23-يوليو-2019

منذ أن كشفت وزاة الخارجية الإسرائيلية نبأ وصول وفدٍ صحفيٍ عربي إلى "تل أبيب"، حرصت على نشر الصور تباعًا لأفراد الوفد خلال الجولات المعدة بعنايةٍ مسبقًا، ويرافقهم خلالها مرشدون من الوزارة وطواقم أمنية.

التدقيق في الصور يُظهر أن أفراد الوفد لم يلبسوا الزي العربي التقليدي خلال جولاتهم، ومعظم الصور تم التقاطها عن بعد، على نحو يجعل مسألة تشخيص هوية الأشخاص غير ممكن، أو على الأقل ليس سهلاً. وخلال البيانات الصحيفة لم ترد أي أسماءٍ للصحفيين ولا وسائل الإعلام التي يعملون فيها، باستثاء الشاب السعودي الذي عرضته وسائل الإعلام العبرية وبيانات وزارة الخارجية بصفته صحفيًا، لكن قليلاً من البحث يُظهر بأنه ليس صحفيًا ولا يعمل في أي وسيلة إعلام سعودية، حتى أن حسابه على تويتر أُنشِئ حديثًا.

اقرأ/ي أيضًا: كيف تدير إسرائيل حرب الأخبار المفبركة؟

مشهد دخول الشاب السعودي إلى المسجد الأقصى بلباسه التقليدي رغم أنه لم يلبسه خلال الجولات السابقة، وبشكل منفرد دون مشاركة بقية أفراد الوفد، بل وبغياب الحراسة التي ترافق عادة الوفود التي تجلبها إسرائيل من العالم، رغم وجود احتمالٍ بأن يتعرض "الضيف" لهجوم ما، يطرح تساؤلاً كيف حدث كل ذلك، إن لم يكن مقصودًا؟

هذه التفاصيل إذا أُضيف لها تحليل طريقة تعاطى المنابر الدعائية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإمكان الافتراض أن الشاب السعودي وبقية أفراد الوفد وتوقيت وصوله الذي تزامن مع هدم 100 منزل في القدس، يدفع نحو افتراضٍ أن الشاب جرى استخدامه بدهاء في إطار ما يسمى في إسرئيل بـ"عمليات الوعي" التي تهدف لإقناع الفلسطينيين أن العرب تخلوا عنهم، ولإثارة النعرات الجهوية والطائفية عربيًا وبين الفلسطينيين من جهة والدول التي ينتمي لها المطبعون من جهة أخرى، وهذا ما يظهره إبراز إذاعة جيش الاحتلال للهوية الطائفية لأفراد الوفد العراقي.

الحرب النفسية الإسرائيلية على الفلسطينيين لها ما يثبتها مما نُشر في دراساتٍ إسرائيليةٍ أكاديميةٍ

والحرب النفسية التي يشنها الاحتلال على الفلسطينين بشكل متواصل، إثباتها لا يقتصر على تحليل السلوك الإعلامي والدعائي الإسرائيلي، وإنما لها ما يثبتها مما نُشر في دراساتٍ إسرائيليةٍ أكاديميةٍ، وفي وسائل الإعلام العبرية، خصوصًا حول ما يسمى "مركز عمليات الوعي"، وهو أحد أكبر أقسام جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الذي يدير عملياتٍ سريةٍ لا يتم نشر تفاصليها، ويؤدي دوره عبر مواقع إلكترونية أنشأها تتقمص هوية جهاتٍ مختلفةٍ وإعداد منشوراتٍ دعائيةٍ وتوزيعها في فلسطين أو لبنان.

أحد أهداف "مركز الوعي"، وفق تقريرٍ خاص نشرته صحيفة "معاريف" العبرية قبل سنوات، هو استغلال الاختلافات في المجتمع الفلسطيني من أجل تسريع وتيرة عملياتٍ مرغوبةٍ لإسرائيل.

ويخصص "مركز الوعي" جزءًا من عملياته كما بينت دراساتٌ إسرائيليةٌ لإثارة النعرات الطائفية، ففي حرب 1973، نُشرت إشاعةٌ تفيد بأن الجيش السوري اكتشف خيانة أحد ضباطه من أصل درزي ثم أعدمه.


اقرأ/ي أيضًا: 

أقذر وحدات جيش الاحتلال تزدهر بعد فضائحها

كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟

فيديو | راعي الأغنام الجاسوس.. كيف أرسله الموساد للموت؟