19-نوفمبر-2018

تواصل الأجهزة الأمنية منذ 17 يومًا اعتقال السيدة سهى بدران جبارة (30 عامًا) من بلدة ترمسعيا قضاء رام الله في سجن أريحا دون أن تحصل عائلتها أو محاميها على لائحة اتهام، في حين "تعيش سهى وضعًا نفسيًا سيئًا، إذ تعرضت للتهديد والتعذيب لعدة أيام، وآثار الكدمات والضرب ظاهرة على جسدها" كما تقول عائلتها.

وتُبين العائلة أن "الأجهزة الأمنية هددتها بأولادها وعائلتها للاعتراف بأمور لم تفعلها ولم تسمع بها من قبل"، وهي تنتظر عقد جلسة جديدة ثانية لها في المحكمة يوم الأربعاء المقبل علَّها تعرف تفاصيل أكثر عن "قضيتها" وفق ما أبلغهم به المحامي.

سهى جبارة تعرضت للتعذيب والتهديد في سجون السلطة لدفعها إلى الاعتراف بتهم لا علاقة بها، كما تقول عائلتها

"يقولون إنها تموّل جماعات إرهابية وتنقل أموالًا لحماس، تديّن سهى ولباسها الملتزم جعلها محط أنظار بالنسبة لهم، أما سهى، فهي ربة منزل وأم عادية ليس لها أي توجهات سياسية. قبل سنوات استدعاها الاحتلال للتحقيق ولكنه أفرج عنها بعد ساعتين من التحقيق لأنه لم يثبت عليها شيء" تخبرنا عائلتها.

[[{"fid":"76017","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":480,"width":480,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

ووفق العائلة، فإنها تلقت اتصالاً على هاتف المنزل قبل اعتقال سهى بيومٍ، من شخصٍ عرّف عن نفسه بأنه من المباحث، وطرح أسئلة عن سهى ووالدها وعائلتها وما تفعله في حياتها، "ثم أخبرنا أنه يظن أنه يسأل عن الشخص الخاطئ وأغلق الهاتف، وفي اليوم التالي كانوا أمام المنزل".

وعن لحظة اعتقالها من قبل الأجهزة الأمنية تقول العائلة لـ الترا فلسطين إن عددًا كبيرًا من مركبات الأجهزة الأمنية أحاطت المنزل واقتحمته في منتصف الليل واعتقلت جبارة "بطريقة وحشية دون الاكتراث لأطفالها وبكائهم"، ودون إرسال طلب استدعاء مسبق.

سهى أمٌ لثلاثة أطفالٍ أكبرهم في الثانية عشر من العمر، وأصغرهم لا يزيد عمره عن 9 سنوات، وهم يعيشون هذه الأيام أوقاتًا صعبة، ويفتقدون والدتهم يوميًا، فيما الخوف والقلق يرافقهم كل لحظة، ولا يمر صباح أو مساء دون أن يسألوا "وين ماما، بدنا ماما".

تخبرنا عائلتها أنها استغربت كثيرًا لحظة اعتقال سهى التي عادت إلى البلاد منذ 6 أعوام وليس لها علاقات اجتماعية خارج بلدتها، مبينة أنها تقضي معظم وقتها في رعاية أطفالها وبرفقة صديقاتها داخل البلدة.

عائلة سهى جبارة تتهم الأمن في أريحا بإجبار ابنتها على التوقيع على أوراق لا تعرف ما هي

"بعد اعتقالها بـ 4 أيام تفاجأنا بخبر نقلها إلى اللجنة الأمنية في معتقل أريحا رغم عدم وجود قسم نسائي فيه، تم التحقيق معها من قبل محققين وإجبارها على التوقيع على أوراق لا تعرف ما هي" وفقًا لما نقلته عائلتها عنها عند زيارتها.

وتؤكد العائلة أن سهى نفسها لا تعرف ما يحدث معها، مضيفةً، "زرناها مرة واحدة منذ اعتقالها، ويوم الأربعاء الماضي كانت هناك جلسة لها بالمحكمة وتم تمديد اعتقالها 14 يومًا. في الجلسة استعملوا أوراقًا وقعت عليها دون أن تعرف ما هي أو ما فحواها".

وتوضح العائلة أن الاعترافات والأوراق التي تم استخدامها كدليل اعتراف ضدها في المحاكمة، وقعت عليها سهى تحت التعذيب والضرب ودون وجود المحامي الخاص بها، وهو ما ترفضه العائلة، مشددةً على ضرورة عدم الأخذ بها كدليل.

عائلة سهى لا تعرف ما ينتظر ابنتها، ولا تعرف إن كان سيفرج عنها قريبًا أم لا، وكل ما تؤكد عليه عندما نلتقي أحد أفردها أن "سهى بريئة، سهى ما عملت شي".