26-يوليو-2015

طفل غزيّ في محل لبيع الأفلام (أ.ف.ب)

لطالما افتقر قطاع غزّة إلى وجود دور عرض سينمائيّة، على الرغم من امتلاكه عدداً غير بسيط من المخرجين الفلسطينيّين الموهوبين. إذ باتت دور العرض والصّالات تُشكّل حلماً للمخرجين والشباب، بل وكبار السن ممّن عاصروا آخر وجود لها في غزّة قبل نحو 28 عاماً.

وجود دور عرض سينمائية خفّف من معاناة الغزيين

إزاء الحلم بالسينما، يقول المُسن ماهر عطية، إن ذاكرته "لا تزال تعجّ ببعض مشاهد الأفلام المصريّة التي كان قد شاهدها خلال عروض داخل سينما النصر وسط مدينة غزّة منذ 28 عام"، قبل أن تتوقّف عن فتح أبوابها عام 1987 بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى، وعدم استقرار الأوضاع الأمنيّة في قطاع غزّة. ويضيف عطية لـ"ألترا صوت": "كنا نستمتع كثيراً حين نذهب لمشاهدة أي من الأفلام وعندما أحدّث أولادي فإنهم يصابون بالدهشة كونهم حرموا من معاصرة هذه التجربة".

وعند هذه النقطة، يعقب الشّاب طارق غريب، "أشعر بالحسرة حين أرى ذلك المبنى واللافتة العريضة التي تشير إلى "سينما السامر". وبينما تتصارع دول العالم على إنتاج وإخراج الأفلام، بل وبلوغ دور العرض السينمائي أقصاها من المشاهدين، لا تشتمل غزة ولا حتى صالة عرض واحدة. ويضيف غريب "بعيداً عن البؤس المحيط بنا في غزّة فضرورة وجود دور عرض للسينما مهمّة جداً، خاصّة وأنّ معظمنا يعتبرها حاجة وليس رغبة" مؤكّداً على أنّها ستلعب دور مهم في التخفيف من معاناة الغزيين، وتقلّل من البؤس والاكتئاب المسيطر عليهم، لا سيّما وأنّ القطاع يعتبر منطقة ساخنة وساحة لحروب أنهكت نفسيّات شبابه.

وعرفت فلسطين العروض السينمائيّة منذ بداية القرن الماضي، وكانت أول دار عرض سينمائي ظهرت في فلسطين هي "أوراكل"، وذلك في مدينة القدس عام 1908. وفي عهد الانتداب البريطاني، شهدت فلسطين زيادة ملحوظة في ظهور دور العرض السينمائي، بالتزامن مع صدور القانون الخاصّ بالأشرطة السينمائيّة عام 1927.

وفي الثلاثينيّات، انتشرت في المدن الفلسطينية الرئيسة مجموعة من صالات السينما المجهزة التي كانت تعرض الأفلام التجارية المصرية بشكل خاص على الجمهور، حيث عرضت أفلاماً عربية وأجنبية، ناطقة وصامتة.

وبحسب المخرج الفلسطيني، خليل المزيّن، فإن تاريخ "إنشاء أوّل سينما في القطاع يعود إلى عام 1944 تبعها افتتاح حوالي 10 صالات أخرى، من بينها صالات الجلاء وعامر والسّلام".

وفي عام 1994، عقب إنشاء السلطة الفلسطينية، بعد توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقيات أوسلو، تمت إعادة افتتاح لبعض دور السينما في غزة، ومن بينها سينما "السامر" و"النصر"، غير أن جهات مجهولة قامت في عام 1996، بإحراق آخر ما تبقى من دور للسينما في غزة.