20-نوفمبر-2021

الترا فلسطين | فريق التحرير

تعود أجواء العنف والتوتر إلى مخيم جنين، لكن هذه المرة من بوابة أجهزة الأمن الفلسطينية التي اقتحمت المخيم ليلة الجمعة/السبت بحثًا عن أحد عناصرها "الهاربين من العدالة" وفق مصادر رسمية، ما أدى لاندلاع اشتباكات مع مسلحين من المخيم، شارك فيها أيضًا فتية وشبانٌ بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن.

سامي الرخ، متهمٌ بإطلاق الرصاص على أحد المتهمين بقتل والده في عام 2012

وأكدت مصادر محلية لـ الترا فلسطين إصابة ثلاثيني بستَّ رصاصات في يده، وإصابة أحد أبرز "المطلوبين" للأمن في المخيم برصاصة، وهو سامي الرخ، الذي قال أمين سر حركة فتح في محافظة جنين عطا أبو ارميلة إن الاقتحام كان يهدف بشكل أساسي لإلقاء القبض عليه.

وأوضح أبو ارميلة لـ الترا فلسطين، أن الرخ كان موقوفًا لدى الاستخبارات وتم نقله إلى الأمن الوقائي، ثم لدى إعادته إلى جهاز الاستخبارات قبل نحو سنة نجح في الهرب ولم يتم إلقاء القبض عليه حتى الآن.

وأضاف، أن الوضع في المخيم حاليًا هادئ وهناك مباحثات بين حركة فتح في مخيم جنين من جهة وسامي الرخ من جهة أخرى لتسليم نفسه إلى السلطة خلال الأيام المقبلة، مدعيًا أن الرخ لا يُعارض الطلب من حيث المبدأ.

وعلم الترا فلسطين بأن الرخ من مرتبات الأمن الوقائي، ويواجه تهمة إطلاق الرصاص على نجل شخص تم اتهامه بقتل والد الرخ في عام 2012، وقد تم احتجازه (الرخ) لدى الأمن الوقائي أكثر من سنة قبل أن ينجح في الهرب خلال العام الماضي.

الرخ كان محتجزًا لدى الأمن الوقائي أكثر من سنة، قبل أن ينجح في الهرب خلال العام الماضي

وشهدت ليلة السبت أيضًا محاصرة الأمن لمنزل شامي الشامي في أحد أحياء مدينة جنين القريبة من المخيم، وهو نائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي المحلول. وقال الشامي، إنه كان في مخيم جنين لمتابعة تطورات الأمور بعد الاقتحام، عندما علم بأن الأمن يُحاصر منزله، مبينًا أن الحصار استمرَّ أكثر من نصف ساعة دون اقتحام المنزل، ودون أي مبرر خاصة أنه ليس "مطلوبًا" للسلطات.

وبيَّن الشامي لـ الترا فلسطين، أن الرخ كان محتجزًا لدى الأمن الوقائي لأكثر من سنة ولكن لم يكن موجودًا في سجن مغلق، وقد سُمح له بالخروج في بعض الأوقات ثم العودة إلى الجهاز، لكنه في المرة الأخيرة خرج ولم يعد، فأصبح "مطلوبًا".

وحصل الترا فلسطين على نسخة من قرار للمحكمة العسكرية في جنين صدر بتاريخ 1 كانون أول/ديسمبر 2020، أدين فيه الرخ بتهمة "الشروع في القتل"، وتم الحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، مع تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

أدين الرخ بتهمة "الشروع في القتل"، وتم الحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص، مع تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة

وأشار الشامي إلى أن المتهمين بقتل والد الرخ (عقيد في الوقائي) محتجزان في سجن أريحا منذ عام 2012، ولم يصدر بحقهما حكمٌ حتى الآن، في حين صدر الحكم ضد الرخ في تهمة إطلاق الرصاص على نجل أحد المتهمين بالقتل، "رغم أن الرخ لم يعترف بالتهمة الموجهة إليه" وفق الشامي.

واعتبر، أن الاقتحام هو "محاولة من قادة الأمن الجدد في محافظة جنين لفرض أنفسهم بعد فشل القادة السابقين، لكن أجوا يكحلوها قلعوا عينها" وفق قوله.

من جانبها، قالت سهير الرخ (عمة سامي) بأن عناصر الأمن حطموا الباب الرئيسي للبيت واقتحموه، حيث كانت هي ومعها أطفالٌ من العائلة في المنزل، مبينة أن عناصر الأمن "تعاملوا معهم بقسوة، وظهر أنهم جاهزون لإطلاق الرصاص على أي أحد".

وأضافت، أنها أبلغت العناصر بأن سامي ليس في المنزل، لكنهم أصروا على تفتيشه، وخلال ذلك تم تحطيم محتويات البيت بذريعة البحث عنه.

محافظ جنين أكرم الرجوب في اتصالنا معه رفض التعليق على أحداث المخيم بشكل قاطع

تواصلنا مع محافظ جنين أكرم الرجوب لكنه رفض التعليق على أحداث المخيم بشكل قاطع. بينما لم نتلقَّ أي رد على اتصالاتنا الهاتفية بالناطق الرسمي للأجهزة الأمنية طلال دويكات.

وكان الرئيس محمود عباس أصدر قرارًا بنقل قادة الأمن في محافظة جنين من مناصبهم، وهم: مدير جهاز المخابرات العامة العميد محمد عبد ربه، وقائد منطقة جنين في جهاز الأمن الوطني العقيد ركن باسم رشيد، ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية العقيد طالب صلاحات، وكذلك مدير الأمن الوقائي العميد مجاهد علاونة.

وجاء قرار الرئيس بعد ظهور عدد كبير من المسلحين ورفع رايات حركة حماس بكثافة في تشييع وصفي قبها (وزير الأسرى الأسبق)، وهو الأمر الذي اعتبره نائب محافظ جنين كمال أبو الرب "مؤشرًا خطيرًا" وفق قوله في حديث لراديو علم.


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | الموازنة العامة: الأمن يأخذ نصيب الأسد

حقوقيون وسياسيون: تخبط ولا مركزية في سلوك الأمن تجاه الاحتجاجات