13-فبراير-2022

حيّ الشيخ جراح في القدس، اليوم (AHMAD GHARABLI/Getty)

الترا فلسطين | فريق التحرير

مجددًا عاد حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة إلى واجهة الأحداث في فلسطين، وسط تحذيرات فلسطينية وإسرائيلية من تفجّر الأوضاع، واندلاع موجة تصعيد جديدة.

 "إسرائيل" بعثت برسالة لحركة حماس في غزة مفادها أنّ أيّ تصعيد على خلفية الأحداث في القدس سيقود إلى عملية "حارس الأسوار 2" 

ومساء السبت، أصيب مستوطنان إسرائيليّان دهسًا، ورشقًا بالحجارة، في الحيّ الذي كان الشرارة التي أدّت في أيار/ مايو الماضي لتفجّر الأحداث، وصولًا لمواجهة عسكرية بين الاحتلال وقطاع غزة، استمرّت 11 يومًا.

وأصيب مستوطن بجروح طفيفة بعد أن دهسه فلسطينيّ في حي الشيخ جراح، بعد أن رشّ الأوّل الثاني بغاز الفلفل. واليوم مددت محكمة إسرائيلية اعتقال الفلسطيني لثلاثة أيام، على خلفيّة الحادثة التي تشتبه شرطة الاحتلال أنها جرت على خلفيّة قومية. 

وكان مستوطن آخر أصيب بجروح في رأسه بعد تعرّضه للرشق بالحجارة، إثر مواجهات اندلعت في الحيّ الذي يتهدد التهجير عائلاته الفلسطينية، بعد تجمهر للمستوطنين في المكان، ما أدى لاندلاع مواجهات نتج عنها إصابات، واعتقالات كان آخرها مساء الأحد. 

 

 

 

 

وتأتي هذه التطوّرات بعد أن أعلن المتطرّف، وعضو الكنيست الإسرائيلي "ايتمار بن غفير" عن حزب "القوة اليهودية" نقل مكتبه إلى الحيّ بهدف "حماية السكان اليهود" من الفلسطينيين.

كان "بن غفير" أعلن نقل مكتبه إلى الحيّ في أيار/ مايو العام الماضي، واضطر لإغلاقه لاحقًا إثر تصاعد الأحداث 

وبالفعل وصل "بن غفير" اليوم، إلى الحيّ، وسبق ذلك تجمهر عشرات المستوطنين أمام منزل عائلة سالم التي تواجه أوامر إسرائيلية بإخلاء منزلها الذي تسكنه منذ 7 عقود، لصالح المستوطنين. 

 

 

بن غفير وسط حي الشيخ جراح - (Mostafa Alkharouf/Getty)

ونصب المستوطنون خيمة في المكان لتكون مكتب "بن غفير"، ونفذوا أعمال استفزاز للفلسطينيين المتواجدين في المكان، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات بالأيدي، ورشق للحجارة والكراسي، كما أظهرت صور ومقاطع فيديو. 

 

 

وحتى الساعة 9:40 من مساء يوم الأحد، أفادت مصادر إسرائيلية بأن شرطة الاحتلال اعتقلت 12 شخصًا خلال الساعات الماضية على أثر أحداث الشيخ جراح، بتهم رشق حجارة وإطلاق ألعاب نارية. وبين المعتقلين، أب وابنه تم اعتقالهما بزعم محاولة دهس جنود في "حرس الحدود.

 

وتجدد العراك والمشادات بين أهالي حي الشيخ جراح ونواب عرب في الكنيست ومتضامنين من جهة، ومستوطنين وأنصار بن غفير من جهة أخرى.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت -حتى الساعة العاشرة- مع 14 إصابة في حي الشيخ جراح، 5 إصابات منها نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبقيتها تم تقديم العلاج لها ميدانيًا.

وأوضحت، أن 4 إصابات بجروح في الرأس نتجت عن اعتداءات مباشرة، وإصابة خامسة بشظية قنبلة صوت في الرأس، وهناك إصابة سادسة برضوض في الجسم، إضافة إلى 4 إصابات بالرصاص المطاطي، وإصابة بقنبلة صوت لطفل، و3 إصابات بغاز الفلفل.

وأظهر مقطع فيديو عراكًا بالأيدي وملاسنة بين عضو الكنيست أحمد الطيبي ونائب رئيس بلدية الاحتلال أييه كينغ.

كما أظهر مقطع فيديو آخر عراكًا جديدًا بالأيدي والعصي بين أهل الحي والمستوطنين.

واعتبر وزير شؤون القدس فادي الهدمي أن الإجراءات الإسرائيلية في المدينة المقدّسة تهدف إلى "استفزاز الفلسطينيين وتأجيج الوضع في المنطقة وإشعال لهيبها"، مضيفًا أنّ "القيادة الفلسطينية تتابع ملف الشيخ جراح عن كثب ولن تتوانى عن تقديم كل ما هو ممكن". 

أمّا وزارة الخارجية الفلسطينية، فقالت إن العدوان المتواصل على القدس ومقدساتها وسكانها، يعدّ إمعانًا إسرائيليًا رسميًا في عمليات تهويد المدينة وتغيير واقعها. وأضافت أنّ خطوة بن غفير تهدد بإشعال الأوضاع وجرّها إلى مربعات من العنف يصعب السيطرة عليها.

من جهتهما، نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيانين منفصلين بما يجري في حي الشيخ جراح بالقدس. وقالت حماس إنّ هجمات المستوطنين "عدوان سافر ولعب بالنار في القدس التي تشتعل من أجلها كل فلسطين نصرة بكل ما تملك".

وحذرت الحركة "إسرائيل" من الاستمرار في هذا التغوّل، الذي هو "بمثابة عبث في صواعق التفجير التي لن تنفجر إلا في وجهها".

 فصائل فلسطينية بغزة: ما يجري تغوّل، ولعب بالنار، وعبث بصواعق التفجير قد يفجّر الأوضاع 

فيما حذّرت حركة الجهاد الإسلامي، من "تفجّر الأوضاع برمتها بسبب تكرار الاعتداءات في حي الشيخ جراح"، داعية إلى "إعلان الغضب والنفير العام" نصرة للقدس.

وقال ماهر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ ما يجري في القدس هو إجرام وإرهاب منظّم من حكومة المستوطنين، وأضاف أنّ هذا المشهد يفرض علينا أن نكون أمام "مواجهة مفتوحة واشتباك مباشر ودامي مع العدو في كل أرجاء الضفة". 

وانفردت صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية بنشر نبأ يفيد بأن "إسرائيل" بعثت برسالة لحركة حماس في غزة مفادها أنّ أيّ تصعيد على خلفية الأحداث في القدس سيقود إلى عملية "حارس الأسوار 2" في إشارة للعمليّة الإسرائيلية مع قطاع غزة في أيار/ مايو الماضي على خلفية الأحداث في القدس، والتي أطلقت عليها كتائب القسام اسم "سيف القدس". 

 "إسرائيل" تحذّر حماس عبر الوسيط المصري 

وقالت الصحيفة إنّ العنف في شرقيّ القدس يتصاعد، ومنظومة الأمن الإسرائلية تخشى من وقوع عمليات في الضفة الغربية. 

وأضافت أن "إسرائيل" وجّهت رسالتها لحماس نهاية الأسبوع الماضي عندما اتّضح أن الاوضاع في القدس تمضي نحو التصعيد، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أنّ الرسالة وصلت للحركة في غزة عبر الوسيط المصري. 


اقرأ/ي أيضًا:

توقّف رئتي ناصر أبو حميد

مرضى السرطان بغزة في خطر: قيود "إسرائيل" وعدم توفّر العلاج بالضفة