06-مايو-2018

عند دخولك معرض فلسطين الدولي للكتاب في المكتبة الوطنية/ قصر الضيافة سابقًا، يلفت انتباهك وجود أفراد أمن بالزيّ العسكريّ، يملكون زاوية مخصصة لعرض كتب لا يُمكن شراؤها أو استعارتها، مثل أيّ دار نشر أو مكتبة مشاركة في المعرض.

   زاوية للأمن الوطني، تعرض كتبًا لا يُمكن شراؤها أو استعارتها.. لكن لماذا؟   

في الرُبع الأخير من 2017، تشكّلت وحدة تتبع جهاز "الأمن الوطني" تحت مسمّى "وحدة البحوث والدراسات" مهمّتها إعداد دراسات وبحوث في مختلف ميادين المعرفة، وغير محصورة في المجال العسكريّ، ومن أقسام هذه الوحدة "مكتبة عبد الرزاق مجايدة" التي شاركت بدورها في معرض الكتاب، وفقًا للرائد راشد حامد في حديثه لـ "الترا فلسطين".

وتتشكّل "وحدة البحوث والدراسات" من 12 عسكريًا معظمهم حاصلون على شهادات دراسات عليا، ومتخصصون في مجالات متنوعة، ويقع على عاتقهم إعداد دراسات داخلية لجهاز "الأمن الوطني" وللمجال العام.

ومن أقسام هذه الوحدة "مكتبة عبد الرزاق مجايدة" التي شاركت بدورها في معرض الكتاب، وعملت على شراء كتب ودراسات غير متوفّرة في السوق المحليّ، وجلبتها من الخارج، بهدف توفير المعرفة لشرائح المجتمع المدني، وللباحثين وطلبة المدارس والدراسات العليا، وفقًا للرائد حامد.

  رغم من مرور أكثر من 7 أشهر على تأسيس الوحدة، لم يصدر عنها للآن أي بحث أو دراسة  

وردًا على انتقادات تقول إنّ وجود أفراد الأجهزة الأمنية بزيّهم العسكريّ هو "عسكرة للثقافة"، ردّ حامد بالقول إنّ تواجدهم "ردم للهوّة بين المواطن والعسكري"، مشيرًا إلى أنّهم وبمثل هذه الأنشطة، يسعون للتقرب من المواطن.

أمّا عن الإضافة الملموسة التي يقدّمها قسم "الأمن الوطني" في معرض الكتاب، فيرى الرائد راشد حامد  أنّ تواجدهم "مسألة معنوية أكثر منها مادية"، ومن المفترض أنّ "رؤية الرجل العسكري في كل مكان هو أمر إيجابيّ".

اقرأ/ي أيضًا: الكتب الأكثر مبيعًا في الضفة عام 2017

أمّا الناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، عدنان الضميري، الذي يشارك في توقيع كتابه "مكان مؤقت: سيرة الجنرال المخيم والاعتقال"، فيقول إنّ من المفترض أن تتواجد دائرة التوجيه السياسي في زاوية الأمن الوطني بدل أفراد الجهاز.. نعم نحن مقصّرون من هذه الناحية، لكنّ هؤلاء الشباب يقومون بعمل جيّد، مشيرًا إلى أنّهم يتواجدون في المعرض لـ "تعريف الناس على الجوانب العسكرية والاستخبارية كجزء من الثقافة الإنسانية".

وحول اقتصار قسم "الأمن الوطني" على الكتب التي تتناول تجربة حركة فتح فقط، فيقول الضميري إن "وحدة الدراسات والبحوث" لا تملك رأيًا أو توجّهًا سياسيًا، ولكن "تجربة فتح العسكرية كونها الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية، جعل من الكتابات تأتي على حجم هذا التاريخ". وأضاف في حديثه لـ الترا فلسطين: "إذا في أي حدا من الفصائل الفلسطينية عنده كتب في هذا التاريخ، لا يوجد مشكلة في أن يقدّم في معرض الأمن الوطني الذي ينظر إلى تاريخ القضية، لا تاريخ الحزب".

  الضميري: العلاقة بين المواطن الفلسطيني والأجهزة الأمنية علاقة حميمية  

ويرى الضميري أنّ العلاقة بين المواطن الفلسطيني والأجهزة الأمنية علاقة حميمية تقوم على التعاون وليست علاقة أضداد، مضيفًا أنّه "من الجميل أن يرى الأطفال من زوار المعرض الزيّ العسكري والعلم الفلسطيني والنسر الموجود على جبين كل جندي".

ولكن ماذا عن التناقض بين أحد متطلبات التجنيد في "الأمن الوطني" وهو عدم حصول المتقدّم على شهادة جامعية، وبين تواجد الجهاز في معرض الكتاب، يقول الضميري إنّ من الطبيعي احتواء الجيش على عدد كبير من الجنود والرتب العسكرية دون الضابط، وهؤلاء إذا حصلوا على شهادات جامعية فسيترقوا إلى رتب أعلى، وبالتالي سيؤدي إلى تكديس في الرتب العالية.

ويرى اللواء الضميري أنّ من غير الممكن أن يقف شرطيّ ينظّم المرور على دوار المنارة وهو يحمل شهادة دكتوراة، ووصف مستوى الثقافة لدى أبناء الأجهزة الأمنية بأنّه "ممتاز جدًا" مقارنة مع مستويات الثقافة عربيًا وعالميًا.


اقرأ/ ي أيضًا:

مقترحات للقراءة على هامش معرض الكتاب (3-3)

"انتصار الغضب" يوثّق الحياة والمقاومة في القدس

سامريون يتزوجون بأوكرانيات.. أصل القصة