19-فبراير-2019

يواصل موظفو شركة "دار الشفاء للصناعات الدوائية" في رام الله، لليوم الثاني على التوالي اعتصامهم أمام مقر الشركة، للمطالبة بزيادة رواتبهم، واحتجاجًا على فصل اثنين من زملائهم "بسبب ممارستهما عملهما النقابي"، أحدهما أحمد سمحان رئيس نقابة العمال في الشركة، ونائبه مصعب المبيض.

وقال سمحان، إن الموظفين يواصلون إضرابهم منذ أمس، بعد إغلاق رئيس مجلس إدارة الشركة باسم خوري أبواب الشركة بسبب خروج الموظفين في وقفة احتجاجية، مضيفًا، أن الشركة كإجراء عقابي للعمال لم تُرسل حافلاتها لتقل العمال من موقف الانتظار إلى الشركة وبالعكس كالمعتاد.

موظفو شركة "دار الشفاء" للأدوية في رام الله يعتصمون أمام مقرها احتجاجًا على عدم زيادة رواتبهم منذ سنوات

وحول بداية الأزمة حدثنا سمحان أن خوري طلب منه مغادرة العمل بسبب ممارسته عمله النقابي خلال أوقات الدوام الرسمي، "إلا أن السبب الحقيقي هو مطالبته المستمرة بزيادة رواتب الموظفين ودفاعه الدائم عن حقوق العمال في الشركة" حسب وصفه.

شاهد/ي أيضًا: فيديو | عمال بلا تصاريح.. الروح ع الكف

وبيّن سمحان لـ الترا فلسطين، أنه توّجه، أمس الاثنين، إلى العمال لإخبارهم بنتائج الاجتماع الذي عُقد مع مجلس الإدارة وإطلاعهم على آخر التطورات حول قضية مطالبة العمال بزيادة الرواتب، "اعتبروني أحرض العمال، ويقولون إني أمارس مهامي النقابية في أوقات الدوام، متى أمارسه بعد عودة الموظفين إلى منازلهم؟".

وأضاف سمحان، أن الموظفين في "دار الشفاء" رفعوا كتابًا عبر وزارة العمل واتحاد العمل منذ أكثر من عام إلى إدارة الشركة للمطالبة بزيادة رواتبهم التي لا تتجاوز عن 1450 شيقل (الحد الأدنى للأجور)، ولم يحصلوا على علاوة منذ سنوات، "هذا شيء غير معقول، رواتبنا لا تكفينا للحصول على الاحتياجات الأساسية" يقول سمحان.

وحول الوقفة، أوضح سمحان أن العمال اتفقوا بشكل داخلي على الاحتجاج على طرده من العمل كرئيس نقابة وعامل وزميل لهم، وأن الأمر لم يتوقف هنا بل قام مدير الموارد البشرية بإيقاف نائب رئيس النقابة مصعب المبيض عن العمل بسبب تنظيمه الوقفة.

أحد المشاركين في الوقفة (وصل عددهم إلى أكثر من 200 موظف)، قال لـ الترا فلسطين، إن مدير الشركة طرد موظفتين بسبب مشاركتهما بالوقفة قائلًا لهن: "رحن من محل ما جيتن" ومن ثم توجه نحو المشاركين، وأخبرهم أنه لا يريد منهم العودة إلى العمل وأغلق أبواب الشركة ومنع العمال من الرجوع إلى أعمالهم.

"نحن لسنا عبيد، ولن نسمح بطرد موظف فقط لأنه يطالب بحقوقنا، نعم نريد زيادة في رواتبنا التي لم تتغيّر منذ 7 سنوات، مع العلم أنه زاد رواتب موظفين في الشركة ومنح مكافآت خيالية لموظفين آخرين، وقادر على زيادة البقية مع علمه أننا ننتج أكثر منهم" قال أحد العمال (فضل عدم ذكر اسمه).

عامل في "دار الشفاء": يرفض رئيس الإدارة زيادة رواتبنا، لكنه منح أحد الموظفين مكافأة بقيمة 70 ألف شيكل

وأخبرنا العامل، أن مدير الشركة رفض زيادة الموظفين في الاجتماع الأخير الذي كان يوم السبت بحضور أحمد سمحان قائلًا: "هذا الموجود، والي مش عاجبه الباب بفوّت جمل"، مضيفًا، "هو لا يستطيع زيادة الموظفين بحجة أنه لا يوجد لديه أموال رغم أن أحد الموظفين أخذ مكافأة مالية وصلت إلى ما يقارب 70 ألف شيقل، هل هذا عدل؟".

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | "رحلة الموت" وخبز مُغمّس بالذُل

توّجهنا إلى رئيس شركة "دار الشفاء" باسم خوري للحصول على رد على احتجاجات الموظفين، فقال بدوره إنه لم يقم بفصل أي موظف من العمل، وأن ما حدث مع سمحان هو إنهاء دوامه اليومي بسبب عدم وجوده في مكان عمله وخروجه من مكاتب الموظفين، مضيفًا، "لا يمكنه ممارسة نشاطه النقابي خلال ساعات العمل، أنا لم أفصله، أنا فقط طلبت منه أن ينهي دوامه لهذا اليوم لأنه لم يكن موجودًا في رأس عمله في قسم الإنتاج، ويمكنه الاجتماع مع العمال بعد انتهاء ساعات الدوام ليس خلالها".

سمحان رد على حديث خوري قائلًا، إنه كرئيس نقابة عمال في الشركة، من الطبيعي أن يتجوّل بين الأقسام ويتوجه إلى الموظفين "خاصة أنه يجب إطلاعهم على نتائج الاجتماع الذي عُقد. السؤال الذي يجب أن يُطرح لماذا أنهي دوامي في هذا اليوم بالذات على الرغم من أنه يعلم أني أتنقل دائمًا بين الأقسام؟".

وعند سؤالنا له عن سبب إغلاقه أبواب الشركة أمام الموظفين الذين خرجوا في الوقفة، قال خوري: "عندما وصلني كِتاب أن العمال سيخرجون في وقفة للاحتجاج على طرد سمحان لم أعترض وقلت يجب عليهم أن ينفسوا غضبهم رغم أنني حتى اللحظة أؤكد عدم طردي له أو لغيره، ولكن في الكتاب الوقفة كانت لمدة نصف ساعة وعندما خرجت بعد ساعة ووجدت أن العمال لم يعودوا قمت بإغلاق الأبواب وقلت لهم انتهى الدوام لليوم".

وأشار خوري في حديثه مع الترا فلسطين إلى أنه لم يتمكن من زيادة رواتب العمال بسبب الأزمة التي تمر بها الشركة، إذ تسعى شركة أمريكية لرفع قضية على "دار الشفاء" في محاكم إسرائيلية بدعوى كسر الشركة قوانين البيع الإسرائيلية، رغم عدم بيع منتجات "دار الشفاء" في "إسرائيل"، إلا أن الشركة الأمريكية تعتبر الضفة الغربية تخضع للسيادة الإسرائيلية، ولا تعترف بفلسطين.

باسم خوري: سأرفع الرواتب بعد انتهاء أزمة القضية المرفوعة ضد الشركة.. العمال: القضية مجرد حجة

وأضاف أنه وعد العمال بالزيادة بعد انتهاء الأزمة، لأنه لو تم رفع القضية على الشركة ستعلن إفلاسها، "هذا ما اتفقنا عليه في الاجتماع، وفوجئت عندما وجدت سمحان والعمال يعترضون ويطالبون بالزيادة، المفروض يقفوا بجانب الشركة وليس ضدها" قال خوري.

وجهنا لخوري السؤال التالي: "ولكنك قمت بزيادة بعض العاملين وقدمت مكافآت تصل إلى 70,000 شيقل لآخرين، أليس هذا صحيحًا؟"، فأجاب، "نعم قمت بزيادة بعض الموظفين ولكن عقب بدء الأزمة سحبت الزيادة، أما المكافآت فإن الشركة ككل تعمل بنظام المكافآت من أصغر موظف إلى الأكبر، ومن حصل على مبلغ قريب من هذا كان بسبب تحقيقه أرباحًا في البيع والتسويق، وهذا حقه مثلما المكافأة حق لموظف الإنتاج الأكثر إنتاجًا".

قبل انتهاء المكالمة، علق رئيس الشركة باسم خوري، إن ما يحدث في الشركة هذه الأيام "لن يمر"، سألناه إن كان هذا تهديدًا للموظفين، فرد علينا قائلاً: "إن كان هذا ما تريدون كتابته في المادة فيجب إنهاء هذه المكالمة"، وأغلق الهاتف.

تحدثنا صباحًا مع العمال وأخبرونا أنهم مستمرين في احتجاجهم، وأن قضية "الشركة الأمريكية" ما هي إلا "حجة جديدة كأي حجة سمعناها من الإدارة خلال السنوات السبع الماضية"، مؤكدين أنهم سيظلون أمام أبواب الشركة حتى يتم تحقيق مطالبهم.


اقرأ/ي أيضًا: 

ثغرات في قانون العمل الفلسطيني وجدت من يستغلها

فيديو | ماذا عن عمال فلسطين في يوم العمال؟

شاغر: مطلوب موظف للإيجار