30-أكتوبر-2018

قبل عدة أسابيع، وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى "تل أبيب" في زيارة اعتبرها خبراء في العلاقات بين الطرفين زيارة الوداع، بناءً على تقديرات لديهم توقعت اعتزالها الحياة السياسية في 2021، الأمـر الذي ثبتت صحته، أمس، بإعلان المستشارة عن ذلك.

رافق ميركل خلال زيارتها جزء من طاقمها الوزاري وخبراء في مجالات علمية، فيما علقت إسرائيل على الزيارة تطلعاتٍ عريضةٍ ذات طابع اقتصادي. الملحق الاقتصادي لصحيفة "معاريف" لخَّص تلك الآمال بجملة "ابتسامة تساوي مليارات" تعليقًا على صورة تجمع ميركل ونتنياهو، جاءت في مستهل تقرير حول العلاقات بين الطرفين والثمار المتوقعة للزيارة.

الاقتصاد الألماني هو الشريك التجاري الرابع لإسرائيل، وتأتي أهمية ألمانيا السياسية إسرائيل في المرتبة الثانية لبعد أمريكا

الاقتصاد الألماني الذي يُصنَّفُ على أنه الاقتصاد الرابع في العالم، هو أيضًا الشريك التجاري الرابع لإسرائيل، وتأتي أهمية ألمانيا السياسية لإسرائيل في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الاميركية.

وأثمرت الزيارة عن توقيع وزارتي المالية الإسرائيلية والألمانية مذكرة تفاهم لإقامة جهازٍ ينظم الحوار الاقتصادي والنقدي بين الطرفين. وتتوقع "تل أبيب" أن تدفع ميركل قبل غيابها من الحياة السياسية، الاتحاد الاوربي، لاتخاذ قرارٍ بدعم مشروع ضخم يربط بين حقول الغاز الإسرائيلية وقبرص، ليصل الغاز إلى دول الاتحاد الاوربي، ما يعني تقليص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

وتعود العلاقات الاقتصادية الألمانية الإسرائيلية إلى اتفاق التعويضات الذي وُقّع في لوكسمبورغ بتاريخ 10 أيلول عام 1952، والذي قدمت بموجبه برلين حوالي 83 مليار مارك تعويضات عن المحرقة النازية لإسرائيل، وقد كان ذلك أهم أسباب نمو الاقتصاد الإسرائيلي تلك الفترة. وبعد نهاية الاتفاقية بعد 12 عامًا غرقت إسرائيل في أزمة اقتصادية.

وتقدر استثمارات الشركات الألمانية العملاقة في صناعة الهايتك الإسرائيلية بمليارات الشواقل، فيما بلغت الورادات الإسرائيلية من ألمانيا 4.6 مليار دولار، أما صادراتها فقد وصلت إلى 1.6 مليار دولار، بزيادةٍ قيمتها 200 مليون عن الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا.

تطور صناعة الهايتك الإسرائيلية ضاعف اهتمام الشركات والحكومة في ألمانيا بالشركات الإسرائيلية، مثلاً شركة سيمنز الألمانية  أقامت في إسرائيل مركز تطوير.

أهم المواضيع التي ناقشتها ميركل ووفدها مع نظرائها الإسرائيليين هو التعاون بين الطرفين في مجال الحرب الإلكترونية "السايبر"، إذ تُعتبر إسرائيل واحدة من الدول الأكثر تقدمًا في هذا المجال، والشركات الإسرائيلية المتخصصة في "السايبر" محل اهتمام الشركات والجهات الحكومة الألمانية. وعرضت وزارة المالية الإسرائيلية على ممثلي وزارة المالية الألمانية، وحدة "سايبر" خاصة أُقيمت لحماية المنظومة المالية والنقدية في إسرائيل. ومؤخرًا أقامت شركة الاتصالات الألمانية "توتشيه تلكوم"، مركز تطوير في بئر السبع متخصص في حماية شبكات الاتصالات.