12-فبراير-2020

كعك القدس - تصوير فادي عميرة

لدى سؤالنا ناصر أبو سنينة عن موقع مخبز باب حطة في البلدة القديمة بالقدس، أجاب بكل فخر: "مين ما أكل كعك من عندي؟".

مخبز باب حطة أحد أشهر مخابز القدس العتيقة في صناعة كعك القدس الشهير، ويزيد عمره عن مئة عام

يعتبر مخبز باب حطة أحد أشهر مخابز القدس العتيقة في صناعة كعك القدس الشهير، ويزيد عمره عن المئة عام. مؤخرًا، هددته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإغلاق، بذريعة عدم وجود رخصة صادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، رغم أن الحقيقة غير ذلك تمامًا.

في أحد أزقة حارة باب حطة، يسابق ناصر أبو سنينة الزمن حتى يحقق الشروط التي فرضتها عليه سلطات الاحتلال قبل انتهاء المهلة البالغة ستة أيام، أو إغلاق المخبز.

يقول أبو اسنينة لـ الترا فلسطين، إن سبب الملاحقة الحقيقي من قبل الاحتلال هو توزيع الكعك مجانًا على المصلين عقب انتهاء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، خلال جمعة الفجر العظيم.

يُبين أبو اسنينة، أن الناس منذ بداية حملة الفجر العظيم دأبت تشجع المصلين على القدوم للأقصى، فمنهم من يوزع السحلب، ومنهم من يوزع الفلافل أوالشوكو والشاي والقهوة، وحتى الكعك.

"في يوم من الأيام حضر إلي أحد الأشخاص وطلب مني تحضير كمية من الكعك لتوزيعها على المصلين، مع فلافل وبيض، على حسابه في سبيل الله" هكذا قال أبو اسنينة، نافيًا أن يكون هو من وزع الكعك.

لكن الضابط المسؤول عن البلدة القديمة في شرطة الاحتلال حضر إلى المخبز وشاهد توزيع الكعك، فسأل: "لماذا توزع الكعك؟"، فأجبت: "أنا لم أوزع أي كعكة، وإنما حضر شخص واشترى الكعك لتوزيعه".

فرضت سلطات الاحتلال من مخبز باب حطة فتح غرف لغيار العمال والطحين والسمسم وبابًا خاصًا لإدخال البضاعة رغم أن كل المساحة 80 متر

يتابع أنه بعد يومين، وتحديدًا في يوم الإثنين، حضر إلى المخبز العاملون في الضريبة والبلدية والصحة وضباط من الشرطة، وطلبوا رخصة للمحل، لكنه أجابهم باستغراب أن المخبزعمره يتجاوز 100 عام، ورثه عن والده الذي ورثه عن جده، ومن أين له برخصة؟.

أكد أبو اسنينة، أنهم بحثوا عن أي منفذ لإغلاق المخبز، فلم يستطيعوا التنفيذ بسبب توزيع الكعك، لذا طلبوا شروطًا تعجيزية وإلا سيتم تنفيذ الإغلاق.

وأضاف، "طلبوا مني شروطًا تعجيزية يجب أن تتوفر داخل المخبز، من هذه الشروط غرفة لغيار العمال، وغرفة للطحين، وغرفة للسمسم، وباب خاص لإدخال البضاعة منفصل عن باب الزبائن، علمًا بأن مساحة المخبز كلها لا تزيد عن 80 متر".

وأشار أبو اسنينة إلى أنه كلّف محامٍ ولديه مهندسين لحل القضية، مؤكدًا، "أنا جكر فيهم سوف أحقق هذه الشروط ولن أغلق المخبز".