27-أغسطس-2019

يُقدّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدد مستهلكي الأنباء التي ينشرها المتحدث باسمه للإعلام الأجنبي، بمليار إنسان، بينما وكالة "AP" هي الوحيدة التي تقول إنها تستطيع الوصول إلى ملياري إنسان من خلال أخبارها. لكن صناعة الأنباء وفق الرواية الإسرائيلية ليست هي المهمة الوحيدة لقسم المتحدث باسمه للإعلام، بل يصل دوره إلى صناعة التأثير أيضًا لحظيًا وعلى المدى البعيد، وفق ما يشرح الناطق باسم جيش الاحتلال للإعلام الأجنبي جوناثان كونريكوس.

يتكون قسم المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام الأجنبي من ثلاثة أقسام، مهمتها صناعة تأثير لحظي، وإحداث تأثير بعيد المدى

يتكون قسم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام الأجنبي، من ثلاثة أقسام، اثنان منها مهمتهما إحداث تأثير آني لحظي على مجريات الأحداث، تستهدف الجمهور العريض والنخب المؤثرة، فيما الفرع الثالث مهمته إحداث التأثير بعيد المدى، مخاطبًا المنظمات الدولية وصناع الرأي العام والمشرعين.

ولتحقيق هذه الغاية، يفضل رئيس هذا القسم استخدام التوتير، ويلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي متجاوزًا وسائل الإعلام التقليدية.

الفرع الأول من القسم، مُكلفٌ بالتعاطي مع طلبات 250 مراسلاً أجنبيًا، يتوزعون على الصحافة المطبوعة والمحطات التلفزيونية والإذاعة والمواقع الإلكترونية.

أما الفرع الثاني من القسم فهو الإعلام الرقمي، ويُدير حسابات على مواقع "تويتر" و"فيسبوك" و"انستغرام" و"يوتيوب" باللغات الإنجليزية والأسبانية والفرنسية.

يملك جيش الاحتلال على هذه المنصات، 4.5 مليون متابع، بينهم 2.1 مليون متابع من الناطقين بالإنجليزية يتابعون حساب الجيش على "فيسبوك"، وأقل مليون متابع ناطق بالإنجليزية على "تويتر"، وهو الحساب الأهم، إذ يُتابعه أصحاب القرار والصحافيون في العالم.

يرى جيش الاحتلال أن موقع "تويتر" هو الأفضل للتأثير على الناس، ويُقارب عدد متابعي حسابه هنا مليون ناطق بالإنجليزية

يقول كونريكوس، إنه عندما يُريد التأثير، فإن موقع تويتر الأفضل لأداء تلك المهمة.

ويرى جيش الاحتلال، أن الإعلام الرقمي الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر رسائله الدعائية والإعلامية، يُمكن استخدامه لتجاوز وسائل الإعلام التقليدية، وفرض مواضيع على أجندة النقاش ليس بالإمكان فرضها على وسائل الإعلام التقليدية، إذ تشهد فترات التصعيد مضامين مثيرة وجذابة ويرغب المتابعون بمشاهدتها ومشاركتها على حساباتهم.

أما الفرع الثالث، فيُفرِدُ له جيش الاحتلال أهمية قصوى، وهو قسمٌ متخصص بالدبلوماسية العامة، وتقع في نطاق عمله المنظمات الدولية والقُطْرِيَّة والعلاقات الدولية والحكومات، إضافة إلى يهود العالم وقادة الرأي والمؤثرين في العالم، أي النخب التي بالإمكان عبرها التأثير على أصحاب القرار وقادة الرأي العام ورأس الهرم في قيادة الدول.

يعمل هذا الفرع عبر قناة تواصلٍ إعلاميةٍ، وكذلك عبر جلب وفودٍ وإرسال وفودٍ إلى الخارج. فخلال عام 2018، زار قواعد جيش الاحتلال 20 ألف شخصٍ من الذين أتوا من الخارج، وهذا العدد لا يشمل الطلبة.

أحد فروع قسم المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام الأجنبي مهمته الضغط لتشريع قوانين

غالبية ضيوف جيش الاحتلال من الأمريكيين، أتوا للاطلاع على المواد التي تعرض عليهم، وتتمحور حول التحديات العملياتية وطريقة تعامل جيش الاحتلال معها. وإذا كان قسم الإعلام التقليدي والإعلام، يتعاطيان مع البعد الآني للحدث، فإن هذا القسم يستهدف التأثير المطلوب على المدى البعيد.

يصف كونكريوس هذا الفرع قائلاً: "نحن نستهدف في فرع الدبلوماسية العامة، الأشخاص القادرين على التأثير على التشريعات المتعلقة بحماس وحزب الله، مثل الذي تلك الشخصيات التي دفعت نحو تشريع القانون الأمريكي المضاد لاستخدام الناس كدروع بشرية، الذي تم التحضير له من قبل اللوبي الصهيوني ومنظمات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا قانون رائع يملك أنيابًا ويلزم الإدارة الأمريكية بمعاقبة من يستخدم المدنيين كدروع بشرية".

ويمضي المقدم كونكريوس شارحًا طبيعة عمل فرع الدبلوماسية العامة، يقول: "لقد حددنا لأنفسنا هدفًا يتمثل بتوجيه الجهود إلى الأعضاء الدائمين في مجال الأمن، إضافة إلى ألمانيا، وأمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجتنين  والمكسيك، وكذلك اليابان والهند في آسيا".


اقرأ/ي أيضًا: 

لماذا أنشأت إسرائيل تلفزيونها؟

أسرار الحاخام الذي أدار إسرائيل من نيويورك

كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟