13-مارس-2022

تتنافس 234 قائمة على مقاعد 50 هيئة محلية في المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، المقرر أن يكون الاقتراع فيها يوم السبت 26 آذار/مارس الجاري.

ترشح للمرحلة الثانية 2306 مرشحًا موزعين على 632 مقعدًا، للمنافسة على مقاعد 50 هيئة محلية

ووفق لجنة الانتخابات المركزية، فقد ترشح للمرحلة الثانية 2306 مرشحًا موزعين على 632 مقعدًا، للمنافسة على مقاعد 50 هيئة محلية، مصنفة (أ) و(ب) وبعض المجالس القروية المصنفة (ج).

وكان من المقرر أن تجري المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية في 102 هيئة محلية، لكن 23 هيئة محلية منها لن تجري فيها الانتخابات، بعدما ترشحت في كل منها قائمة واحدة فقط، وسيُعلن عن فوزها بالتزكية بجميع مقاعد المجلس في يوم إعلان النتائج. وبلغ عدد المرشحين فيها 225 يمثلون عدد المقاعد في هيئاتهم.

كما لن تجري الانتخابات في 28 هيئة بسبب عدم ترشح أي قائمة فيها. كما لم تجري الانتخابات في هيئة واحدة بسبب ترشح قائمة واحدة غير مكتملة فيها. ويرجع القرار بشأن مجالس هذه الهيئات إلى مجلس الوزراء.

وبحسب ما رصد "الترا فلسطين"، فإن 81 قائمة ترشحت للانتخابات المحلية بصفة حزبية، غالبيتها قوائم كتلة "البناء والتحرير" المحسوبة على حركة فتح، بالإضافة إلى بعض القوائم المحسوبة على فصائل اليسار، أو التي شكلت وفق ائتلاف حزبي. في المقابل هناك  177 قائمة تقدمت بصفة مستقلة، بالرغم من أنها ضمت شخصيات خلفيتهم تنظيمية.

وبالرغم من قرار حركة حماس مقاطعة الانتخابات المحلية، ومطالبتها بعقد انتخابات شاملة تشمل الرئاسية والتشريعية، والمجلس الوطني، إلا أن بعض كوادر الحركة يشاركون في هذه المرحلة من الانتخابات المحلية عبر قوائم "مستقلة"، أو في قوائم شكلت تحالفًا بينهم وبين شخصيات محسوبة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

بعض كوادر حماس يشاركون في هذه المرحلة من الانتخابات عبر قوائم "مستقلة"، أو في قوائم شكلت تحالفًا بينهم وبين شخصيات محسوبة على الجبهة الشعبية

وقال الخبير في الانتخابات طالب عوض، إن التصويت في انتخابات البلديات الكبيرة سوف يكون مختلطاً، جزءٌ منه سيكون وفق طابع سياسي، وجزءٌ منه سوف يكون عائليًا، وهناك هيئات سيكون التصويت فيها مختلطًا بين عائلي وفصائلي، "لأن الكثير من القوائم المصنفة مستقلة فيها طابع حزبي، وكذلك القوائم الحزبية أخذت البعد العشائري والمناطق في تشكيلها، وبالتالي لن يكون هناك فصل كامل في التصويت بين حزبي وعشائري" وفق رأيه.

وأضاف عوض لـ الترا فلسطين، أنه في ظل غياب الانتخابات العامة فإن هذه الانتخابات تأخذ زخمًا كبيرًا، "لأن العديد من الجهات وجدت فرصة لها أن تشارك ويكون لها تمثيل من بوابة الانتخابات المحلية". واستدرك بأن "الانتخابات المحلية ليست بديلة عن الانتخابات العامة، رغم أنها حق من حقوق المواطن".

من جانبه، قال المحلل السياسي والباحث في "ائتلاف أمان" جهاد حرب، إنه وفق القوائم المرشحة، فإن قوائم المستقلين سواء التابعة للعائلات أو المجموعات المختلفة، فيها عناصر لبعض التنظيمات دون أن يكون لها الطابع الحزبي علنًا.

ورأى حرب، أن القوائم الانتخابية المعلنة لا تمثل الصراع السياسي الفصائلي في الساحة الفلسطينية على المجالس المحلية، "بمعنى أنه حتى الآن لا يطفو الطابع السياسي على الانتخابات المحلية في المدن الرئيسية في الضفة الغربية، على عكس الانتخابات التي جرت في عامي 2004 و2005 التي كان لها طابع سياسي أكبر" بحسب رأيه.

وأكد، أن غياب الانتخابات التشريعية أعطى الانتخابات المحلية والنقابية طابعًا سياسيًا، أو محاولة لإظهار الجانب السياسي والفصائلي على هذه الانتخابات. لكنه رأى أن هذه الانتخابات لا تقيس حجم الفصائل، "لأنه لا يوجد فيها منافسة سياسية حقيقة على سبيل المثال بين فتح وحماس، فلا يوجد مثلاً قائمة لحركة حماس في نابلس ولا حتى لحركة فتح بالرغم أنها من أكبر البلديات".

وردًا على سؤالنا بوجود قوائم مدعومة من فتح وأخرى من حماس، أجاب حرب بأن حركة فتح تركت مساحة لكوادرها للترشح في الانتخابات المحلية تحت بند مستقلين دون أن تغضب الكادر الداخلي لحركة فتح، من أجل تخفيف حدة التوترات الداخلية في ظل غياب منافس حقيقي في الانتخابات من الفصائل، وأن يكون لديها قوائم متعددة، ما يتيح إجراء تحالفات فيما بينها بعد الانتخابات في تشكيلة المجلس.

حرب: كوادر حماس المشاركين في قوائم مستقلة، لا يترشحون كأفراد وإنما بمهام حزبية

أما كوادر حماس المشاركين في قوائم مستقلة، فيرى حرب أنهم لا يترشحون كأفراد وإنما بمهام حزبية، فعلى الرغم من عدم تسجيل أي قائمة حزبية للحركة، "إلا أن هؤلاء الكوادر -على الأغلب- مكلفون بالترشح، لجس النبض في مسألة العلاقة مع السلطة الفلسطينية، وفي حال حازوا على مقاعد، فإنهم يحققون بذلك تواجدًا يمنحهم متنفسًا للعمل تحت غطاء المجالس المحلية" حسب قوله.

وأكد حرب، أن نظام الانتخابات لا يتيح الفوز الساحق لأي من القوائم، فمن الممكن أن يكون هناك أعضاءٌ من حماس في المجالس البلدية، لكن لن يكون هذا النجاح لدرجة هيمنتهم على المجلس المحلي.

وأضاف، أن المجالس الكبيرة في المدن "قوية وليست بحاجة للسلطة"، ولديها قدراتٌ ذاتية على تنفيذ المشاريع، إضافة لتعاونها مع بلديات واتحاداتٍ في الخارج.

واشار حرب أنه في انتخابات عام 2004 فازت حماس -على سبيل المثال- بشكل ساحق في بلدية قلقيلية، ولكن لم يقدم لها أي ممول أو دول الاتحاد الأوروبي أي مساعدات لأنهم لا يستطيعون تقديم تمويل مجلس محلي رئيسه وبنيته كلها من حركة حماس. أما الآن، يواصل حرب، "فعندما تكون حماس ضمن عدد ما وغير مقرر لا يكون عند الممولين مشكلة في التمويل، بما أنهم فازوا في الانتخابات".


اقرأ/ي أيضًا: 

نحو منظّمة تحرير ثالثة

إسرائيل تدير نظام أبرتهايد.. السلطة إحدى مؤسساته