أكدت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتل حاليًا المنطقة العازلة منزوعة السلاح بين إسرائيل وسوريا، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1974 في أعقاب حرب 1973.
وفي تصعيد عسكري هو الأكبر منذ سنوات، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، غارات واسعة استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية وقواعد جوية في مدن ومناطق سورية مختلفة.
نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين سوريين أن الهجمات الإسرائيلية دمّرت قواعد جوية رئيسية وبنية تحتية عسكرية، بالإضافة إلى عشرات الطائرات المروحية والمقاتلة
ووفقًا لمصادر ميدانية، استهدفت الغارات لأول مرة مناطق خاضعة للنظام السوري في القامشلي شمال شرقي البلاد، حيث قُصف مقر الفوج 54 قوات خاصة. كما تعرضت منطقة شنشار جنوبي حمص ومطار الشعيرات بريف حمص لضربات مماثلة.
وشنت قوات الاحتلال للمرة الثالثة غارات عنيفة على معسكرات في منين بريف دمشق، فيما طاول القصف السوري قطعًا بحرية تابعة للجيش السوري في ميناء اللاذقية على الساحل السوري، وسط دوي انفجارات ضخمة هزت المنطقة.
كما نفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على منطقة القلمون، وقواعد عسكرية تابعة للجيش السوري في ريف مدينة درعا جنوبي البلاد، استُهدفت خلالها مستودعات الأسلحة. ووردت أنباء عن هجمات إضافية طالت مواقع عسكرية أخرى في المحافظة ذاتها.
إسرائيل توجه رسائل لـ #طهران و #دمشق ورئيس النظام السابق عبر توغلها في الأراضي السورية.. ماذا في التفاصيل؟#سوريا pic.twitter.com/qB7JjhFSNO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 10, 2024
وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إن الجزء المحتل من هضبة الجولان سيبقى "إسرائيليًا إلى الأبد"، معلنًا انتهاء اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سوريا، وأمر جيش الاحتلال بالاستيلاء على المنطقة العازلة التي تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة، عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهتها، أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن تل أبيب هاجمت أكثر من 250 هدفًا داخل الأراضي السورية منذ سقوط النظام، مشيرة إلى أن العملية تُعد واحدة من كبرى الهجمات في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي.
وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أن الهجمات استهدفت قواعد عسكرية، وطائرات مقاتلة، وأنظمة صواريخ أرض-جو، ومواقع إنتاج أسلحة، ومستودعات للصواريخ أرض-أرض.
إسرائيل تبلغ مجلس الأمن الدولي اتخاذها إجراءات "محدودة ومؤقتة" في المنطقة العازلة مع #سوريا لمواجهة أي تهديد@hanadizaidan pic.twitter.com/DvVVcWAUWk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 10, 2024
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين سوريين أن الهجمات الإسرائيلية دمّرت قواعد جوية رئيسية وبنية تحتية عسكرية، بالإضافة إلى عشرات الطائرات المروحية والمقاتلة.
وفي هذا السياق، استهدفت غارة جوية إسرائيلية كتيبة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في منطقة معلولا بريف دمشق. وأضاف المراسل أن الغارات الإسرائيلية دمّرت عشرات المروحيات والمقاتلات الحربية في مطار المزة العسكري بدمشق.
كما شملت الغارات مقر الفرقة الرابعة والفرقة 105 التابعة للحرس الجمهوري، ومناطق أخرى غربي العاصمة دمشق.
وفي مدينة درعا جنوبي البلاد، قصفت قوات الاحتلال مواقع عسكرية، بينها مقر اللواء 132، واستهدفت معظم مخازن الأسلحة في تلك المواقع.
وأحصى ناشطون سوريون أكثر من 100 غارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية مختلفة، آخرها مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق.
ويأتي هذا التصعيد بعد انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد فجر الأحد، حيث كثفت إسرائيل غاراتها على مواقع عسكرية سورية، بذريعة تدمير الأسلحة الاستراتيجية التي قد تُشكل تهديدًا لأمنها.