11-مارس-2018

شبتاي شافيت خدم في "الموساد" 23 عامًا

بعد 22 عامًا مرت على تقاعده من الخدمة في جهاز "الموساد"، المخابرات الخارجية الإسرائيلية، أصدر شبتاي شافيت كتابًا يكشف فيه تفاصيل عن خدمته التي امتدت 23 عامًا في صفوف "الموساد"، وصل خلالها إلى رئاسة الجهاز لسبعة أعوام، بعد مشوار تصاعدي على هرم المناصب في "الموساد"، كان خلاله مسؤولاً عن تجميد جواسيس في إيران الشاه ضد العراق.

ومما يكشفه شافيت في الكتاب الصادر حديثًا، وجود مقاتل إسرائيلي قرب المفاعل النووي العراقي قبل قصفه، هذا إضافة إلى حديثه عن ما يقول إنها أزمة قيادية وأخلاقية تعاني منها إسرائيل.

"الموساد" امتلك مقاتلاً قرب المفاعل النووي العراقي قبل قصفه، أحد أسرار يكشف عنها كتاب أصدره رئيس سابق للجهاز

يفرد شافيت، مساحة للحديث عن طاولة رئيس "الموساد"، التي اتخذ من خلفها عددًا لا نهائيًا من القرارات الهامة. والكراسي حول هذه الطاولة تحولت، كما يقول، مع مرور السنوات إلى رمز لا يمسه أحد، إذ كان ترتيبها حول الطاولة يحمل رمزية توحي للحضور بأن رئيس "الموساد" هو من يتخذ القرارات، ونائبه الذي يجلس إلى يمينه على الجانب الضيق من الطاولة، له حق تقديم المشورة وإصدار توصيات.

اقرأ/ي أيضًا: عاهرات الصهيونية من أجل احتلال القدس

ويتطرق شافيت في كتابه لما قال إنه "تغيّر سمة الإرهاب"، فقد كان معظمه في الماضي محليًا علمانيًا، وقادته كانو يهدفون لتحقيق استقلال دولهم، أما الآن فأصبح "دينيًا معولمًا، ويتجلى بفريضة إلهية تقوم على قتال الكفار، لإقامة الخلافة الإسلامية العالمية" على حد وصفه.

ويشير شافيت إلى إخفاق جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" في رصد نذر حرب 1973، التي أسماها "حرب الغفران"، مبينًا أن قادة "أمان" يعانون من "صدمة حرب الغفران"، والدليل على ذلك، وفق قوله، أنهم واظبوا على مدار السنوات الثمانية التي تلت الحرب؛ على تقديم إنذارات تفيد بأن الجيش السوري يستعد لشن حرب، تفاديًا لأي اتهام لهم بالتقصير في حال بادر السوريون فعلاً بشن حرب.

ويتطرق شافيت في كتابه إلى عمله في إيران الشاه، التي وصلها مع زوجته في نهاية عقد الستينات من القرن العشرين، وقد كانا ناشطين في جنوب إيران؛ بعد التنكر بصفة مبعدين إيرانيين عائدين لبلادهم، وقد تم ذلك بعلم أجهزة الأمن الإيرانية، من أجل تجنيد جواسيس في العراق، ولدعم الأكراد الذين يسعون إلى الانفصال عن العراق.

يقول إنه قضى في هذه المهمة عامين ونصف، استطاع خلالهما جمع معلومات لا يستطيع جمعها باحث أكاديمي وصل لدرجة أستاذ، مضيفًا أنه كان يتظاهر بأنه فارسي، ويتحدث مع الإيرانيين بالفارسية خلال تجوله.

رئيس سابق لـ"الموساد" كان خلال تجنيده في الجهاز يعمل على تجنيد جواسيس ضد العراق، بالتنسيق مع السلطات الإيرانية

ويكشف شافيت عن مهمة نفذها أحد جنوده قبيل تدمير مفاعل تموز النووي العراقي، مبينًا أنه كان حينها في وحدة "قيساريا"، وهي قسم العمليات الخاصة في "الموساد"، وقد تم تكليفه بالتعرف على حالة الطقس في أقرب منطقة من المفاعل، استعدادًا لقصفه، فكلّف أحد جنود الوحدة بالوقوف إلى جانب المفاعل وإرسال معطيات حالة الطقس.  

ويتحدث شافيت كثيرًا في كتابه عن ما يقول إنها أزمة قيادية تعاني منها إسرائيل، دون أن يذكر أسماء، ويفسر ذلك بالقول:  "نحن بحاجة لزعماء مثل بيغين والسادات، مثل رابين والحسين، واليوم ليس لدينا مثل هولاء، إنها ازمة غياب قيادة". ويضيف،  "يجب أن أقول أمرًا آخر، ليس لدي كلمة سوى كلمة قطيع ضخم مكون من أكثر 50% من الإسرائيليين، لست قادرًا على الفهم، لدينا شعب ينقصه عمود فقري أخلاقي".


اقرأ/ي أيضًا:

أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟

أسرار الحاخام الذي أدار إسرائيل من نيويورك

سرّ نتنياهو وليبرمان الذي غير الحياة السياسية الإسرائيلية