16-يونيو-2019

أمام منزلهما المجاور للجدار، تجلس الطفلة سوار في حضن والدها بلال الكسواني المثكل بالهموم بعد تلقيه قرارًا من محكمة الاحتلال يقضي بهدم بيته الذي يقع في حي وادي الحمص ببلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة.

بلال الكسواني أكدّ أنّه حاول عدة مرات استصدار رخصة بناءٍ لمنزله الصغير، ولكنّ محكمة الاحتلال في كل مرة ترفض الطلب بذريعة قرب المنزل من الجدار وبحجة "الضرر بأمن الدّولة".

16 بناية سكنية في صور باهر بالقدس قرر الاحتلال هدمها بعد أن رفض كل مساعي أهلها لترخيصها

وأوضح الكسواني أنه دفع "مبالغ باهظة" لبناء المنزل ليحتضن أطفاله، مضيفًا، "أنا وولادي الصغار بعد القرار راح نتشتت اقتصاديًا ونفسيًا ومعنويًا وفكريًا، وما راح نلاقي مكان نعيش فيه لو هدوا البيت، راح يرجعوني 20 سنة لورا".

الجدار يستخدمه شبان من الضفة
في الدخول للقدس
تقع الأبنية المهددة بالهدم قرب جدارٍ
يفصل القدس عن الضفة

وعلى بعد أمتارٍ من منزل عائلة الكسواني، حمل أطفال وادي الحمص لافتاتٍ كُتِبَ عليها "هدم بيت= هدم عائلة، هم يهدمون ونحن نبني"، وشرعوا بتعليقها على خيمة الاعتصام التي نصبها الأهالي للاحتجاج على قرار محكمة الاحتلال، ولكن وبعد مرور عدة ساعاتٍ على نصب الخيمة، أمهلت شرطة الاحتلال المواطنين 10 دقائق فقط لتفكيكها، مهددة باقتحام القوات الخاصة وهدمها بالقوة.

خيمة احتجاجية في صور باهر اليوم
شرطة الاحتلال أجبرت أهل صور باهر
على إزالة الخيمة

ويسعى الاحتلال -وفقًا للأهالي- إلى تهجيرهم عن المنطقة ومصادرة أراضيهم، وهو ما أكدته المواطنة فداء عبيدية التي ذكرت أنها وأطفالها سيتشردون في حال هدمت بنايتهم السكنية، موضحةً "وين ما نروح بستهدفونا، الحياة في القدس صعبة. صعبة كثير".

عضو لجنة الدفاع عن منازل حي وادي الحمص محمد أبوطير، أفاد بأنّ قضية وادي الحمص بدأت عندما وزع جيش الاحتلال أوامر هدم جماعية لـ 16 بناية سكنية بقرارٍ من قائد الجيش العسكري، بذريعة قرب المنازل من الجدار الفاصل بين القدس والضفة، فقرر الأهالي تقديم التماسٍ للمحكمة العليا الإسرائيلية للاعتراض على القرار قانونيًا، لكن المحكمة رفضت الالتماس وأيَّدت قرار الجيش بهدم جميع المنازل المجاورة للجدار، ومنع استخدام أراضي المواطنين على بعد 250 مترًا منه.

11 بناية ينوي الاحتلال هدمها في صور باهر بالقدس تقع أساسًا في مناطق "أ" التابعة للسلطة

وأضاف أبو طير، "الاحتلال يدعي أن الهدف من تفريغ المنطقة أمني حتى يستطيع الجيش ملاحقة الفلسطينيين من الضفة الغربية، في حال حاولوا تسلق السلك الشائك ودخول القدس المحتلة".

وأوضح أبو طير أنّ البنايات تتكون من 120 شقة سكنية، وأن 11 بناية منها تصنف ضمن مناطق "أ" التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وثلاث بنايات تقع في منطقة "ج"، وبنايتين في منطقة "ب"، مضيفًا أنّ المنطقة مهمشة من بلدية الاحتلال كونها لا تتبع لها، كما يمنع الاحتلال الفلسطينيين بالضفة الغربية من الوصول إلى المكان رغم أنها من المفترض أن تتبع الحكم المحلي الفلسطيني.

واختتم أبوطير حديثه "قررنا في حال هدمت المنازل راح نبني خيم على أراضينا الي منعونا نستخدمها، وراح نعيش في هذه الخيم، ونعبي المنطقة خيام".

حي واد الحمص في صور باهر
خيمة احتجاجية في المنطقة المهددة بالهدم

اقرأ/ي أيضًا:

العيد موسم "هجرة جماعية مؤقتة" من القدس

عايد كاستيرو.. معركة على جبهتين

مدارس بلدية الاحتلال في القدس: تحرش ومخدرات وأكثر