21-مارس-2019

يمرُّ "يوم الأم" هذه السنة في فلسطين، بينما تعتقل سلطات الاحتلال 22 أمًا فلسطينية لـ 79 ابنًا وابنة من بين 45 أسيرة، إضافة لحرمان آلاف الأمهات من رؤية أبنائهن في هذا اليوم، لاعتقال الأبناء في عدة معتقلات بالضفة الغربية وداخل الخط الأخضر.

22 أمًا فلسطينية لـ79 ابنًا وابنة في سجون الاحتلال، وآلاف الأمهات أبناؤهن خلف القضبان

في هذه المناسبة، تواصل الترا فلسطين مع بعض عائلات الأسيرات والأسرى، وطلبنا منهم توجيه رسائل في يوم الأم. طلبنا من الأمهات أن يحكين لنا ماذا يُردن أن يخبرن أولادهن الأسرى في هذا اليوم، كما طلبنا من بعض أبناء الأسيرات توجيه رسائل قصيرة لوالداتهم الأسيرات. وكانت هذه هي الرسائل:


من هيام إلى ابنها الأسير عماد الشريف، محكوم بالسجن 27 سنة قضى منها 15 سنة:

"كان لنا فترة طويلة ما سمعنا عنك شيء، لما زرتك أمس ورأيت أن معنوياتكم عالية أنت والشباب اطمأن قلبي. يا حبيبي يا وحيدي، منذ 15 سنة حرمنا الاحتلال منك، ولكن مع ذلك الحمدلله، صابرين وصامدين، خليك دائمًا على يقين أن ربنا هو من سيفرج عنك وعن جميع الأسرى، خليك مثل ما عودتني، كلك أمل، وإياك تتأثر بالسجن والسجّان. أنت وأخوتك أقوى من أي شيء وستهزمون الاحتلال وإجراءاته ضدكم، وإن شاء الله قريبًا ربنا يفرج عنك ويحضنك يمّا يا حبيبي.

من 15 سنة لليوم، بعدني بعتني بالشجرات اللي زرعتهن قبل اعتقالك، وفي كل مرة بتغلب على تعبي وبطلع بهتم فيهن فقط لأني بتذكر سؤالك المعتاد لما تشوفني: كيف الأرض، كيف الزرعات؟ كبرن الزرعات يمّا كبرن وصرن شجر".


من سميرة ابراش إلى ولديّها الأسيرين محمد ابراش المحكوم 3 مؤبدات و30 سنة، ورمزي ابراش المحكوم مدى الحياة:

"بتمنى يمّا تكونوا بصحة جيدة، وبتمنى محمد يرجع يشوف بعينه ويمشي على رجليه إن شاء الله قبل عيد الأم القادم. رح تكون أنت وأخوك عندي، لما زرتكم أمس وشفت وضع محمد ورجله المبتورة، وعينه الي فقد القدرة على النظر بها ويحتاج لزراعة قرنية أوجعني قلبي عليكم أكثر.

الاحتلال سمح لمحمد بتركيب ساق ولكن العملية تكلف 52 ألف شيقل، وهيني بطالب السلطة الفلسطينية والمسؤولين مساعدتك، أنت بتعرف يمّا إنه ما بنقدر على دفع هذا المبلغ ولكن هينا نحاول. بتمنى صوتنا يكون مسموع ويساعدونا حتى ترجع تمشي على رجليك. 17 سنة بسجون الاحتلال، بكفي! هذه مدة مش بسيطة، ما بكفي معاناة الاحتلال، معاناة المرض كمان! احنا ما بنطلب شيء صعب يمّا، فقط بدنا ابننا يرجع يمشي ويشوف، وإن شاء الله حتصير أحسن من أول، إخوتكم وأخواتكم وأولادهم مناح، نفسهم يشوفوكم ويحضنوكم".


من زكية إلى ولدها الأسير معمر صباح، المحكوم 23 سنة ومعتقل منذ 17 سنة:

"الله يهونها علينا وعليك وعلى رفاقك يمّا يا حبيبي، قلبي مشغول عليك، بظل حاملة همك وخايفة عليك، الله يحميك بحمايته. أنا تعبانة يمّا ومش قادرة أزورك في سجن النقب، لكن ربنا وحده يعلم قديش بتمنى أشوفك وأملّي عيني منك. أنا فخورة فيك، وبعرف إنه اعتقالك أصغر همّك لأني بعرف إنك بتحب فلسطين. من لما كان عمرك 12 سنة وكنت تهرب من المدرسة حتى ترمي حجارة على الجنود. بتمنى ربنا ما يحرمني فرحة طلعتك من السجن، وأشوفك بين إيديّ".


من وهيبة إلى ولدها الأسير يوسف مسعود، المعتقل منذ 2003 ومحكوم بالسجن 19 سنة و6 شهور:

"الله يفك سجنك ويطمنّا عليك، احنا قلقين لأن الأوضاع عندكم صعبة، الواحد مش عارف كيف يتواصل معك، لا في رسائل ولا زيارات ولا مكالمات، ما في شيء يوصلك منّا غير الدعاء. أبوك تعبان شوي ونفسه يشوفك، الله يفرج عنك يا حبيبي، أعرف أن استشهاد أخوتك بدون ما تشوفهم ولا يشوفوك كان صعب عليك وعلينا حتى، كنا نتمنى تكون عنا ونساند بعض، بس هذا قدرنا الحمد لله (..) آخر مرة كان عنا زيارة لك كانت قبل 10 سنوات، نتمنى رؤيتك ونعرف كيف شكلك، بتعرف أن كل ما يفرج عن أسير من القطاع لو بآخر غزة نذهب إليه ونسأله عنك. آخر أسير كان معك حكى لنا أنك صِرت أصلع لا نعرف شيء نتمنى أنك بخير وصحتك منيحة".


من لمياء إلى ولدها الأسير محمد أبو الرب، المعتقل منذ 16 سنة ومحكوم بالسجن 33 سنة:

"كل عام وأنت بخير يا حبيبي يا محمد، شدة وتزول إن شاء الله، دير بالك على حالك يمّا، أنا عملت عملية وأشعر بالتعب، انتظر أن أخف قليلًا حتى أرجع أزورك وأشوفك يا حبيبي يمّا، اتمنى بعد العيد أكون بصحة جيدة وأزورك، نرفع رأسنا فيك يمّا يا حبيبي، سند اخواتك ووحيدهن، الله يفرج عنك وأشوفك هنا وأطعمك أكلاتك المفضلة، ورق دوالي ولبن، نفتقدك بكل عيد وبكل مناسبة، كل فرح أو ترح نفتقد وجودك بجانبنا، لا نستطيع فعل شيء إلا الدعاء، فرج ربنا من قريب.. دير بالك ع حالي يا حبيبي".


من فراس (17 عامًا) وساري (16 عامًا) وأميرة (15 عامًا) وملك (13 عامًا) وداليا (9 أعوام) ونادين (7 أعوام) وأحمد (5 أعوام) إلى ماما الأسيرة نسرين حسن، المحكومة بالسجن 6 سنوات ومعتقلة منذ 3 سنوات:

"من يوم اعتقلوكِ ما شفناكِ ولا مرة، إن شاء الله ربنا بفرج عنك إنتِ وكل الأسرى والأسيرات، ديري بالك على حالك، احنا كلنا بصحة جيدة،كل ما نعمل شيء نشعر أنك معنا، كثير مرات يخطر في بالنا نشوفك ونحكي لك عن الي بصير في يومنا، عن مدرستنا وامتحاناتنا، لما إخوتنا الصغار يبكوا لأنهم يريدونكِ. بنسكتهم ونلعبهم، ولكن نحن لا ننساكِ ولا دقيقة (..) احنا نفتخر فيكِ بس بهذا اليوم نفسنا تكوني معنا حتى نهديكِ هدية عيد الأم مثل بقية أولاد العالم، نحضنك ونبوسك ونبوس ايدك، هذا ثالث عيد أم بمر عنا وانتِ لست معنا، الأيام التي كنت معنا فيها كانت أحلى أيام، كيف تضلك تلعبينا وتبوسينا وتضحكينا، اشتقنا لك".

أميرة: "لا تقلقي على أخوتي وعلاماتهم، صحيح أن أول سنة اعتقال علاماتنا كلنا كانت سيئة بس هينا بنحاول نرفعها ونرجّعها مثل لما كنتِ معنا، أول سنة بدونك كانت صعبة علينا كثير، ولكن البيت منيح ومهتمين فيه وصورك بكل البيت".


من لانا ودانا (19 عامًا) ميرا (18 عامًا) خليل (16 عامًا) آدم (11 عامًا) إلى ماما الأسيرة أمل سعد معتقلة منذ سنتين ولم يصدر حكم ضدها بعد:

"كيف حالك ماما؟ انتِ منيحة؟ تخافيش علينا احنا كلنا مناح وبنستناكِ، كل يوم بنشتاق لك وبنحب تكوني معنا بالبيت، بنفتقدك بعيد الأم وبالعيد وبرمضان أكثر شي. البيت صعب بدونك، بس لسه مرتب وبنهتم فيه، ورداتك وعصافيرك بستنوا فيكِ ومفتقداتك، ما بنعرف نضحك كثير بدونك، إن شاء الله قريبًا ربنا بجمعنا فيكِ".

آدم: "بس تطلعي بدي أجيب لك هدية أحسن من كل عيد، اشتقت تحضنيني وتبوسيني وتحكي لي انك بتحبيني، وأنه هديتي أحلى هدية وصلتك.. بحبك كتير، والدار بدونك مش حلوة".


اقرأ/ي أيضًا: 

أسيرات الثورة: لم يحفظوا كرامتنا في الكبر

الاعتقال المتكرر للفلسطينيات.. كم سطرًا بلغنا من الحكاية؟

المحررة عطاف عليان والفدائي الذي قتلها عشقًا