29-نوفمبر-2018

جانب من مظاهرات حركة السترات الصفراء في فرنسا (رويترز)

أظهرت استطلاعات للرأي في فرنسا تزايد أعداد الأشخاص المؤيدين لمظاهرات "السترات الصفراء" التي انطلقت يوم 17 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري احتجاجا على رفع أسعار الوقود.

ووفق الاستطلاعات فإن الكثيرين لا يقتنعون برد فعل الرئيس إيمانويل ماكرون على هذه الاحتجاجات. 

وأظهر استطلاع لمركز "أودوكسا" أن ما يقرب من 84% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون بأن الاحتجاجات مبررة، بزيادة 7 نقاط مئوية عن الأسبوع السابق.

وأٌجري الاستطلاع لصالح إذاعة "فرانس إنفو" وذكر حوالي ثلثي المشاركين أنهم استمعوا لخطاب ماكرون صباح الثلاثاء الذي وعد فيه بإجراء عملية تشاور على مستوى البلاد، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير للحد من زيادات الضرائب على البنزين إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية في نفس الوقت.

ولكن الاستطلاع خلص إلى أن 78% ممن استمعوا لخطاب الرئيس قد وجدوه غير مقنع.

وأظهر استطلاع رأي لمعهد إيلاب للدراسات أن 75% ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن دعمهم أو تعاطفهم مع متظاهري "السترات الصفراء" بزيادة 5 نقاط مئوية عن الأسبوع السابق. 

وقال 81% من المشاركين في الاستطلاع إن الحكومة لم تستمع لمطالب الحركة.

وأظهر استطلاع ثالث لمركز "أوبينيون واي" أن 76% من المشاركين يعتقدون أن مقترحات الرئيس لم تكن كافية.

وتوصل الاستطلاع إلى أن 78% من المشاركين اتفقوا مع مطالب المحتجين بإلغاء الضرائب المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل.
 
وكان وزير البيئة فرانسو دي روجي قد التقى مساء أمس الثلاثاء ممثلي متظاهري "السترات الصفراء" المحتجين على زيادة أسعار الوقود. 
 
ويأتي هذا بناء على طلب ماكرون الذي اقترح إجراء حوار مجتمعي واسع النطاق لمناقشة المخاوف التي أعربت عنها الحركة.
 
ولكن ممثلين عن متظاهري "السترات الصفراء" قالوا بعد ذلك إنهم سيدعون إلى مزيد من الاحتجاجات بعد السبت بشارع "الشانزليزيه" الذي كان مسرحا للاشتباكات العنيفة بين الشرطة وبعض المتظاهرين الأسبوع الماضي.

الإخوان المسلمون!

وفي السياق ذاته، اتهمت صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء، جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء التظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح فرنسا منذ أيام.

ونقلت عن نبيل نعيم الذي وصفته بأنه مختص في شؤون الحركات الإسلامية قوله إن "الإخوان مشتركون بلا أدنى شك في مظاهرات فرنسا، وأن طريقة إدارة المظاهرات تنم على وقوف الجماعة خلفها".

وأضاف: "لا ننسى أن هناك جزائريون وتوانسة ومغاربة من المنتمين للإخوان يسكنون عشوائيات فرنسا، وبالطبع فهم مشاركون في أحداث باريس العنيفة، التي يظهر فيها أسلوبهم وأفكارهم".

وأشار نعيم إلى أن "واشنطن تستخدم الإخوان في عمل قلاقل لماكرون رئيس فرنسا، ردا على الإعلان عن رغبته في تكوين جيش أوروبي موحد لمواجهة حزب الأطلنطي بعد تصريح ترامب الذي قال فيه (على أوروبا أن تدفع لنا ثمن حمايتنا لها)".

ووصف نعيم جماعة الإخوان بأنهم عبارة عن "دُمية في يد الأمريكان يحركونها كيفما شاؤوا وبأية طريقة دون أدنى معاناة".

وقد أطلق نشطاء في مواقع التواصل سخريتهم من نعيم الذي "استخف إلى هذا الحد" بقدرات الأمن الفرنسي الذي كان سيكشف حالًا عن وقوف أي جهة خلف هذه المسيرات لو كان ذلك صحيحًا.

وفي حديث للصحيفة ذاتها قال القيادي السابق في جماعة الإخوان محمد حبيب، إن "التشابه بين الأحداث في القاهرة وباريس شديد جدًا، ما يدعونا إلى التأمل والتوقف لتحليل الأمر".

وأردف: "بشكل عام يمكن أن نقول إن الإسلاميين لهم دخل سواء من قريب أو بعيد في الأمر الفرنسي لكن حتى نكون منطقيين لابد من تحري المعلومات بدقة لمعرفة من وراء تلك المظاهرات التي تشبه إلى حد كبير ما حدث هنا في ثورة يناير".

وتشهد مناطق مختلفة من فرنسا، منذ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، تظاهرات شعبية تقودها حركة "السترات الصفراء"؛ احتجاجا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة الرسوم على المحروقات.

وخلال المظاهرات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، لقي شخصان مصرعهما، وأصيب 136 من عناصر الأمن و756 شخصا بجروح، فيما أوقفت قوات الأمن الفرنسية 693 شخصا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عشرات المعتقلين والجرحى جراء المظاهرات "الطاحنة" في فرنسا

أحداث مأساوية بفرنسا.. مقتل متظاهرة وإصابة المئات