12-نوفمبر-2015

أدرك القائمون على المؤسسات أهمية التدريب المهني مبكرًا في غزة(سعيد الخطيب/أ.ف.ب)

في العام الماضي، استضاف قطاع غزة، الخبير الإيطالي الدولي في مجال التدريب المهني "أنتونيوس فارلا"، قام "فارلا" بتدريب مائة مدرب ومدرس متخصص في مجال التعليم المهني والتقني، بهدف تحسين قدراتهم في التدريب المهني بالمدارس والكليات المهنية ومراكز التدريب العاملين فيها.

أدرك القائمون على المؤسسات في غزة أهمية التعليم والتدريب المهني مبكرًا وافتتح أول مركز عام 1964

أتت هذه الخطوة، في إطار حرص مؤسسات قطاع غزة على تطوير التعليم والتدريب المهني، إذ أدرك القائمون على المؤسسات أهمية التدريب المهني مبكرًا، وقد افتتح أول مركز تدريب مهني في قطاع غزة عام 1964 وهو مركز "الإمام الشافعي"، واليوم أصبح هناك العديد من مراكز التدريب التابعة لوزارة التربية والتعليم ووزارة العمل ووزارة الشئون الاجتماعية، ووكالة الغوث لتشغيل اللاجئين، إضافة إلى الكليات المتوسطة التي زاد عددها في السنوات الأخيرة.

حراك في التدريب المهني

"البوابة الأوسع لاقتصاد حقيقي لقطاع غزة"، هكذا وصف مدير عام الكليات والتعليم التقني والمهني بوزارة التربية والتعليم كمال أبو معيلق "التعليم المهني"، فهذا القطاع الذي يعاني نتيجة ظروف الحصار على غزة منذ ثمانية سنوات وبسبب قلة الموارد الطبيعة يوفر الصناع المهرة الذين يقوم عليهم الاقتصاد في القطاع.

وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بمدارسها الثانوية المهنية (الصناعية، الزراعية) تدرك أهمية التعليم المهني والحاجة إلى خبرات متطورة متجددة متصلة مع أحداث التكنولوجيا العالمية، لذلك يشير أبو معيلق أنهم "يعملون جاهدين من أجل مواجهة العقبات التي تواجه التعليم المهني، من حصار، وحاجة مستمرة إلى مصاريف"، معتبرًا أن "المساعدات التي تقدمها المشاريع الدولية، تقلل الفجوة بين ما هو موجود وما هو مطلوب".

ويقول أبو معيلق لـ"الترا صوت": أن "نظرة المجتمع الفلسطيني للتعليم المهني بأنه مخصص لنوعية معينة من الطلاب، بدأت تتلاشى خاصة وأن المواد العلمية التي يدرسها الطالب بجانب التدريبات المهنية لا تقل كثيرًا عن أي دارس للثانوية العامة".

التعليم المهني.. فرص وتعويض

تعثر الشاب أمجد، ذو الواحد وعشرين عامًا، في الثانوية العامة لعامين متتالين، وكان يستعد للإعادة للمرة الثالثة، قبل أن يستجيب لنصيحة صديقه بالالتحاق بمركز تدريب مهني يُسمى "الإمام الشافعي" بغزة، وقد اختار أمجد تعلم "صناعة الألومنيوم". يقول أمجد لـ"ألترا صوت": "كنت مخطئًا عندما أضعت سنوات من عمري في الدراسة وأنا أعلم أن قدرتي أكثر في المجال الحرفي". انتهى أمجد من دراسته العام الماضي، واليوم يعمل في ورشة لصناعة أثاث ألومنيوم وهي مهنة تطلبها سوق الشغل في فلسطين، ويعقب أمجد : "أطمح في المستقبل القريب لافتتاح مشروعي الخاص".

أيضًا، توجهت الخريجة الجامعية أسماء، خمسة وعشرين عامًا، إلى كلية دير البلح التقنية، وسط قطاع غزة، من أجل دراسة "تصميم الأزياء"، وتروي لـ"ألترا صوت" حكايتها، فتقول إنها "انتهت قبل ثلاثة أعوام من دراسة بكالوريوس الخدمة الاجتماعية"، وبسبب عدم وجود فرصة عمل في مجال تخصصها، فكرت الفتاة في خطوة جريئة، وهي البدء من جديد في تخصص مهني، وساعدها على ذلك حبها للأزياء. تقول أسماء: "لم أرغب في إضاعة المزيد من عمري في انتظار فرصة عمل في مؤسسة ما، قريبًا سأتمكن من الانتهاء من دراسة الأزياء وافتتاح مشروعي الذي وجدت نفسي فيه".

التعليم المهني.. تحديات

يوفر قطاع التعليم المهني الصناع المهرة الذين يقوم عليهم الاقتصاد في قطاع غزة

يتبع لوزارة العمل الفلسطينية خمسة مراكز تدريب مهني، وحسب مدير عام التدريب المهني في وزارة العمل محمد أبو حية فـ"دبلوم التدريب المهني التابع مدته عام واحد بفصلين دراسيين وهو مجاني، بحيث يدرس الطالب ما نسبته سبعون في المائة كجانب عملي وتطبيقي ، بينما يحتل الجانب النظري ما نسبته ثلاثون في المائة فقط".

ويضيف أبو حية لـ"ألترا صوت": "نعمل على تطوير المناهج والمعدات في التدريب المهني، وفي العامين الأخيرين شهد التدريب المهني حراكًا بفعل تمويل مشاريعه من قبل المؤسسات الدولية لمواجهة البطالة، وتهيئة القطاع لحالة الإعمار بعد العدوان الأخير على غزة، فمؤخرًا وبالشراكة مع الإغاثة الإسلامية تمكنا من افتتاح مركز التميز برفح لقطاع الإنشاءات".

ويشير أبو حية إلى أنهم "حريصون في الفترة الأخيرة على دراسة السوق الفلسطينية لمعرفة احتياجاتها من المهن، وهذا ما دفعهم لإلغاء بعض التخصصات كصيانة الأجهزة المكتبية والحياكة للرجال، بسبب تشبع السوق منها"، ويأسف أبو حية لأن وزارة العمل تعاني من عدة مشاكل خاصة بالتدريب المهني، إذ أثر الحصار بشكل كبير على استمرار المشاريع التمويلية للتدريب المهني، ويوضح: "بعض الخامات لم تعد موجودة بسبب الحصار، وهناك خامات تضاعفت أسعارها". ويتابع: "من معوقات التدريب المهني الحكومي أيضًا، العجز عن توفير الأدوات والمواد الخام، فطلاب "السمكرة" على سبيل المثال يحتاجون إلى وجود سيارة كي يطبقون عمليًا ما يتعلمونه".

اقرأ/ي أيضًا:

الدروس الخصوصية.. هوس طلاب الثانوية العامة في غزة

غزة.. عودة إلى المدارس المقصوفة