19-فبراير-2021

صورة توضيحية - gettyimages

"أفضل الماركات"، "الأصلي"، "تسوق من المنزل"، "نسهل عليك حياتك"، وغيرها من العبارات المؤثرة في المستهلك تملأ صفحات التواصل الاجتماعي، تلفت الأنظار بالتصميمات المبهرة، فيتهافت الناس لحجز الطلبات والشراء. فكيف تغيرت العادات الشرائية للمستهلك الفلسطيني بعد جائحة كورونا؟ وكيف تأثرت التجارة الإلكترونية المحلية بجائجة كورونا؟

التجارة الإلكترونية في الضفة الغربية وقطاع غزة ازدادت بنسبة %40 في العــام 2019 بالمقارنة مــع العــام 2018

برزت التجارة الإلكترونية بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة في فلسطين، وطورت من آلياتها وتقنياتها حتى أصبح هناك شركات فلسطينية ناشئة تعتمد على الإنترنت بصورة أساسية في جميع مراحل العمل. وقد أشار تقريرٌ حديث لشركة IPOKE حول اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي، أن التجارة الإلكترونية في الضفة الغربية وقطاع غزة ازدادت بنسبة %40 في العــام 2019 بالمقارنة مــع العــام 2018، حيث احتلــت غزة المرتبة الأولى من حيث حجم التســوق عبر الإنترنت من المتاجر الإلكترونية المحلية، بينما حلت نابلس في المرتبة الثانية، ورام الله في المرتبة الثالثة، تلتها القدس والخليل وجنــين وطولكــرم وقلقيليــة علــى التوالــي.

اقرأ/ي أيضًا: ملحم يوضح الهدف من إنشاء الشركة الفلسطينية المراسلة

ويتوقع أن تكون قد زادت هذه النسبة في عام 2020، وأن تزيد في الأعوام اللاحقة بشكل مطرد، ويمكن استشراف هذا من المقابلات التي تم القيام بها.

وتتنوع المنتجات المندرجة في طلب المستهلك الفلسطيني عبر الإنترنت، حيث أظهرت نتائج مســح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن حوالي 63% من المستهلكين اشتروا الملابس أو الأحذية أو الملابس الرياضية أو الإكسسوارات، ثم السلع المنزلية مثل الأثاث بنسبة 21.6%، ثم الأجهزة الإلكترونية والبقالة بنسب أقل.

حوالي 63% من المستهلكين اشتروا الملابس أو الأحذية أو الملابس الرياضية أو الإكسسوارات

انتصار القاضي، لم تتعامل مع التجارة الإلكترونية أبدًا قبل الجائحة، لكن مع استمرار التدابير الاحترازية المتخذة من الحكومة بالإغلاق الشامل لجميع مناحي الحياة ما عدا الاحتياجات التموينية والأدوية، اتجهت القاضي للتجارة الإلكترونية لشراء الاحتياجات اللازمة لها ولعائلتها.

اقرأ/ي أيضًا: "خنقٌ وعُزلة".. مختصر تقريرٍ حقوقي لـ 15 عامًا من حصار غزة

في حديثي معها، أوضحت القاضي أنها "أصبحت أكثر قدرة على مقارنة الأسعار لنفس السلعة بين المناطق الفلسطينية، وحصلت على سلع بأسعار أقل مما هو متداول في منطقتي، إلا أنني لا أتخذ قرار الشراء إلا من محلات تجارية لها مكان في السوق واسمها معروف، فالصفحات الالكترونية الحديثة لا أضمن معها التبديل في حال عدم تطابق المواصفات".

تشير القاضي إلى أن معظم الصفحات لا تضع سعر المنتج، كما لا تتوفر سياسة إرجاع سلعة أو تبديل في أغلب الصفحات.

شــهدت فلســطين خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا في شعبية التسوق من خلال الشركات الإلكترونية المحلية، فهناك العشرات من مواقع التسوق الإلكتروني المحلية المنتشرة، ومئات صفحات التواصل الاجتماعي التي تمارس أنشطة التجارة الإلكترونية. ويتوقع أن تزداد أعدادها في عام 2021.

معظم الصفحات لا تضع سعر المنتج، كما لا تتوفر سياسة إرجاع سلعة أو تبديل في أغلب الصفحات

أسماء جمال، خريجة جامعية وجدت في التجارة الإلكترونية ملاذًا لتخفيف أثر تأخر الرواتب وغلاء المعيشة، فأنشأت صفحة لبيع العطور في أوائل العام 2019. تقول: "أحتاج كل يوم إلى ساعتين على الأقل لتنظيم الصفحة وعرض المنتجات والرد على الزبائن، كما هناك جهد في تحضير الطلبات وتنسيقها".

اقرأ/ي أيضًا: كورونا.. انحدارٌ مخيف لإيرادات دمغ الذهب في 2020

تبين أسماء، أن بعض الصفحات تعرض صور المنتجات الأصلية للزبائن، لكنها تبيع البضاعة المقلدة بسعر قليل. في المقابل، ترى أن أهم إيجابيات التجارة الإلكترونية تتمثل في أنها تتيح لها توفير دخل إضافي مع الاحتفاظ بوظيفتها الأساسية.

تمثل صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الشراء سوقًا بحد ذاته يعرض كل ما يخطر على بال المستهلك. ورغم التدهور في مبيعات التجارة التقليدية نتيجة إجراءات الإغلاق لاحتواء انتشار فايروس كورونا، إلا أن سوق التجارة الإلكترونية شهد انتعاشًا في مستوى الطلب على السلع، وحتى الآن لا يوجد أرقام من مصادر رسمية في فلسطين عن حجم ازدهار التجارة الإلكترونية خلال فترة الحظر.

أدت زيادة المبيعات إلى زيادة الأرباح والثقة في صفحات البيع الإلكتروني، مما جعل عملية تحول كثير من الشركات الفلسطينية للتعامل الإلكتروني ضرورة حتمية من أجل عرض منتجاتها والعمل على تسويقها إلكترونيًا. ومما سهل مرحلة التحول الرقمي:

1. سهولة إنشاء الصفحات، وسهولة اكتساب المعرفة الخاصة بإدارة الصفحات، والتسويق الإلكتروني.

2. لا يوجد أي تكاليف مالية لإنشاء الصفحات، مما يجعلها بديلاً عن الإيجارات المرتفعة في السوق التجاري. كما لا يتطلب من التاجر أن يبقى في المحل التجاري، أو يوظف العديد من الموظفين.

3. انخفاض تكلفة الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي.

مما سهل مرحلة التحول الرقمي، التأثير المضاعف للإعلانات عن الأسلوب التقليدي، إمكانية تحديد السوق المستهدف بكل سهولة

4. التأثير المضاعف للإعلانات عن الأسلوب التقليدي، حيث تصل للمستهلك حسب اهتماماته واحتياجاته.

5. إمكانية تحديد السوق المستهدف بكل سهولة، ودون تكاليف إضافية.

6. وجود شبكة توصيل طرود جيدة وسريعة نسبيًا في فلسطين.

7. ميل المستهلكين في السنوات الأخيرة للتسوق الإلكتروني الذي أصبح مع جائحة كورونا أسلوب حياة اعتيادي يلجأ إليه الفلسطينيون بجميع مستويات الدخل.


اقرأ/ي أيضًا: 

تراجع مساهمة الصناعة من الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني

قرار تركي: إعفاء 3 آلاف طن تمور فلسطينية من الجمارك