04-ديسمبر-2021

صورة توضيحية: الكتل الطلابية في بيرزيت خلال انتخابات مجلس الطلبة | gettyimages

أغلقت جامعة بيرزيت أبواب حرمها الجامعي، السبت، على أن يكون الدوام بنظام التدريس عن بعد، على خلفية ما وصفتها بـ"الإشكاليات التي تمت معايشتها بين مجموعة من الطلبة خارج الجامعة".

الاعتداء بالضرب على منسق إحدى الكتل الطلابية يوم الجمعة امتدادًا لبيانات بين الكتل الطلابية على خلفية الاعتقال السياسي

واستنكرت الجامعة في بيان صحفي صدر عنها، "اللجوء إلى العنف والتراشق على صفحات التواصل الاجتماعي" حسب وصفها.

جاء ذلك بعد الاعتداء بالضرب على منسق إحدى الكتل الطلابية يوم الجمعة، امتدادًا لبيانات بين الكتل الطلابية على خلفية الاعتقالات السياسية.

وأوضح منسق الكتلة الإسلامية في الجامعة إسماعيل البرغوثي، أن هناك "اعتداءات متكررة ومتراكمة" من قبل الأجهزة الأمنية على الكتل الطلابية بشكل عام، وعلى الكتلة الإسلامية وعناصرها بشكل خاص، يتخللها اقتحام للسكنات واستدعاءات للتحقيق واعتقالات، منوهًا أن هذه "الاعتداءات" زادت خلال الأسبوع الأخير.

وأضاف البرغوثي، أنهم في الحركة الطلابية أجمعوا الأسبوع الماضي على إصدار بيان صحفي مشترك يندد بالاعتقال السياسي والملاحقة لعناصر الحركة الطلابية من قبل الأجهزة الأمنية، إلا أن حركة الشبيبة (الذراع الطلابي لحركة فتح) رفضت هذا البيان ورفضت التوقيع عليه بعد التواصل معها.

وبيّن البرغوثي، أن الشبيبة الفتحاوية -بعد إصدار الكتل لبيانها- هدَّدت بقية الكتل وكوادر الحركة الطلابية، وأصدرت بيانًا صحافيًا أعلنت فيه رفضها للاعتقال السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفضها قيام الحركة الطلابية بأي خطوة بمعزل عنها.

 

إثر ذلك، ردَّت كتلة الوحدة الطلابية (الذراع الطلابي للجبهة الديمقراطية) بإصدار بيان قالت فيه إن كاتب بيان الشبيبة هو ضابطٌ في الأمن وليس طالبًا في الجامعة.

وأكد البرغوثي، أنه على خلفية البيان الصادر عن كلتة الوحدة تم الاعتداء على منسق "الوحدة الطلابية" وليد إسماعيل، أثناء وجوده داخل سكنه خلال ساعات الفجر، وضربه بالهراوات على رأسه من قبل ملثمين "نعتقد أنهم طلبة في الجامعة" بحسب قوله.

رأى إسماعيل، أن ما حدث كان محاولة لاختطافه، لكن اكتشاف المهاجمين أنه ليس وحده في السكن حال دون ذلك

وحاول الترا فلسطين عدة مرات التواصل مع إسماعيل هاتفيًا لكن تعذر علينا الوصول إليه. وفي منشور شاركه مساء الجمعة، قال إسماعيل إنه عند الساعة الرابعة فجرًا. وفي منشور شاركه مساء الجمعة، قال إسماعيل إنه عند الساعة الرابعة من فجر الجمعة تلقى تصالاً من أحد كوادر "الشبيبة" يطلب منه الالتقاء به في باب السكن، لكنه رفض ودعاه إلى تناول القهوة داخل السكن، ليحضر بعد ذلك أربعة من قيادة "الشبيبة" إلى السكن، وتحدث مشادةٌ كلامية بين الطرفين.

وأضاف، أن أحد الطلاب الأربعة غادر السكن قبل أن يفاجئوا بدخول أربعة ملثمين للسكن وضربه من الخلف باستخدام أداة خشبية، مبينًا أنه نجح في أخذ الأداة من يد الملثم ثم الدخول لغرفته وإغلاق باب السكن عليه، وقد أعقب ذلك هروب الجميع.

ورأى إسماعيل، أن ما حدث كان محاولة لاختطافه، لكن اكتشاف المهاجمين أنه ليس وحده في السكن حال دون ذلك.

وبالعودة إلى البرغوثي (ممثل الكتلة الإسلامية)، فهو يرى أن "الجامعة أدركت حجم المشكلة المتوقعة هذا اليوم فقامت بإغلاق الحرم الجامعي"، مضيفًا أن الأطر الطلابية -بما في ذلك الشبيبة- ترفض الإغلاق "على خلفية المشاكل السياسية والخلافية بين الأطر الطلابية".

ودعا البرغوثي، إدارة جامعة بيرزيت إلى "الوقوف عند مسؤوليتها وفصل من كان سبب في كل المشاكل التي حصلت في جامعة بيرزيت، لأن نفس الأشخاص هم من يكررون الاعتداءات".

واتهم البرغوثي "لجان النظام" في الجامعة بأنها تمارس "المماطلة والتسويف وتتذرع أنها تحتاج لحقائق ودلائل رغم أن الأمور تكون واضحة وضوح الشمس"، معتبرًا أن هذه "المماطلة" تحدث في حال كان الأمر متعلقًا بالشبيبة الفتحاوية، في حين أنها تسارع لاتخاذ قرارات في حال كان الأمر متعلقًا ببقية الكتل الطلابية، "وهذا انحيازٌ من الجامعة للشبيبة" وفق قوله.

في حال عدم اتخاذ جامعة بيرزيت أي خطوة ردًا على الاعتداء فإن الكتل الطلابية ستدرس اتخاذ خطوات احتجاجية بشكل موحد

وأفاد منسق "القطب الطلابي" محمد فقها بأن اجتماعًا سيُعقد بين الكتل الطلابية وإدارة الجامعة، السبت، لمناقشة هذه التطورات، وفي حال عدم اتخاذها أي خطوة ردًا على الاعتداء فإن الكتل الطلابية ستدرس اتخاذ خطوات احتجاجية بشكل موحد.

وأكد فقها، أنه تواصل شخصيًا مع أحد قيادات "الشبيبة" قبل إصدار بيان الكتل الطلابية حول الاعتقالات، لكنه رفض المشاركة في البيان.

من جانبه، رفض منسق "الشبيبة" في جامعة بيرزيت الإجابة على أسئلتنا حول هذا الموضوع، وبرَّر ذلك بأنه منشغلٌ باجتماع داخلي "للشبيبة".

في المقابل، قال نائب رئيس جامعة بيرزيت للتنمية والاتصال غسان الخطيب، إن "الإشكال" الحالي لا علاقة له "بالإشكالات" التي حصلت في السابق، "فالإشكالات السابقة حصلت داخل الجامعة، وهناك لجنة نظام تسير بشكل حثيث في اتجاه إصدار قرارات لمحاسبة المخالفين، وسوف تصدر عنها قرارات وسوف تعلن وتنفذ".

الخطيب: الخلاف الحالي بين الكتل الطلابية مرتبطٌ بقضايا خارج الجامعة كليًا، ونعمل مع جهات مجتمعية محاولة حل الخلاف

وأضاف الخطيب، أن مثل هذه الأمور تأخذ وقتًا في العادة بسبب وجوب الفحص بشكل دقيق لتجنب حدوث أي تجني، وللاستماع إلى شهادات الشهود ودفاع المتهمين، مشددًا أن الأمور "تسير بشكل جدي جدًا".

وأكد، أن الخلاف الحالي بين الكتل الطلابية مرتبطٌ بقضايا خارج الجامعة كليًا، وبالتالي فإن من الصعب أن تعمل الجامعة على محاسبة أحد بسببها، "فهي تحدث خارج الجامعة وحول قضايا مرتبطة بتيارات سياسية حول قضايا لا علاقة لها بالجامعة".

ولم يُحدد الخطيب موعدًا مؤكدًا لاستئناف الدوام الوجاهي، لكنه كشف عن جهود تبذلها إدارة الجامعة و"جهات مجتمعية ذات صلة" لمحاولة حل الخلاف واستئناف الدوام في بيئة آمنة.


اقرأ/ي أيضًا: 

قرار بتقييد اختصاص إذاعات جامعية.. والوزارة تنفي

تفاصيل مقتل طالب بشجار بين طلبة في الجامعة الأمريكية

دلالات: