12-يناير-2025
إسرائيل تستجلب عشرات اليهود من الخارج لتجنيدهم.. ما هو برنامج غرعين تسبار؟

إسرائيل تستجلب عشرات الشبّان اليهود من الخارج لتجنيدهم

كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة، الأحد، عن وصول أكثر من 150 مهاجرًا أعزبًا إلى إسرائيل ضمن برنامج "غرعين تسبار" (نواة اليهودي المولود في إسرائيل)، ممن تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، على أن يخضعوا لفترة استيعاب تستمر حوالي 4 أشهر قبل تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.

كشفت صحيفة "معاريف" عن وصول أكثر من 150 مهاجرًا أعزبًا إلى إسرائيل ضمن برنامج "غرعين تسبار"، حيث سيخضعون لفترة استيعاب قبل تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي

وعلّق الرئيس التنفيذي لجمعية "تسوفيم تسبار العالمية"، دانييل أميرة، على وصول هؤلاء المهاجرين لـ "إسرائيل"، قائلًا إن مؤسسته قادرة على استقبال هؤلاء الشباب الذين اختاروا ترك حياتهم في الخارج للقدوم إلى إسرائيل في خضم الحرب. وأضاف أن هؤلاء الأفراد يهدفون إلى خدمة الدولة، معبّرًا عن فخره لكونهم يمثّلون تجسيدًا حقيقيًا للصهيونية، كما قال.

ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة، فقدت الكشافة "غرعين تسبار" عددًا من أعضائها، حيث قتل 6 من جنودها، من بينهم النقيب ريفكا هنريتا باروخ، الرقيب روز لوبين، اللواء عمر بيلوها، وغيرهم. بالإضافة إلى ذلك، فقدت الكشافة أيضًا مرشديها أمير نعيم وجيلي أدار، فيما لا يزال عيدان ألكسندر، أحد الذين نشأوا ضمن البرنامج، أسيرًا في قطاع غزة لدى حركة حماس، بانتظار الاتفاق على إتمام صفقة تبادل توقف الحرب. 

يُتوقع أن يأتي معظم هؤلاء المهاجرين من دول مثل الولايات المتحدة، روسيا، كندا، فرنسا، بريطانيا، المكسيك، الدنمارك، هولندا، إسبانيا، وغيرها.

الرئيس التنفيذي لجمعية "تسوفيم تسبار العالمية": قادرون على استقبال هؤلاء الشباب الذين اختاروا ترك حياتهم في الخارج للقدوم إلى إسرائيل في خضم الحرب

ويشير الباحث الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أنس أبو عرقوب، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في عدد الجنود بسبب الحرب المستمرة في غزة. وبعد مرور 10 أشهر على الحرب، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقش هذا النقص الكبير في القوى البشرية، نتيجة للإصابات المتزايدة بين الجنود.

وبحسب أبو عرقوب، فإن النقص لم يقتصر على الجنود النظاميين فقط، بل طال أيضًا قوات الاحتياط. فقد تم استدعاء آلاف من جنود الاحتياط لمهام طويلة الأمد، ما أثر على وضعهم الاقتصادي، خاصة وأن العديد منهم يعملون في مشاريع خاصة.

أنس أبو عرقوب: الجيش الإسرائيلي يعاني من نقص حاد في عدد الجنود بسبب الحرب المستمرة في غزة

أما عن أسباب هذا النقص، فقد أوضح أبو عرقوب أن هناك عدة عوامل، أبرزها الإصابات المرتفعة في صفوف الجنود نتيجة المعارك في غزة، بالإضافة إلى استنزاف القوى البشرية بسبب الحروب المستمرة والعمليات العسكرية المكثفة في عدة جبهات. كما أشار إلى زيادة عدد الضباط الذين يطلبون التقاعد، ما يزيد من تعقيد الوضع.

وفي إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية مواجهة هذا النقص، تم تمديد قانون خدمة الاحتياط ورفع سن الإعفاء من الخدمة العسكرية. كما بدأ الجيش في استدعاء مزيد من جنود الاحتياط، بما في ذلك أولئك الذين تم إعفاؤهم سابقًا. وحسب التقارير، تم استدعاء نحو 15 ألف جندي احتياط حديثًا. إضافة إلى ذلك، تم التركيز على تجنيد فئات جديدة، مثل النساء المتدينات، اللواتي لم يكن يُسمح لهن بالالتحاق بالخدمة العسكرية في السابق.

وتسعى الحكومة الإسرائيلية أيضًا إلى تجنيد نحو 10 آلاف جندي إضافي، مع التركيز على فئة الحريديم (اليهود المتشددين)، في محاولة لتعويض النقص الكبير في صفوف الجيش.