13-مارس-2022

"من ينتخب غير القائمة رقم 6 يؤثم شرعًا". بهذه الطريقة أراد أمين سر حركة فتح في الخليل عماد خرواط استمالة الناخبين في أكبر الهيئات المحلية بالضفة الغربية، خاصة أن حركة حماس -الخصم السياسي الرئيسي لفتح على الساحة الفلسطينية- تخوض، لأول مرة، الانتخابات البلدية في الخليل، منذ عام 2006، وإن كان تحت مظلة قائمة مستقلة.

يتنافس على 15 مقعدًا من مقاعد مجلس بلدية الخليل 70 مرشحًا، بينهم 50 رجلاً و20 امرأة

يبلغ عدد سكان مدينة الخليل 230.700 ألف نسمة، في حين يبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب حوالي 105 آلاف ناخب.

ويتنافس على انتخابات المجلس البلدي في الخليل المزمع عقدها يوم 26 آذار/مارس الجاري 6 قوائم، قائمتان منها ترشحت بشكل حزبي، وهي القائمة رقم (1) أبناء البلد التي تترشح عن المبادرة الوطنية، والقائمة رقم (6) البناء والتحرير التي تترشح عن حركة فتح. أما القوائم الأربعة المتبقية، فقد ترشحت بصفة مستقلة.

وتشكلت قائمة الوفاء للخليل رقم (4) من شخصيات محسوبة على حركة حماس والجبهة الشعبية، إضافة لشخصيات من فتح توصف بأنها تغرد بعيدًا عن السلطة الفلسطينية. والقوائم الثلاثة المستقلة هي: "صرخة تغيير" ورقمها (2)، وقائمة "خليل الرحمن المستقلة" ورقمها (3)، وقائمة "خليل الرحمن الوطنية" ورقمها (5).

ويتنافس على 15 مقعدًا من مقاعد مجلس بلدية الخليل 70 مرشحًا، بينهم 50 رجلاً و20 امرأة. ولم يتقدم بقائمة كاملة من 15 مرشحًا إلا قائمة "الوفاء للخليل" وقائمة "البناء والتحرير".

يخوض رئيس بلدية الخليل في الدورة الأخيرة (من المقاتلين القدامى لفتح) الانتخابات كرئيس لقائمة "الوفاء للخليل" إلى جانب شخصيات من حماس

في هذه الانتخابات، يخوض رئيس بلدية الخليل في الدورة الأخيرة تيسير أبو سنينة كرئيس لقائمة "الوفاء للخليل"، التي تُعتبر المنافس الأكبر لقائمة حركة فتح. أبو سنينة يعتبر من "المقاتلين القدامى" في حركة فتح، وكان مرشحهم الرسمي في آخر انتخابات عام 2017، إلا أنه اختلف مع تنظيم فتح نتيجة لمواقفه المختلفة عن تيار السلطة، ولعل أهمها موقفه من مقتل المعارض نزار بنات.

قام أبو سنينة بتشكيل قائمته بعدما عرض على حركة حماس والجبهة الشعبية الدخول في تحالف معه. ترأس هو القائمة، وحل الثاني عمر القواسمة من كوادر حماس، والثالث عبد الرحمن بدر من الجبهة الشعبية، علمًا أن نصف مرشحي هذه القائمة من كوادر حماس أو محسوبين عليها.

وتعبر عائلة أبو سنينة التي ينحدر منها تيسير من أكبر عائلات مدينة الخليل، وفيها ما لا يقل عن 12 ألف صوت.

ويوم السبت، حضر الرئيس السابق للمجلس التشريعي (من نواب حماس) عزيز دويك حفل إطلاق الحملة الانتخابية لقائمة الوفاء للخليل، ما يعني دعمًا بشكل أو بآخر من حماس لهذه القائمة.

في المقابل، قائمة "البناء والتحرير"، القائمة الرسمية لحركة فتح في الخليل، مرشحها لرئاسة البلدية سفيان المحتسب، وهو شخصية ذو خلفية أمنية، فقد عمل في جهاز المخابرات العامة.

ويحتل المحتسب الترتيب السابع في القائمة، في حين أن المرشح ليكون نائبه؛ يوسف الجعبري جاء في الرقم السادس للقائمة، وقد وضعتهم فتح في هذا الترتيب كي تدفعهم للتعب وبذل أقصى مجهود لتحقيق الفوز.

لعل وجود شخصية في وجه قائمة فتح بخلفية أمنية وفي ظل ما تعيشه الخليل من حالة فلتان أمني جعل من هذه نقطة ضعف في قائمتها

ولعل وجود شخصية في وجه قائمة فتح بخلفية أمنية وفي ظل ما تعيشه الخليل من حالة فلتان أمني وعدم مقدرة الأمن على السيطرة على صراع عائلتي الجعبري والعويوي، جعل من هذه نقطة ضعف في قائمتها.

إلى جانب القائمتين، تخوض المبادرة الوطنية الفلسطينية الانتخابات بقائمة تحمل رقم (1) وهي قائمة "أبناء البلد"، ويترأسها عزام فلاح.

أما القائمة رقم (2) في الخليل فهي قائمة "صرخة تغيير"، وهي قائمة تم تشكيلها من كفاءات مهنية ونشطاء ضد الاستيطان، برئاسة فراس قواسمة ويليه في الترتيب عيسى عمرو. والقائمة "تسعى لإعلاء صوت مختلف، في وجه الفساد" بحسب ما أعلنت. وأثارت القائمة الجدل من خلال بوستر حملتها الانتخابية، عندما أظهرت صور النساء المشاركات في القائمة، وأخفت صور الرجال، على غير ما حدث في حالات سابقة على مدار سنوات عندما تم إخفاء صور نساء في قوائم انتخابية.

القائمة التي حملت الرقم (3) هي قائمة "خليل الرحمن المستقلة"، وهي برئاسة عبد أبو سنينة، تليه سوزان عويوي، وهما أعضاء سابقين في المجلس البلدي، وقد نالوا دعمًا غير رسمي من حركة حماس أوصلهم للمجلس في انتخابات العام 2017.

أما القائمة رقم (5) فهي قائمة "خليل الرحمن الوطنية"، وقد تشكلت بالأساس من مجلس عائلة النتشة ويترأسها يحيى النتشة، وفيها شخصيات من عائلات أخرى في الخليل. وتهدف عائلة النتشة عبر هذه القائمة إلى أن تكون بيضة القبان بين قائمتي "الوفاء للخليل" و"البناء والتحرير".

اللافت في انتخابات الخليل أن كل قائمة حاولت أن تحظى بمرشح من عائلات الخليل، فقد توجه كل فصيل للعائلات وأخذ منها مرشحًا محسوبًا عليها

واللافت في انتخابات الخليل أن كل قائمة حاولت أن تحظى بمرشح من عائلات الخليل، فقد توجه كل فصيل للعائلات وأخذ منها مرشحًا محسوبًا عليها، بما يراعي البعد التنظيمي مع البعد العشائري.

وبالنظر إلى تشكيلة هذه القوائم الستة، فإن ما ستحظى به قائمتا "صرخة تغيير" و"خليل الرحمن المستقلة" من أصوات قد يكون على حساب قائمة "الوفاء للخليل".


اقرأ/ي أيضًا: 

الانتخابات المحلية في مرحلتها الثانية: هل يغلب التصويت السياسي على العائلي؟

فيديو | رياضيّ مصري يذكّر العالم بفلسطين