19-أبريل-2023
مبنىً في القدس المحتلة - getty images

مبنىً في القدس المحتلة - getty images

الترا فلسطين | فريق التحرير 

تُطلق مؤسسة عبد المحسن القطان في 13  أيار/ مايو المقبل معرض "الحداثة الآنية: عن فبركة "إسرائيل" معماريا"، بالتزامن مع مرور 75 عامًا على النكبة الفلسطينية، ليسلط الضوء على الجانب التخطيطي المعماري لقيام دولة الاحتلال، وكيف وظّف المشروع الصهيوني كافة الأدوات والمعارف الممكنة لخدمته وخدمة مشروعه الاستعماري.

يسلّط المعرض الضوء على الجانب التخطيطي المعماري لقيام دولة الاحتلال، وكيف ساهمت المدرسة الحداثية في العمارة في تشكيل بيئة فكرية ملائمة لاختلاق الدولة الاستعمارية الغريبة 

ووفق بيان مؤسسة القطان الذي وصل "الترا فلسطين" نسخة عنه، فإن 47 فنانًا وأكاديميًا وكاتبًا ومخرجًا سيستخدمون ذخيرة من الصور الأرشيفية، لينتجوا أعمالًا تحاول طرح قصص وسرديات جديدة تعكس الواقع الاستعماري بفظاظته وتوحشه، وتمكّن من تشكيل فهم تاريخي للواقع الحالي من تفشٍّ استيطاني، وتهجير مستمر، من خلال المعرض كوسيط.

"بوستر" الدعوة للمعرض

ويركّز المعرض على تواطؤ العمارة والتخطيط الحضري مع القانون والقوة العسكرية لإنشاء دولة من العدم على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية، وكيف ساهمت المدرسة الحداثية في العمارة في تشكيل بيئة فكرية ملائمة لاختلاق دولة غريبة تمامًا عن الإرث الثقافي والمشهد الطبيعي في فلسطين، إلى جانب تطبيع العنف المعماري وممارسات الاحتلال من محو وهدم وتهجير، بحيث تم استخدام الفلسطينيين ومدنهم وقراهم كمجرد مساحات فارغة يمكن استبدالها وتطويرها بما يتناسب مع مشروع الدولة الصهيونية، ومعالجتها كمجرد عوائق تعيق تنفيذه.

يركّز المعرض على تواطؤ العمارة والتخطيط الحضري مع القانون والقوة العسكرية لإنشاء دولة من العدم على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية 

ويشير المعرض، أيضًا، إلى استغلال المشروع الاستيطاني للحداثة المعمارية كلغة عمارة عالمية أتاحت لـ "إسرائيل" إمكانية التنفيذ السريع والفوري لمشروعها الاستعماري، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المستوطنين المهاجرين، وترسيخ الوجود الاستعماري على الأرض الفلسطينية، وإنشاء المدن والتجمعات السكنية الاستيطانية الجديدة بأسرع وقت وأقل تكلفة.
 
كما يستكشف المعرض جزءًا من تاريخ التخطيط الحضري للمشروع الاستعماري الاستيطاني منذ بداياته وتطويعه للحكاية التوراتية، وكيف ساهمت الحداثة في اختلاق هوية "الأرض الجديدة" كدولة "حديثة ومتطورة ونموذجية"، تشبه المدن الأوروبية، وكيف دأب الاستيطان على خلق خريطة بيئية سياسية مغايرة لفلسطين، وإعادة بناء الفضاء وتشكيل تضاريس جديدة.
 
وتقول مؤسسة عبد المحسن القطان إن هذا العرض يراكم على مساعيها وبرامجها، بتطلعه للمساهمة في تشكيل بنية ثقافية وفنية وتربوية حيوية قادرة على إنتاج وتوليد وإثراء معرفة نقدية وتحررية، تؤسس لمجتمعٍ معرفي، يتبنى الحوار، ويقدر العلم والفن والأدب وينتجها، وذي حضور فعلي وحيوي على أرض فلسطين وفي العالم.  فيما يأتي المعرض كجزء لا يتجزأ من أهداف المؤسسة العامة، وعنصر مؤكد عليها، يعمل على تحقيق بيئة ثقافية حيوية محفّزة للإنتاج المعرفي الفلسطيني الحر.