11-مارس-2022

قالت عائلة الطفل لؤي محمد الطويل (15 عامًا)، إن ابنها المصاب بسرطان الدماغ توفي الثلاثاء الماضي، نتيجة عدم تلقيه العلاج في مستشفى المطلع في مدينة القدس، بعد أن طلبت منها إدارة المستشفى العودة إلى غزة والحصول على تغطية مالية. رواية العائلة أكدها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فيما نفاها مستشفى المطلع في حديث لـ  الترا فلسطين.

أوضح الطويل، أن إدارة المطلع طلبت منه المغادرة والعودة بعد أسبوع، دون أن يُبلغ بأن المريض بحاجة لتغطية مالية جديدة

وقال أسامة الطويل (52 عامًا) إنه توجه لمستشفى المقاصد بتاريخ 25 كانون ثاني/يناير الماضي بصحبة ابن شقيقه بعد الحصول على تحويلة للعلاج، ثم بعد 10 أيام من إجراء فحص لتشخيص الحالة، تبين إصابة الطفل بسرطان الدماغ وحاجته لعلاج إشعاعي، وبسبب عدم توفره في المقاصد، ذهب أسامة مع محمد إلى مستشفى المطلع لاستكمال العلاج هناك.

وأوضح الطويل، أن إدارة المطلع طلبت منه المغادرة ثم العودة بعد أسبوع، مع اصطحاب النتيجة النهائية للفحص الطبي، مضيفًا أنه لم يُبلغ بأن المريض بحاجة لتغطية مالية جديدة. وتابع: "وبعد أسبوع عدت إلى المستشفى، وسلمت كل التقارير والتحاليل المطلوبة، لكن إدارة المستشفى أبلغتني أن الطفل لا يوجد له تغطيه مالية، وطلبوا مني الرجوع إلى غزة للحصول عليها لاستكمال علاج المريض، وذلك دون تلقي الطفل أي علاج".

وبيَّن، أنه عاد برفقة ابن شقيقه المريض إلى غزة وبدأ إجراءات الحصول على تحويلة طبية جديدة، وانتظار الحصول على التغطية المالية، وخلال هذه الفترة تدهورت حالة الطفل الصحية حتى توفي يوم الثلاثاء 8 آذار/مارس.

وأشار الطويل إلى أن المستشفى اتصل بهم أثناء عملية دفن الطفل، ليخبرهم بتحديد يوم الأحد (13 آذار/مارس) موعدًا لاستقبال الطفل.

في المقابل، أفاد رئيس مستشفى المطلع فادي الأطرش أن الطويل حضر إليهم بعدما أبلغه مستشفى المقاصد بعدم إمكانية إجراء العملية لديهم، فتم أخذ عينة منه للفحص لتحديد العلاج.

وأوضح الأطرش، أن العينة أظهرت أن الطويل يعاني من ورم خبيث في الدماغ، ووضعه سيئ جدًا ولا يُمكن إزالة الورم، "وبالتالي فإن علاجه كان تلطيفيًا وليس إنقاذَا للحياة، ولم يكن هذا العلاج مستعجلاً نهائيًا، وقد شرحنا ذلك لعم الطفل".

أوضح الأطرش، أن علاج محمد كان تلطيفيًا وليس إنقاذَا للحياة، ولم يكن هذا العلاج مستعجلاً نهائيًا، وقد شرحنا ذلك لعم الطفل

وأفاد بأن الطويل عُرض بشكل مستعجل أثناء قدومه للمستشفى على طبيبة أورام الأطفال، ودكتور الإشعاع، وشرحا الخطة العلاجية لعم الطفل.

وردًا على سؤالنا حول سبب عدم البدء فورًا بعلاج الطويل، أجاب الأطرش بأن مرافقي المرضى في قسم الأطفال من السيدات، "لذلك طلبنا من عمه أن يعود إلى المستشفى بعد أيام لترتيب مرافق جديد له، وفي ذات الوقت تابعنا موضوع التحويلة حتى صدورها".

ونفى الأطرش أن يكون المستشفى قد طلب من الطفل وعمه المغادرة بسبب التحويلة والتغطية المالية، مشددًا أن المستشفى يقدم العلاج لكافة الحالات الطارئة بغض النظر عن التحويلة أو التغطية المالية.

وأوضح، أن العلاج الإشعاعي لم يكن مستعجلاً من ناحية فنية، مبينًا أنه يعطى على 15 إلى 20 جلسة وتظهر نتائجه بعد فترة.

تعقيبًا على هذه الحادثة، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن نظام تحويل مرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج "يعتريه خلل كبير، ويتسبب في تفاقم معاناة المرضى، ويعرض حياتهم للخطر".

 ودعا المركز في بيان صحفي إلى تشكيل لجنة تنسيق يكون أطرافها وزارة الصحة والمستشفيات التي تقدم الخدمات الطبية للمرضى، بهدف تذليل العقبات التي تواجه مرضى قطاع غزة المحولين للعلاج في الخارج، وتسهيل عملية حصولهم على التغطية المالية في حالة انتقالهم من مستشفى إلى آخر، لتجنيبهم العودة إلى القطاع والبدء في إجراءات جديدة تستغرق عدة أسابيع، وتتسبب في تدهور أوضاعهم الصحية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: نظام العلاج في الخارج المعمول به حاليًا  بات يهدد حياة المرضى

وأضاف، أن نظام العلاج في الخارج المعمول به حاليًا، الذي يتطلب من المريض مغادرة المستشفى التي يتلقى العلاج فيها والعودة إلى غزة والبدء بإجراءات تحويل جديدة بات يهدد حياة المرضى، خاصة أن تقديم طلب جديد يتطلب سلسلة معقدة وطويلة من الإجراءات تستغرق عدة أسابيع.

وأشار المركز في بيانه إلى أن حالة الطفل الطويل تكررت عدة مرات خلال الشهور الماضية عدة مرات، وقد أفضت لوفاة الطفل المريض سليم النواتي، وفي حالة أُخرى عانى المريض (ن. ح - 19 عامًا)، وهو يعاني من سرطان في ركبة الساق اليمنى، وقد وصل إلى مستشفى المقاصد للعلاج، وهناك طُلب منه العودة إلى قطاع غزة للحصول على تحويلة طبية لاستكمال علاجه في مستشفى المطلع.


اقرأ/ي أيضًا: 

عن الأزمة العميقة للقطاع الصحّي في فلسطين

التحويلات الطبية: تجاوزات كبيرة ومحسوبية