15-يناير-2017

صورة توضيحية - Getty

تشهد بلدة بيت فوريك إلى الشرق من نابلس جدالاً حادًا هذه الأيام، على خلفية قرار رئيس البلدية نقل مكتبةٍ في البلدة من موقعها الحالي، إلى موقعٍ آخر تصفه مصادر محلية بأنه قبوٌ لا يليق بالمكان ولا بزواره من الكبار والصغار، الذين يناشدون وقف الخطوة.

بيت فوريك التي تبعد 7 كم عن نابلس، تعتبر من أكبر البلدات التابعة للمدينة مساحةً، ومن حيث التعداد السكاني أيضًا، إذ يزيد عدد سكانها عن 14 ألف نسمة، ترتاد نسبةٌ عاليةٌ منهم المكتبة، وتحديدًا من الأطفال، ما جعل نقلها من موقعها الحالي حدثًا محل اهتمامٍ كبيرٍ من أهالي البلدة.

230 نشاطًا أقيم في مكتبة بيت فوريك و2800 كتابًا أعير منها في 2016، لكن هذه الأرقام ستتراجع لو نقلت من مقرها الحالي

وافتُتحت المكتبة عام 1999 في الطابق السفلي من مبني بلدية بيت فوريك، لكن هذا الموقع، كما تقول أمينة المكتبة سوسن أبو السعود، لم يكن يصلح لأي شيء، "فهو مجمعٌ لمياه الأمطار التي كان يصل ارتفاعها فيه إلى أكثر من 40 سم، وكان عمال البلدية يخرجونها عن طريق مضخات، وقد أدى ذلك لإتلاف العديد من الكتب والخزائن.

اقرأ/ي أيضًا: في الضفة.. أبحاث مدرسية مصيرها سلة المهملات

وبسبب هذا الحال، اتخذت بلدية بيت فوريك قرارًا بنقل المكتبة إلى "موقعٍ مؤقت" في مبنىً تابعٍ لها وسط البلدة، وقد تم ذلك بالفعل في نهايات العام 2010.

وتقول أبو السعود لـ"ألترا فلسطين"، "كوننا في مجتمعٍ قرويٍ محافظٍ لاحظنا إقبالاً من فتيات القرية لإن الموقع بعيدٌ عن منطقة البلدية والتجمعات، كما أن هناك أمانٌ أكثر في هذه المنطقة. ومن جانبٍ آخر فالمكان يوجد فيه أكثر من غرفةٍ ما يتيح لنا استضافة مؤسساتٍ تعمل مع الأطفال، وتوفير زاويةٍ أو غرفةٍ تكون لها خصوصية".

وتشير أبو السعود أيضًا إلى أن الموقع الحالي يحتوي على غرفٍ عديدةٍ يمكن استخدامها في نشاطاتٍ متنوعةٍ مثل برنامج الرسوم المتحركة "الأنيميشين"، فيما يمكن استخدام ما تبقى من المكتبة للأغراض لأساسية وهي زوايا كتبٍ مفتوحةٍ للأطفال والكبار والأمهات.

أما "الطابق السفلي" إياه في بلدية بيت فوريك فلا يزال مكانًا غير مناسبٍ لمثل هذه المكتبة، حتى بعد التغييرات التي أجريت عليه خلال السنوات الماضية، حسب أبو السعود التي تؤكد أن الموقع لا تدخله الشمس، ما يسبب درجةً عاليةً من الرطوبة المضرة بالأطفال والكتب على حدٍ سواء.

وتضيف أبو السعود، أن وجود المكتبة داخل مقر البلدية يعطيها طابعًا رسميًا، خاصةً أن مدخلها الوحيد من داخل المبنى، ما سيشكل حاجزًا يمنع الأهالي من التوجه لها، "وهذا الأمر لمسناه جيدًا حين تواجدنا فيه"، وفق قولها.

وتحتوي مكتبة بيت فوريك على أكثر من أربعة آلاف كتابٍ بمختلف التخصصات ولجميع الأعمار، وهي أيضًا مقصدٌ هامٌ للعديد من النشاطات التي وصلت عام 2016 وحده إلى ما يقارب 230 نشاطًا وورشةً استفاد منها ما يقارب ثلاثة آلاف شخصٍ، فيما وصل عدد الكتب المعارة خلال العام ذاته إلى 2800 كتاب، وبلغ عدد المشتركين الجدد فيها 96 مشتركًا.

رنين خطاطبة، وهي أم لأربعة أطفالٍ مشتركينٍ في المكتبة، تضم صوتها لصوت أمينة المكتبة قائلة: "كنت من المترددين على المكتبة منذ 12 سنة، وعاصرت الموقع القديم في مبنى البلدية في نفس المكان الذي يريدون نقل مقر المكتبة إليه، الموقع هناك غير مناسب لأنه شارع رئيسي، وخطر على الأطفال. أما الموقع الحالي فمن وجهة نظري مناسبٌ أكثر لكونه في وسط القرية، فهو أمانٌ أكثر لأطفالنا".

أجرت بلدية بيت فوريك إصلاحات بقيمة 120 ألف على موقع المكتبة القديم لإعادتها إليه لكنه ظل مليئًا بالعيوب

في المقابل، يصر رئيس البلدية عارف حنني على إعادة المكتبة إلى موقعها الأصلي، رافضًا ما يقول إنها "تدخلات خارجية" في هذه القضية "التي تخص البلدية فقط".

اقرأ/ي أيضًا: نكبة المكتبات الفلسطينية

وتحدث حنني لـ"ألترا فلسطين" عن إصلاحاتٍ أجريت لموقع المكتبة في مبنى البلدية بلغت تكاليفها ما يقارب 120 ألف شيكل، مضيفًا، أن وضعها داخل البلدية يسهل زيارة الضيوف لها وإلقاء نظرةٍ عليها.

وتابع، "المكتبة هنا تبقى مفتوحة من الساعة الرابعة حتى السادسة مساءً، وفي أيام السبت. وهنا يسهل أيضًا أن تكون تحت عيني وأكون مشرفًا عليها وأستطيع زيارتها في أي وقت. فأنا طيلة السنوات السابقة لم أدخل المكتبة سوى مرة واحدة".

ولا تزال المكتبة في طور التجهيزات النهائية، وخلال زيارتنا لها لاحظنا أنها أصغر مساحةً من الموقع التي توجد به المكتبة حاليًا، كما لفت انتباهنا عدم وجود دورات مياهٍ يمكن استخدامها من قبل زوار المكتبة، الذين سيضطرون في هذه الحالة لاستخدام دورات المياه الخاصة بالموظفين.

ورغم إصرار البلدية وتذرعها بالدعم الذي حصلت عليه والمبالغ التي أنفقتها، تواصل إدارة مكتبة بلدية بيت فوريك على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي احتجاجاتها على قرار البلدية، وتحاول في الوقت ذاته تدعيم موقفها بآراء رواد المكتبة الذين ينحازون بوضوحٍ لإدارة المكتبة، ويرفضون قرار بلديتهم.

اقرأ/ي أيضًا: 

مكتبات مثقفي نابلس.. سيرة ضياع وتفريط

دُور السينما الفلسطينية.. لم يبق إلا الأسماء

الختامة.. فرحة اندثرت في نابلس