بعدها الماء والشوائب عن الزيت بطريقة فيزيائية بدائية، حيث يطفو الزيت للأعلى لأن كثافته أقل من الماء والشوائب. ثم يُجرَى "كَشْط" الزيت وتعبئته في براميل "جرّار" خاصة أو في "ظروف" من الجلد لنقلها إلى البيوت، ويُطلق على هذا الزيت "قطفة أولى" وهو مخصص للأكل.
ثم يتم تحريك "الزيبار" مجددًا، وإبقاءه فترة أخرى حتى يعلو مزيد من الزيت مختلطًا بشيء من الشوائب، ويُغرَف ويؤخذ إلى البيت ويسمّى "قطفة ثانية" ويُستخدم لصنع الصابون أو لإنارة البيوت والمقامات الدينية من خلال الفوانيس. أمّا البقايا الصلبة "الجفت"، فتُستعمل في المواقد والكوانين للتدفئة شتاءً، وبعد تجفيفها تُستعمل سمادًا للأرض بعد خلطها بمخلفات وروث البهائم.
تطوّرت المعاصر بعد ذلك وأصبحت نصف أوتوماتيكية —البابور— تعمل على مولدات الديزل، حيث الأحجار تُدار بالآلة الكهربائية، وكذلك المكبس الذي يكون أكثر ضغطًا وعصرًا للقفف المملوءة بمهروس الحب، ثم تحولت عملية فرز الزيت عن الماء والشوائب باستخدام "الفرازة" الكهربائية.
ويُطلق على العمال في البَدّ اسم "البَدّادة" نسبة إلى البدّ، واعتاد هؤلاء غناء بعض الأهازيج الحماسية أثناء العمل منها:
بالله وبجاه أبو القاسم، اتدب فينا العزايم
بالله يا سيدي حُدرج، اتخلي هالحجر يدرج
بالله يا سيدي جندل، اتخلي هالحجر يدحَل
بالله يا سيدي لاويين، اتعين كل العاملين
يرتبط الموسم بالمواقيت لدى الفلاحين، فقيل إن "أيام الزيت أصبحت أمسيت"، وذلك كناية عن قصر النهار وطول الليل. كما سمّى الفلاحون موسم الزيتون في تشرين "الصيفية الزغيرة"، بسبب أيام الحرّ الجافة التي تتزامن مع بداية موسم الزيتون، ولكن لا يلبث الجو أن يعتدل ويبدأ تساقط الأمطار. وقالوا عن السنة التي يكون فيها الجو حارًا أثناء موسم القطاف "سنة الشّوب بتلبس الثوب"، أي أن ذلك يعني أن السنة المقبلة كثيرة البرودة.
سنتحدّث في الجزء الثاني من هذه المقالة، عن أصناف الزيتون البلدي، وأنواع الزيت الذي استخرجه الفلاحون الفلسطينيون منه. كما سنتطرّق إلى أهم الصناعات الشعبية المرتبطة بالزيتون، إضافةً إلى المعتقدات الشعبية الخاصة بالشجرة والزيت المستخرج منها.
الكلمات المفتاحية

شهرا تشرين في تراث فلسطين
حين يتبدّل لون الحقول من خُضرة الصيف إلى اصفرار الخريف، يعرف الفلاح أن الأجرد قد أقبل، وأن شهر تشرين دخل الأرض والقلوب معًا

عادات ومعتقدات.. موسم قطف الزيتون في التراث الشعبي الفلسطيني
الزيتون في فلسطين عدة أنواع معظمها أصلية بلدية، أشهرها النَبّالي نسبة إلى قرية بيت نبالا غرب القدس، والصِّرّي (أو السري) نسبة إلى سوريا، والمليصي والذكار والبري والخلي والدومي والبري وغيرها

تعرف على أبرز عمليات تبادل الأسرى منذ العام 1968
تحرر أمس، من سجون الاحتلال 1968 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم (250) من المحكومين بالمؤبد، وعدد من الأسرى المحكومين بأحكامٍ عالية أو المتوقع الحكم عليهم بالسجن المؤبد، و(1718) من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد الحرب
بينيت: نقل السيطرة الأمنية في غزة إلى قوات متعددة الجنسيات يعرّض أمن "إسرائيل" للخطر
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، إن "نقل السيطرة الأمنية في غزة إلى قوات متعددة الجنسيات، بعضها معادٍ مثل تركيا، يعرّض أمن إسرائيل للخطر"

الضفة: حملة اعتقالات واسعة وهدم منتزه في بلدة القبيبة بالقدس
شنت قوات الاحتلال اليوم الخميس حملة اعتقالات واسعة في مدن الضفة الغربية، تركزت في بلدة دورا جنوبي الخليل

مستوطنون يحرقون أجزاءً من مسجد في سلفيت ويخطّون شعارات عنصرية
أفادت محافظة سلفيت بإقدام مجموعة من المستوطنين، فجر اليوم، على إحراق مسجد (الحاجة حميدة) في بلدة ديراستيا شمال غرب سلفيت، وخط شعارات عنصرية على جدرانه الخارجية

أطباء بلا حدود: الأوضاع في غزة ما زالت مزرية للغاية بعد شهر من الهدنة
الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ما زالت كارثية، فالبنية التحتية الحيوية مدمّرة، والنزوح واسع النطاق، والمساعدات غير كافية

