07-مارس-2022

صورة توضيحية - gettyimages

سجل الحديد ارتفاعًا جديدًا في سعر الطن من 3650 شيقل إلى 4200 شيقل، استمرارًا لارتفاعات طرأت مع جائحة كورونا، وهذه المرة بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية.

 مع دخول دول جديدة إلى السوق التركي، "أصبحت تركيا تطلب السعر الذي تريده والجميع يدفع ما تطلبه"

أسعد يعقوب، المدير التنفيذي لواحدة من أكبر شركات مواد البناء في فلسطين، أفاد بأن روسيا وأوكرانيا من البلدان المصنعة والمصدرة للحديد بكافة أشكاله، كما أن روسيا بلد مصنع لمواد مدخلات في تصنيع الحديد.

وأوضح يعقوب لـ الترا فلسطين، أن هناك كمية حديد كبيرة فقدت من السوق العالمي بسبب ما يسمى في الاقتصاد "القوى القاهرة"، فهذه الدول (روسيا وأوكرانيا) كان لها التزامات لدول شمال أفريقيا بشكل خاص ومناطق أخرى في العالم، وبناءً على هذه الكمية التي فقدت، أصبح من لديه مصلحة ومنشأة في الدول التي تستورد من روسيا وأوكرانيا يبحث عن بدائل، فتوجهوا لتركيا.

وأوضح، أننا في السوق المحلي الفلسطيني نتبع لتركيا فيما يخص الحديد بشكل كامل بحكم القرب وسرعة الإبحار، لكن مع دخول دول جديدة إلى السوق التركي، "أصبحت تركيا تطلب السعر الذي تريده والجميع يدفع ما تطلبه".

وإضافة إلى الحرب الروسية - الأوكرانية، شكل ارتفاع تكاليف الشحن العالمي وارتفاع سعر الدولار والتأخير في الموانئ أسبابًا أخرى لارتفاع الأسعار، بحسب يعقوب؛ الذي قال: "نحن في سوق حرب وليس في سوق عرض وطلب، وسوق الحرب لا يوجد له سقف ولا مبدأ ولا مرجعية".

وأكد يعقوب، أن سوق الحديد "متذبذب ومتحرك" بشكل كبير، "ونحن في فلسطين سوق استيرادي بحت ومعتمد على السوق التركي بشكل كبير لذلك فإننا نتأثر به بشكل كبير".

وأشار إلى أن هذا الارتفاع ليس الأعلى في التاريخ، فقد سبق أن وصل في عامي 2007 و2008 إلى 5500 شيقل، ثم عاود الانخفاض.

ورأى يعقوب أنه ليس بالإمكان توقع مستقبل الأسعار ومتى ستعاود الانخفاض، "فالدمار للبنية التحتية في أوكرانيا يحتاج إلى فترة حتى إعادة الإعمار وعودة المصانع للعمل والتوريد، عدا عن الروس تحت عقوبات اقتصادية، هذه العقوبات لن ترفع فور انتهاء الحرب، وإنما بشكل تدريجي".

وتابع: "من يقول لك كم سيبلغ سعر الحديد بعد ساعة إعلم أنه لا يفقه شيئًا في موضوع الحديد، لأن هذا السوق لا يوجد من يتحكم فيه الآن، وإنما هناك حالة شاذة هي من تتحكم فيه". 

الحديد يشكل حوالي من 20-30% في أي مبنى عقاري، وقد ارتفعت أسعاره من 2100 شيقل للطن قبل الجائحة إلى 4200 شيقل

من جانبه، قال رئيس اتحاد المطورين العقاريين علاء أبو عين، إن الارتفاع الجديد للحديد يعتبر ضربة جديدة تضاف إلى قطاع العقارات في فلسطين، "فمنذ بدء جائحة كورونا ونحن نتعرض لضربة تلو الأخرى في القطاع العقاري في فلسطين" حسب قوله.

وأوضح أبو عين، أن الحديد يشكل حوالي من 20-30% في أي مبنى عقاري، وقد ارتفعت أسعاره "بشكل جنوني ومهول" منذ بداية الجائحة، فقبلها كان سعر الطن الحديد 2100 شيقل، والآن وصل 4200 شيقل، "وهذا هو سعر الحديد الخام، تلحق به مجموعة أخرى من التكاليف، وهذه تؤثر بلا شك على سعر العقار، وربح المستثمر الذي سيجد نفسه أمام تحد جديد".

وأضاف: "المطور العقاري يعمل الآن وفق عقود موقعة في السابق، ولكن بأسعار جديدة، وبالتالي سوف يتحمل ضربة جديدة وموجة جديدة في أسعار المدخلات وارتفاعها اللامنتهي والمستمر".

وردًا على سؤالنا حول نسبة الارتفاع الموقعة في العقارات، أجاب أبو عين: "لا نستطيع التحديد، ولكن خلال ثلاثة أشهر سوف يرتفع أسعار العقار الإنشائي بنسبة 30%، حيث أن أغلب المدخلات ارتفع سعرها بنسبة 60% وأحد أهم المدخلات الرئيسية وهو الحديد ارتفع بنسبة 100%".

وشدد أبو عين أن المطور العقاري الذي لن يرفع أسعار بنسبة 20-30% سوف يدخل في خانة الخسارة، "وأنا أقول هذا عن تجربة وحقيقة لأنني أحد أكبر المطورين العقاريين".


اقرأ/ي أيضًا: 

"وينك يا معالي الوزير".. حراك لمّ الشمل يعود للشارع

"من باب لباب".. نظام إسرائيليّ ليراقب الفلسطيني مصنعه ومن جيبته