15-مارس-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

لليوم الثاني تقمع أجهزة الأمن التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، مظاهرات "بدنا نعيش" الاحتجاجيّة التي خرجت في قطاع غزة، رفضًا للأوضاع المعيشيّة الصعبة من غلاء وفقر وبطالة وفرض مزيد من الضرائب. 

  دعوات لتوسيع رقعة الاحتجاجات يوم غد السبت في كافة محافظات غزة 

ودفعت "داخلية غزة" بعناصرها لمواجهة المتظاهرين الذين احتشدوا في الشوارع والميادين، وأشعلوا الإطارات المطاطيّة في جباليا والنصيرات والبريج ودير البلح، حيث تم اعتقال عدد من المشاركين والاعتداء على آخرين، وإطلاق النار في الهواء. 

 

 تلقّف إعلام السلطة ممثلًا بالتلفزيون الرسمي، موجة الاحتجاجات، وخصص لها مساحة واسعة، باعتبار أنّ هدفها "إسقاط حماس" و"إعادة الشرعية" 

فتح: "ثوروا على الظلم"

وأدانت حركة فتح، اعتداء الأمن في غزة على "الذين خرجوا تعبيرًا عن رفضهم للظلم والقهر والفقر وغلاء الأسعار". وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي، إن فتح تحيي الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يرفض الظلم والقهر والاستبداد.

 

"الشعبية" لحماس: غلّبوا لغة العقل

وأصدرت الجبهة الشعبية نداءً عاجلًا إلى حركة حماس، طالبتها فيه بتغليب لغة العقل والانحياز إلى نبض الشارع والتوقّف عن ملاحقة وقمع المتظاهرين فورًا، والإفراج عن كافة المعتقلين على خلفية الرأي والتعبير، ومحاسبة كل من تورط بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، وسحب الأجهزة الأمنية من الطرقات والساحات العامة.

ودعت الجبهة لإجراء حوار وطني عاجل لبحث آليات وطرق تطويق الأزمة لمنع انزلاق وتدهور الأمور إلى مستويات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها، وعلى مبدأ احترام حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر، ومناقشة كافة الأشكال والأساليب التي تخفف من معاناة المواطنين، وإعادة النظر في الإجراءات والسياسات التي تفاقم من هذه المعاناة وفي مقدمتها سياسة الضرائب والجباية وغلاء الأسعار التي أرهقت المواطنين.

وشددت الجبهة على حق الجماهير في التظاهر السلمي، ودعت في الوقت ذاته لحماية الممتلكات العامة ووقف أي أعمال من شأنها الإضرار بسلمية هذا الحراك الشعبي أو السلم المجتمعي، مؤكدة أن تعزيز صمود المواطن والاعتراف بحقوقه ومطالبه يجب أن تكون أولوية للجميع، لأنها تشكّل صمام أمان للمشروع الوطني وحماية للمقاومة.

 

النقابة تدين قمع الصحفيين

وأدانت نقابة الصحفيين في بيان لها، قيام الأجهزة الأمنية بقطاع غزة، بالاعتداء على الصحفيين أثناء تغطية مظاهرات ضد الجوع والقهر لليوم الثاني. معتبرةً أنّ ما يجرى "يعكس سلوكًا بوليسيًا في التعامل مع نبض الشارع، ويشيطن عمل الصحفيين". 

وأشار بيان النقابة إلى الاعتداء على الصحفي محمود اللوح، مراسل إذاعة صوت الشعب، أثناء تغطيته للتظاهرة السلمية في دير البلح وسط القطاع، وكذلك اقتحام منزل الصحفي أسامة الكحلوت واعتقاله وتكسير أثاث بيته ومعدات العمل الصحفي الخاصة به. 

الصحفي أسامة الكحلوت

ولفتت النقابة إلى أنّ الأمن في غزة اعتدى يوم أمس الخميس على ثلاثة صحفيين، الأمر الذي قالت إنه "علامة سوداء جديدة تضاف لسجل القمع والاعتداءات المدانة على حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي". 

 

الهيئة المستقلة: اعتداء وحشيّ 

من جهته، قال مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، عمّار الدويك، إنّ الأجهزة الأمنية في غزة اعتدت بوحشية على جميل سرحان مدير مكتب الهيئة في قطاع غزة، والمحامي بكر تركمان منسق الشكاوى، وصادرت أجهزة الاتصال الخاصّة بهما، وحمّل الأمن في غزة المسؤولية الكاملة عن الاعتداء وأية مضاعفات تحصل معهما. 

وأضاف الدويك أنه تم نقلهما إلى المستشفى وتبين تعرّض جميل لعدة كسور، بما فيها كسر في الجمجة، مشيرًا إلى أنه وأثناء القيام بالإجراءات الطبية حضرت الشرطة وأبلغت جميل بوجود قرار توقيف بحقّه.

 

قيادي في حماس: لا للتدخل الأمني الخشن

من جهته، دافع القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي المحلول، يحيى موسى، عن تظاهرات غزة، في منشور عبر صفحته في فيسبوك، بالقول إنّ "من حق الجميع أن يعبر عن رأيه، وأن يعتصم، وأن يتظاهر سلميًا، ومن واجب الأمن أن يوفر الحماية والأمن له". 

ودعا موسى، حماس، إلى الخروج بمؤتمر صحفي تعلن فيه استجابتها واستعدادها لتلبية رغبة الجماهير في التنحي عن إدارة الشأن العام وإعطاء مهلة شهر لتحقيق ذلك، وعلى الفصائل وقوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية أن تحدد الطريقة المناسبة لتسلمها الإدارات الحكومية، مؤكدًا أنه لا حاجة لمظاهرات ولا لتدخلات أمنية خشنه لقيادة.

 

العفو الدولية تدخل على الخط

وقالت منظمة العفو الدولية إن "سلطات حماس في غزة شنّت حملة شرسة ضد متظاهرين "بدنا نعيش" السلميين الذين طالبوا بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية. 

وقالت المنظمة إنّ الفلسطينيين الذين يتم قمع حقوقهم بشكل اعتيادي على يد الاحتلال الإسرائيلي، يجب ألا يتعرضوا إلى الوحشية والقمع من قبل حماس.