07-نوفمبر-2020

صورة توضيحية - gettyimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

"أطخك وأحكي بالغلط؟". هكذا هدد جنديٌ إسرائيليٌ الطفل أحمد (17 سنة) من محافظة نابلس، خلال تحقيق ميداني، وهي حالة ليس استثنائية بالنظر إلى ما تعرض له الطفل أكرم (16 سنة) من محافظة رام الله والبيرة، حيث تم تهديده بقتل شقيقه واعتقال والديه، وفق الشهادتين اللتين وثقتهما "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" - فرع فلسطين.

"أطخك وأحكي بالغلط؟". هكذا هدد جنديٌ إسرائيليٌ الطفل أحمد خلال تحقيق ميداني، وهي حالة ليست استثنائية

وبحسب تقرير نشرته المنظمة، مساء الجمعة، فإن الطفل أحمد وصل مع صديقه إلى حاجز بيت فوريك شرق نابلس يوم 23 تموز/يوليو الماضي، حيث اعتقلهما جنود الاحتلال بعد مطاردة قصيرة.

اقرأ/ي أيضًا: سفاح كفر قاسم يكشف أخطر أسباب المجزرة

وبيّن أحمد، أن الجنود قيدوه وصديقه وعصبوا عينيهما، لكنه شعر أن صديقه فقد الوعي فبدأ بالصراخ على الجنود، ليضربه أحدهما على أذنه بقوة.

بعد 10 دقائق، أزال الجنود العصبة عن عيون الصديقين وحققوا مع أحمد حول إلقاء حجارة على حاجز عسكري إسرائيلي، لكن أحمد أنكر الاتهام، فأشهر الضابط سلاحه في وجهه وهدده قائلاً: "أطخك وأحكي بالغلط". يقول أحمد: "كنت أظن أنه مجرد تهديد، ولكنه جهز سلاحه لإطلاق النار فصرخت ما بدي أموت".

يقول أحمد: "كنت أظن أنه مجرد تهديد، ولكنه جهز سلاحه لإطلاق النار فصرخت ما بدي أموت"

وتابع سرد ما حدث قائلاً، إن الجنود أعادوا تعصيب عيونهما وأبقوهما جالسين أرضًا على ركبتيهما قرابة ثلاث ساعات، بينما كان أحد الجنود يشتمهما ويسب الذات الإلهية، ثم عند الساعة الثانية فجرًا تم نقلهما إلى ساحة كبيرة بقيا فيها حتى الساعة العاشرة صباحًا.

يوضح أحمد، أنه طلب الذهاب إلى دورة المياه لقضاء حاجته فأخذه الجنود بين الشجر دون فكّ قيده، ثم نقلوه وصديقه إلى عيادة لإجراء فحص طبي، قبل أن يعيدوا تقييدهما وينقلوهما مسافة ساعة من الزمن إلى ساحة كبيرة، توقع أحمد أنها معسكر، حيث فك العصبة عن عيونهما.

وأفاد بأنه أخضع للتحقيق باللغة العربية، ثم أُجبِر على التوقيع على أوراق باللغة العبرية، قبل أن يعيده الجنود إلى الساحة، حيث أبلغوه أنه موجود في معتقل حوارة، وأن التحقيق معهم تم في قسم شرطة مستوطنة "أرئيل" المقامة شمال نابلس.

ضربت رأسي في جدار الغرفة حتى أخرج، فنزفت الدماء مني، لكنهم أخرجوني ووضعوا لاصق جروح على رأسي ثم أعادوني للغرفة

يقول أحمد: "بقيت في معتقل حوارة 5 أيام، كانت من أصعب أيام حياتي، فالطعام سيء للغاية، والفورة مدتها 5 دقائق فقط في اليوم، والحمام خارج الغرفة، ولا يوجد استحمام. وفي اليوم الثالث في المعتقل لم أعد أحتمل الوضع، فضربت رأسي في جدار الغرفة حتى أخرج، فنزفت الدماء مني، لكنهم أخرجوني ووضعوا لاصق جروح على رأسي ثم أعادوني للغرفة".

اقرأ/ي أيضًا: تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل مرعبة إبان النكبة

وأضاف، "في اليوم الرابع جرحت يداي بواسطة برغي كان في البرش، فلاحظ أحد الجنود ذلك عندما جلب الطعام، فأخذني إلى مكتب خارج المعتقل، وكانوا يتحدث باللغة العبرية ولم يقدموا لي أي علاج ثم أعادوني للغرفة".

في اليوم الخامس، خضع أحمد لفحوصات طبية من بينها فحص كورونا، ثم نُقِل إلى سجن مجدو، حيث وُضِع في معبار قسم 10 لمدة 14 يومًا، قبل أن ينتهي الحال به إلى قسم الأشبال.

حكم قضاء الاحتلال على الطفل أحمد بالسجن ثلاثة شهور، وغرامة مالية مقدارها ألف شيقل، ليتم الإفراج عنه في شهر تشرين أول/أكتوبر.

وأورد تقرير المنظمة قصة مشابهة للطفل أكرم، الذي تعرض للاعتقال من منزله قرابة الساعة الرابعة فجرًا، دون إبراز مذكرة اعتقال أو توضيح سبب الاعتقال.

تعرض أكرم للضرب في منزله على كافة أنحاء جسده، وحاول والده التدخل لكن تم منعه، بينما استمرَّ الضرب 5 دقائق تقريبًا

يُبين أكرم، أنه تعرض للضرب في منزله على كافة أنحاء جسده، بعد تقييده للخلف بمربطين بلاستيكيين وتعصيب عينيه، مضيفًا أن والده حاول التدخل لكن تم منعه، بينما استمرَّ الضرب 5 دقائق تقريبًا.

اقرأ/ي أيضًا:  إيلان بابيه يفضح "فكرة إسرائيل"

وأفاد بأن الجنود نقلوه بمركبة عسكرية، حيث تواصل الضرب بأقدام الجنود وبالبنادق على ظهره طوال الطريق، قبل أن يتم نقله إلى غرفة بقي فيها 4 ساعات جالسًا على الأرض، دون فك قيده وبلا إزالة العصابة على عينيه، بينما كان الجو باردًا جدًا بسبب التكييف.

لاحقًا، علم أكرم أنه موجود في مركز شرطة "بنيامين"، حيث طُلِب منه خلع كافة ملابسي حتى الداخلية من أجل التفتيش، قبل أن يتم استبدال المرابط البلاستيكية من الخلف بقيود حديدية في يديه وقدميه.

يشير التقرير إلى أن أكرم خضع للتحقيق من قبل شخص بزي مدني، ودون إخباره بحقوقه قبل التحقيق، حيث استمرت جلسة التحقيق ساعتين تقريبًا، اتهمه فيها الطفل بإلقاء الحجارة وزجاجات حارقة، وزعم وجود اعترافات وفيديو يؤكد هذه التهمة.

هددني باعتقال والدي ووالدتي وبإطلاق النار على شقيقي، وبسجني فترة طويلة إذا لم اعترف

قال أكرم: "أنكرت كل التهم التي وجهت لي، ونتيجة لذلك قام المحقق بإسقاطي على الأرض وأنا جالس على الكرسي، وكرر ذلك عدة مرات طوال جلسة التحقيق، وكنت أشعر بالألم جراء ذلك، كما هددني باعتقال والدي ووالدتي وبإطلاق النار على شقيقي، وبسجني فترة طويلة إذا لم أعترف، إلا أنني واصلت الإنكار".

نُقِل أكرم بعد ذلك إلى معتقل حوارة وقضي فيه ليلة واحدة، ثم نُقِل إلى سجن مجدو حيث خضع للحجر 14 يومًا، قبل إدخاله لقسم الأشبال وبقائه فيه 16 يومًا، حيث خضع للتحقيق 4 جلسات استمرت كل منها ما يقارب الساعتين، وتخللها تهديدات بالقتل والسجن لفترات طويلة، إضافة لسجن عائلته.

وما يزال أكرم معتقلاً في سجن "عوفر" حتى لحظة نشر التقرير، دون صدور حكم بحقه.


اقرأ/ي أيضًا: 

كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة

إسرائيل تكشف أسرارًا عن اغتيال عدوان وناصر والنجار