15-أبريل-2019

قبل عدة أيامٍ منح قائد جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال تامير هايمن، وسامًا تقديريًا للوحدة 504 الاستخبارية، تكريمًا لها عن العمليات السرية التي نفذتها في سوريا ولبنان خلال الفترة بين 2013 – 2018، وذلك بعد أن ساءت سمعة الوحدة إلى الحدَّ الذي دفع للمطالبة بإنهائها.

شعبة الاستخبارات البشرية، تأسست عام 1947، واشتُهِرَت باسمها الثاني "وحدة 504"، وهي وحدة خاصة في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" ومسؤولة عن تشغيل وتجنيد الجواسيس في الخارج وفي مناطق السلطة الفلسطينية. أما الجزء الآخر من عمل الوحدة فيتعلق بالأسرى، إذ تعمل داخل غرفة التحقيقات، "فالمحقق يهدد، ويمارس الإغراء، ويستخدم كل الحيل، لكي يُخرج من الخاضع للتحقيق، الحد الأعلى من المعلومات" كما قال أحد ضباط الوحدة المتقاعدين.

الوحدة 504 العسكرية الإسرائيلية لم تترك وسيلة تقود لتجنيد شخصٍ جاسوسًا إلا استخدمتها ومن ذلك الجنس

الوحدة نالت الكثير من الأوصاف في وسائل الإعلام العبرية، من بينها "جهاز الموساد الصغير"، و"أقذر وحدات الجيش"، ومراجعة المقابلات التي أجريت مع كبار ضباطها تشير إلى أنهم لم يتركوا وسيلة تقود لتجنيد شخص كجاسوس إلا استخدمتها، بما في ذلك "ممارسة الجنس".

اقرأ/ي أيضًا: راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله ضابط الموساد للموت؟

وفي إحدى الحالات، روى أحد قادة الوحدة أنه أعطى  أمرًا للجيش بقصف مجموعةٍ فدائيةٍ يرافقها جاسوسٌ تابعٌ له، رغم أنّه كان على يقينٍ أنّ الجاسوس سيلاقي حتفه بنيران جنوده، مبررًا ذلك بالقول: "كنت أعرف أنّي أرسله إلى الموت، ولكنّي ضحيّت بجنديّ كما يفعلون في لعبة الشطرنج".

ضابطٌ آخر قال للقناة العاشرة الإسرائيلية قبل عدة سنوات: "استخدام جاسوس ليست مهنة سهلة، وثمة من يقولون إنها مهنة قذرة، إنها مهنة تتعلق بالضعف البشري، بالإضافة إلى القدرة على الإغراء والإغواء والكذب والتضليل".

ولكن هذه الوحدة تعرضت منذ مطلع العقد المنصرم لخسائر كبيرة، جاءت أبرزها على يد الشهيد حسن أبو شعيرة الذي قتل العقيد يهودا إدري، خلال الانتفاضة الثانية، وبعدها مُنيت هذه الوحدة بخسائر كبيرة في مواجهة الأجهزة الأمنية اللبنانية التي نجحت في كشف عددٍ من شبكات التجسّس التابعة للوحدة.

وبلغت ذروة الإخفاقات المهنية في عام 2010، عندما انتحر أحد كبار ضباط الوحدة بعد اعتقال عددٍ من جواسيسه في لبنان، وقد تزامن ذلك مع نشر وسائل الإعلام العبرية معلوماتٍ كثيرةٍ حول إخفاقاتٍ وقصص فساد داخل الوحدة، فتم استبدال قادتها، وجرى تغيير أساليب العمل، كما تصاعدت الأصوات الداعية إلى حل تلك الوحدة.

مُنيت الوحدة 504 العسكرية الإسرائيلية بخسائر كبيرة في فلسطين ولبنان منذ بداية الألفية الثالثة

يُشير هذا إلى أن هذه الوحدة التي تعتبر وحدة مختارة داخل الجيش الإسرائيلي ويتم انتقاء ضباطها بعد خضوعهم لفترة لتأهيل طويلة، تعرضت لهزائم عندما واجهتها الأجهزة الامنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

وبرر قائد "أمان"، تكريم وحدة "504"، بأنها نجحت منذ 2013 في تطوير بنيةٍ تحتيةٍ لجمع المعلومات الاستخبارية، منحت جيش الاحتلال إمكانية إحباط تموضع التنظيمات الإرهابية في "الجبهة الشمالية" خصوصًا في سوريًا.

وعن سبب النجاحات التي بدأت تحققها وحدة "504" مع حلول عام 2013، قال أحد قادتها: "كلما زادت الأماكن التي تضُعف فيها السلطة المركزية، وتزداد فيها الضائقة التي يعاني منها السكان، والاحتياجات الإنسانية تزادد، يصبح جمع المعلومات الاستخبارية من المصادر البشرية أسهل. وكلما توفرت المعلومات الاستخبارية، ترتفع القدرة على إحباط الهجمات".


اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟

برغيمان يُحاول تنظيف رافي القذر

إسرائيل وعُمان أصدقاء منذ السبعينات.. إليكم ثمار العلاقة