30-مايو-2021

صورة توضيحية - gettyimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

قررت "كلية شميدت للبنات" في القدس (وهي مدرسة ألمانية دولية) إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، على خلفية احتجاجات قامت بها طالبات المدرسة وأولوياء أمورهن بسبب موقف معلمة ألمانية في المدرسة من القضية الفلسطينية، وفق ما ورد في رسالة تلقاها أولياء أمور الطالبات في المدرسة، مساء اليوم (الأحد).

إدارة المدرسة: نجري الآن محادثات مكثفة مع السلطات الألمانية لفهم التداعيات والعواقب على مدرستنا

وجاء في رسالة موقعة باسم مديرة المدرسة إيفا شونمان: "كما سمعت أو شاهدت بالأمس، استخدم الآباء مدرستنا كمنصة للتظاهر السياسي وشاركوا هذا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي".

اقرأ/ي أيضًا: كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة

وجاء في الرسالة "نظرًا لأن مثل هذا الإجراء غير مقبول للمدارس الألمانية، فإننا نجري الآن محادثات مكثفة مع السلطات الألمانية لفهم التداعيات والعواقب على مدرستنا، و طالما استمرت هذه العملية، يجب أن تظل المدرسة مغلقة حتى إشعار آخر، لا يمكن أن يحدث التعلم عبر الإنترنت".

وبدأت هذه الأزمة، قبل أسبوع، حيث أحدثت مُعلَّمة ألمانية احتجاجات قوية في المدرسة، عندما اعترضت على قيام طالباتها برسم خارطة فلسطين، وزعمت أن الخارطة تعود "لدولة إسرائيل"، وأن فلسطين هي بلاد الشام.

وصفت المعلمة حركة حماس بأنها منظمة إرهابية وتأخذ الأطفال دروعًا بشرية

وقال زياد شمالي، رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة في المدرسة، إن معلمة التاريخ دخلت الصف الدراسي فوجدت طالباتها قد رسمن علم فلسطين وخارطتها إلى جانب خارطة ألمانيا، فسألت الطالبات: "أين إسرائيل على الخارطة؟"، ثم واصلت حديثها زاعمة أن "إسرائيل موجودة بالفعل، وهذه حقيقة".

اقرأ/ي أيضًا:  إيلان بابيه يفضح "فكرة إسرائيل"

وبيّن شمالي، أن المعلمة، وبعد نقاش مع الطالبات، عبّرت عن استيائها منهن، وقالت إنهنّ "لم يتعلمن شيئًا من الصف السابع وحتى الآن". كما وصفت، حركة حماس بأنها "منظمة إرهابية وتأخذ الأطفال دروعًا بشرية"، وزعمت أن "إسرائيل كانت تدافع عن الشعب الفلسطيني عندما كانت ترد الصواريخ على قطاع غزة".

هذه المزاعم، زادت من شدة النقاش بين المعلمة وطالباتها، وفق شمالي، فتحدثت إحداهن عن عمها الذي استُشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى عن سياسة هدم البيوت وتشريد عائلاتها، بينما تسببت هذه النقاشات ببكاء بعض الطالبات.

الطالبات نظمن وقفة احتجاجية على المعلمة في ساحة المدرسة، رفعن خلالها علم فلسطين

وزادت حدة الموقف بعد أن زعمت المعلمة بأن فلسطين هي بلاد الشام (الأردن سوريا ولبنان والعراق)، أما ما رسمته الطالبات إنما هي خارطة "إسرائيل"، ثم وصفت طالباتها "بصغر العقل وأنهن يرفض التعلم، وسوف تنقل المسألة لمعلمة اللغة الألمانية لتحاول توضيح الأمور لهن".

وأضاف شمالي، أن الطالبات نظمن وقفة احتجاجية على المعلمة في ساحة المدرسة، رفعن خلالها علم فلسطين، ورسمًا للعلم كتب عليه  "أبو عبيدة في القلب"، في إشارة للناطق باسم كتائب القسام. وحصل الترا فلسطين على مقطع فيديو يوثق لحظات من هذه الوقفة الاحتجاجية.

وأوضح شمالي، أن الأهالي والطالبات نظموا وقفة احتجاجية يوم أمس السبت، باعتبار ما حدث "انحيازًا للاحتلال الإسرائيلي وروايته بخصوص الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، ما دفع إدارة المدرسة إلى إعلان فتح تحقيق في الحادثة، قبل أن تقرر أخيرًا إغلاق المدرسة حتى إشعار آخر.

 في حال لم تكن نتيجة التحقيق منصفة للرواية الفلسطينية، فإن الأهالي سيصعدون الاحتجاجات

وبيّن، أن اللقاء الذي كان قد تقرر عقده، الإثنين، بين لجنة أولياء الأمور في المدرسة وإدارتها مازل قائمًا، مؤكدًا أنه في حال لم تكن نتيجة التحقيق منصفة للرواية الفلسطينية، فإنهم سيصعدون الاحتجاجات.

وطالب الشمالي باتخاذ "موقف وطني فلسطيني شامل" من القضية، وبشكل خاص من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لأن المدرسة تملك ترخيصًا فلسطينيًا بالعمل في شرق القدس.


اقرأ/ي أيضًا: 

تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل مرعبة إبان النكبة