26-سبتمبر-2024
نتنياهو يتراجع عن اتفاق لبنان رغم موافقته.jpg

(Getty)

يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، تقديم إشارات مختلطة، حول المقترح الأميركي- الفرنسي، الذي يشكلٍ قاعدة للتفاوض على هدنة مع لبنان، وسط تهديد إيتمار بن غفير بـ"حل الائتلاف الحكومي"، ودعم رئيس أركان جيش الاحتلال مواصلة "الهجوم العسكري". وتشير إلى نتنياهو "انسحب من التفاوض على المقترح الأميركي- الفرنسي" رغم مشاركته في صياغته.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد وصوله إلى نيويورك: "سياستي هي مواصلة ضرب حزب الله بكل قوتنا ولن نتوقف حتى نحقق أهدافنا وعلى رأسها، عودة السكان إلى منازلهم".

موقع "واللا" الإسرائيلي، أن نتنياهو "انسحب من التفاهمات الهادئة مع الإدارة الأميركية، ونأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي كان هو من شارك في صياغته".

وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي تقييمًا للوضع فيما يتعلق بالتصعيد في الشمال، وقال إننا "بحاجة إلى مواصلة مهاجمة حزب الله"، وعلى حد تعبيره: "كنا ننتظر هذه الفرصة منذ سنوات. نعمل باستمرار على تحقيق الإنجازات، واغتيال المزيد من كبار المسؤولين، وإحباط نقل الأسلحة، وتقويض القوة النارية لحزب الله ومهاجمته في جميع أنحاء لبنان"، وفق قوله.

وجاء في إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلًا عن مسؤول مرافق لنتنياهو: "لا نتجه إلى وقف القتال في الشمال".

من جانبه، قال أحد أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "لن تذهب إلى وقف إطلاق النار الآن"، وأشار إلى أن هذا الموضوع لم يتم التطرق إليه في اجتماعات مجلس الوزراء أمس.

ويقول المسؤول "إننا عازمون على إعادة سكان الشمال إلى ديارهم سالمين، ونحن نواصل خطة الحرب التي وافق عليها رئيس الوزراء".

وأضاف المسؤول: "إذا لم يفهم [زعيم حزب الله حسن] نصر الله الرسالة حتى الآن، فسوف يفهمها بطريقة مختلفة".

وفي السياق نفسه، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن أحد مساعدي نتنياهو للصحفيين أثناء الرحلة إلى نيويورك، وقله إن "اتجاه إسرائيل الآن ليس وقف إطلاق النار بل المزيد من العمل العسكري ضد حزب الله".

وبينما قال مصدر دبلوماسي لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن إسرائيل ولبنان أعطيا الوسطاء بشكل خاص دعمهما لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا على الخط الأزرق الذي يفصل بين البلدين قبل الإعلان عنه في بيان مشترك بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال الدبلوماسي الغربي لتايمز أوف إسرائيل إن سلوك نتنياهو هو امتداد لكيفية تعامله مع محادثات أسرى غزة، حيث وافق بشكل خاص على إظهار المرونة، ومن بدأ بالإدلاء بتصريحات علنية بعد ذلك مباشرة بهدف تهدئة قاعدته السياسية، ولكن هذا من شأنه أن يخاطر بإحباط التقدم في المفاوضات.

نتنياهو كان يعرف كل كلمة

وقال باراك رافيد، الصحفي الإسرائيلي في موقع "أكسيوس" الأميركي و"واللا" الإسرائيلي: إن "نتنياهو تراجع عن التفاهمات مع الإدارة الأميركية بشأن اتفاق الهدنة مع حزب الله في الشمال، على الرغم من أنه أعطى ضوءًا أخضر للمفاوضات، ولكنه تراجع بسبب الضغط من سموتريتش وبن غفير".

وأوضح موقع "واللا" الإسرائيلي، أن نتنياهو "انسحب من التفاهمات الهادئة مع الإدارة الأميركية، ونأى بنفسه عن اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي كان هو من شارك في صياغته".

وقال مسؤولون أميركيون كبار إنه بحسب التفاهمات الأولية مع نتنياهو، كان من المفترض أن ينشر بيانًا يرحب فيه باقتراح وقف إطلاق النار ويبدي الاستعداد لمناقشته. لكن عندما وصل نتنياهو إلى نيويورك، وجه رسالة مختلفة تمامًا. إذ قال: "سياستنا واضحة: نحن مستمرون في ضرب حزب الله بكل ما أوتينا من قوة. ولن نتوقف حتى نحقق كل أهدافنا، وعلى رأسها العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم. هذه هي السياسة".

وأشار موقع "واللا" إلى أن "تغيير اتجاه نتنياهو، الذي يأتي بعد تهديدات علنية من قبل وزراء اليمين المتطرف في الحكومة وهجمات من قبل المعارضة، قد يظهر إسرائيل على أنها متمردة ويزيد من التوترات مع الإدارة الأميركية.

وقال مسؤولون أميركيون كبار إن المناقشات بشأن مبادرة وقف إطلاق النار بدأت بعد مكالمة هاتفية يوم الاثنين بين مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

وذكر المسؤولون الأميركيون أن المحادثة نفسها مع ديرمر انتهت بالاتفاق على أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله وأن الولايات المتحدة ستهدف إلى نشر مبادرة وقف إطلاق النار قبل وصول نتنياهو إلى نيويورك.

وجرت خلال يومي الثلاثاء والأربعاء مفاوضات مكثفة بين كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية والوزير الإسرائيلي ديرمر وكبار المسؤولين اللبنانيين.

وتابع "واللا": "الرسالة التي تلقاها مستشارو بايدن من ديرمر هي أن نتنياهو يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت هو الشيء الصحيح؛ لأنه لا يريد الانجرار إلى غزو بري قد يؤدي إلى التورط وتقويض الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي حتى الآن".

خلال جلسة المجلس السياسي والأمني الإسرائيلي ​​الليلة الماضية، لم تتم مناقشة مسألة وقف إطلاق النار على الإطلاق، واستمع وزراء الحكومة الإسرائيلية بشكل أساسي إلى خطط الجيش الإسرائيلي لمواصلة القتال.

وعندما غادر الوزراء الاجتماع ورأوا العناوين الرئيسية حول اقتراح وقف إطلاق النار، بدأ بعضهم في نشر رسائل تهاجم هذه الخطوة. وسمع نتنياهو بهذه الإعلانات أثناء وجوده على متن الطائرة إلى نيويورك وسارع مكتبه إلى نشر بيان يفيد بعدم وجود وقف لإطلاق النار، وأكد أن نتنياهو لم يقدم بعد إجابته على الاقتراح.

وأشار أحد كبار الأميركيين إلى أن ديرمر ونتنياهو كانا في صورة التفاوض على صياغة الرسالة الداعية إلى وقف إطلاق النار "وكانا يعرفان كل كلمة"، لافتًا إلى أن البيت الأبيض لم يكن لينشر الدعوة إلى وقف إطلاق النار لو لم تصل رسالة من نتنياهو والجانب اللبناني بأنهما موافقان من حيث المبدأ.

وستستمر المحادثات حول اقتراح وقف إطلاق النار اليوم في نيويورك. ومن المتوقع أن يجتمع الوزير الإسرائيلي ديرمر مع وزير الخارجية الأميركي ومع مستشاري بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكشاتين، اللذين أجرى معهم المفاوضات في الأيام الأخيرة.

وأشار أحد كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن الولايات المتحدة لم تتخل بعد عن الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار. ووفقًا له، فإن الاقتراح لم يتضمن موعدًا لبدء وقف إطلاق النار على أي حال، وكان من المفترض أن يتم إغلاق القضية في مزيد من المحادثات بعد أن يوضح الجانبان موقفهما من الاقتراح.

بن غفير يهدد نتنياهو

قال الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، في تهديد لنتنياهو، إنه "إذا تم التوقيع على وقف إطلاق نار مؤقت، فإن عوتسما يهوديت [حزبه] غير ملتزم بالائتلاف. وإذا أصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائمًا، سنستقيل من الحكومة".

وجاءت تصريحات بن غفير، على خلفية تقديم فرنسا والولايات المتحدة لاقتراح وقف إطلاق النار، بين دولة الاحتلال وحزب لمدة 21 يومًا، تمهيدًا للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل.

وأضاف بن غفير، في ختام اجتماع لحزبه: الشيء الأساسي والأكثر مفهومية هو أنه عندما يكون عدوك جاثيًا على ركبتيه، فإنك لا تسمح له بالتعافي، بل تعمل على هزيمته وتسعى جاهدًا لهزيمته. وإذا لم تفعل ذلك - فإنك تنقل الضعف، وتعرض للخطر أمن مواطنيك، وأثبت أنك لا تنوي الفوز".

واستمر في القول، "لهذا السبب أبلغ حزب "عوتسما يهوديت" الذي أتزعمه رئيس الوزراء نتنياهو، إنه إذا تم التوقيع على وقف مؤقت لإطلاق النار مع حزب الله، فإن حزب عوتسما يهوديت يلغي أي التزام بائتلاف، مع كل ما يعنيه ذلك: لا أصوات، لا اجتماعات حكومية ومجلس الوزراء، ولا نشاط مع ائتلاف. لن نتخلى عن سكان الشمال. في كل يوم يسري فيه وقف إطلاق النار ولا تقاتل إسرائيل في الشمال، فإن عوتسما يهوديت غير ملتزم بالتحالف".

وختم في التهديد بتفكيك الائتلاف، قائلًا: "إذا أصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائمًا كجزء من ’الخطوط العريضة’، مما يعني أن مصير سكان الشمال محكوم تحت رحمة حزب الله، فإن جميع الوزراء وأعضاء الكنيست من عوتسما يهوديت سوف يستقيلون من الحكومة الائتلاف".