18-أبريل-2021

اعتقال شاب في باب العامود | gettyimages

منذ دخول شهر رمضان، تحولت منطقتا باب العامود وباب الساهرة في القدس إلى ساحة مواجهة عنيفة مع شرطة الاحتلال، التي استقبلت الشهر الكريم بإجراءات يؤكد مختصون في شؤون القدس أنها تهدف لإقصاء الفلسطينيين عن القدس العتيقة، وتفريغها لأنشطة استيطانية وتهويدية.

ينوي مستوطنون القيام بمسيرة يوم 28 رمضان احتفالاً بما يسمى "يوم القدس العبري"

وشرعت شرطة الاحتلال مؤخرًا بوضع سواتر حديدية في باب العامود، لمنع أهل المدينة من الجلوس على "درج" المنطقة، في محاولة لمنع الأجواء الرمضانية الخاصة المعهودة في هذه المنطقة، ولتفريغ المنطقة باكرًا؛ استباقًا لمسيرة سيقوم بها المستوطنون احتفالاً بما يسمى "يوم القدس العبري" الذي يصادف هذه السنة يوم 28 رمضان، وفق الباحث المتخصص في شؤون القدس زياد ابحيص.

حواجز حديدية في باب العامود

إضافة إلى ذلك، يشهد محيط البلدة القديمة في الأيام الأخيرة انتشارًا مكثفًا لشرطة الاحتلال.

هذه الإجراءات، دفعت بأبناء القدس إلى تحدي إجراءات شرطة الاحتلال على مدار ثلاثة ليالي متتالية، بالجلوس في درجات باب العامود وترديد هتافات وطنية، ليرد عناصر الشرطة ومعهم "مستعربون" بقمع الشبان، وتندلع مواجهات واسعة يتخللها إطلاق الرصاص وقنابل الصوت، ما أوقع 27 إصابة خلال يومين، وفق معطيات نشرتها جمعية الهلال الأحمر وموقع "القسطل" المتخصص في شؤون القدس.

المحامي محمود: جميع المعتقلين في "أحداث باب العامود" ظهرت عليهم علامات ضرب

وتنوعت الإصابات بين الرصاص والضرب والإصابة المباشرة بقنابل الصوت، إضافة إلى الاعتداءت الجسدية. هذا عدا عن اعتقالات واسعة التي شنها عناصر الشرطة و"المستعربون"، حيث أكد المحامي محمد محمود أن علامات ضرب واضحة ظهرت على جميع المعتقلين.

تنكيل بشاب خلال اعتقاله في باب العامود | gettyimages

وأضاف المحامي محمود، أن قسمًا من المعتقلين تم الإفراج عنه بكفالات مالية، وآخرين تم تمديد اعتقالهم، مبينًا أن شرطة الاحتلال تبرر الاعتقالات بتعرض عناصرها للرشق بالحجارة، مؤكدًا أن هذه المبررات غير مقبولة، فالشرطة لا تنتشر بهذه الكثافة في أعياد اليهود، لكنها تفعل ذلك في المناسبات الدينية للمسلمين.

وأعرب محمود عن اعتقاده بوجود مخطط مسبق من قبل سلطات الاحتلال لمنع وصول أهل القدس إلى البلدة القديمة، ما يُبرر نشر هذه الأعداد من عناصر الشرطة في المنطقة.

من جانبه، يُبين زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أن الاحتلال يسعى إلى السيطرة على كل المناطق في القدس، وهناك وسائل عدة غير الوجود الشرطي بشكل مكثف جدًا، وإغلاق بعض الشوارع.

الحموري: هناك خطط إسرائيلية تهدف لمنع أبناء القدس من دخول البلدة القديمة

وأوضح الحموري لـ الترا فلسطين، أن تغييرات "جذرية" وخطط مستقبلية يقوم بها الاحتلال في باب العامود، مؤكدًا أن التغييرات تهدف في النهاية لمنع أبناء القدس من الدخول إلى البلدة القديمة، خاصة في رمضان، لقطع الصلة بين الناس من جهة والبلدة القديمة والمسجد الأقصى من جهة أخرى.

وشدَّد الحموري أن الإجراءات "مستمرة وتصعيدية" في كل الفترات، ولا تقتصر على شهر رمضان، "لكن ما يغيظ الاحتلال في رمضان، تدفق الناس إلى البلدة القديمة والأقصى، خاصة الفلسطينيين القادمين من داخل الخط الأخضر".

ورأى، أن هناك "مقاومة حقيقية من الناس للدخول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وتجري على إثرها كل هذه الاشتباكات، والشبان والصبايا غير خاضعين لكل هذه الإجراءات ولكل هذا الإرهاب".

يُذكر أن شرطة الاحتلال امتنعت هذه السنة عن إصدار تصاريح دخول إلى القدس للفلسطينيين من الضفة الغربية، كما حدَّدت عدد المصلين القادمين من الضفة في الجمعة الأولى بـ10 آلاف شخص، واشترطت أن يكونوا من كبار السن الحاصلين على التطعيم. في حين قدرت أعداد المصلين في صلاة الجمعة بـ70 ألف مصل من القدس والضفة وداخل الخط الأخضر.


اقرأ/ي أيضًا: 

"اليونسكو" تتبنى قرارًا حول القدس العتيقة ينتقد الاحتلال

حديقة إسرائيلية على أسطح أسواق القدس: تهويد واقتصاد