"سقوط وصعود التنظيم اليهودي"، سلسلة أفلام وثائقية من إخراج شاي غال، تُعرض في "سينما تك تل أبيب"، بمناسبة مرور 30 عامًا على اعتقال عناصر التنظيم الذي نفذ عمليات إرهابية أدت لاستشهاد فلسطينيين.
إصرار المخرج على أن تسبق كلمةُ سقوط، كلمةَ صعود، في عنوان سلسلته الوثائقية، يبدو منطقيًا بعد مشاهدة شخصيات القصة وهي تتحدث. فالإرهابيون وصلوا الآن إلى قمة تأثيرهم ودعواتهم التي كانت معزولة قبل 30 عامًا، حتى صارت محل تبنى التيار المركزي في إسرائيل، تحديدًا فيما يتعلق بالمسجد الأقصى.
حاخامات حرضوا على تنفيذ عمليات ضد رؤساء بلديات فلسطينية، لكنهم لم يخضعوا حتى للتحقيق
أجرى المخرج مقابلاتٍ مع شخصيات القصة بدءًا من الإرهابيين، وقادة جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، ودوريت بينش - النائب العام الإسرائيلي آنذاك - لكنه تجاهل إجراء أي مقابلة مع الضحايا الفلسطينيين الذين أُصيبوا جراء العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم، أو ذوى الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا في مجزرة جامعة الخليل.
الإرهابي يهودا عيتسوني، يؤكد خلال شهادته أنه نادم فقط على التسبب بفقدان خبير متفجرات من قوات "حرس الحدود" عينه؛ بعد انفجار عبوة زرعها لاغتيال رئيس بلدية في إحدى المدن الفلسطينية عام 1980، فيما نجح التنظيم بتفجير سيارة رئيس بلدية نابلس، مما أدى لبتر قدمه، وكذلك ورئيس بلدية رام الله الذي لاقى الـمصير ذاته.
أما كارمي غيلون، رئيس "الشاباك" الأسبق، الذي ترأس في تلك الفترة "الوحدة اليهودية" في الجهاز، فقد كشف النقاب عن أن مناحيم ليفني، مهندس المتفجرات الضابط بالخدمة الاحتياطية في الجيش - الذي شارك في الهجمات على رؤساء البلديات الفلسطينية - اعترف أن استهداف هؤلاء تم استجابة لأوامر الحاخامات. فيما أكد رافي راهف، رئيس قسم التحقيق في "الشاباك" آنذاك، أنه لم يتم التحقيق بحرية مع الحاخامات؛ استجابة لضغوط سياسية.
إرهابيون يهود نفذوا عمليات أوقعت ضحايا فلسطينيين، يشغلون الآن مناصب رفيعة في "إسرائيل"
يمارس عناصر التنظيم الإرهابي اليهودي الآن، العمل العام، وبعضهم وصل إلى مناصب رفيعة. مثلاً حاغاي سيغال، يشغل الآن منصب رئيس تحرير صحيفة "مكور هريشون". أما زئيف زامبش، الذي شارك في محاولة اغتيال أحمد النتشة، فقد شارك في تأسيس موقع القناة السابعة، ويرأس حاليـًا مؤسسة "آمنا" الاستيطانية، وهو أيضًا أحد قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، وضيف دائم في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو.
رئيس "الشاباك" عامي أيلون، ربط في حديث له مع القناة الثانية، بين التنظيم اليهودي السري، وتنظيم "جباية الثمن" الإرهابي الذي أحرق الفتى محمـد أبو خضير حيًا في القدس، وعائلة دوابشة أثناء نومهم في نابلس.
ولا يزال الإرهابي يهودا عتسيون - الذي خطط لعملية تفجير المسجد الأقصى - يواصل التحريض على هدم المسجد وإقامة الهيكل مكانه. يقول: "في طريقنا لاحتلال جبل الهيكل – المسجد الاقصى- نحن بحاجة لاحتلال قيادة الدولة. أنا أتطلع لإطلاق ثورة، وأنا أصلى من أجل أن تكون الثورة لطيفة قدر الإمكان، ولكن يجب أن أعترف أنه من السذاجة الافتراض أن كل شيء سيكون لطيفـًا".
وفي نهاية سلسلة الأفلام يُطرح تساؤل "من المنتصر"، ويجيب كارمي غيلون بأن التنظيم اليهودي السري هو من انتصر، "لأنهم أكثر إخلاصا لفكرتهم، فالشخص المتدين ليس بمقدوره التنازل عن التعاليم الدينية" وفق قوله.
اقرأ/ي أيضًا:
أثرياء إسرائيل يمولون إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين