07-أغسطس-2018

يواصل أهالي بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين الاحتجاج منذ فترة مطالبين وزارة الأوقاف بتعيين إمام وخطيب لمسجد "عائشة أم المؤمنين"، بدلاً من قرار المديرية في جنين إغلاق المسجد يوم الجمعة، ومنع المتطوع يحيى الزيود من الخطابة، بعد تطوعه للإمامة منذ بناء المسجد قبل عامين، ثم تطوعه للخطابة في صلاة الجمعة خلال شهر رمضان لعام 2018، بعد أن وقَّع 130 رجلاً من أهالي البلدة على عريضة تُطالب وزارة الاوقاف بتعيين خطيب لصلاة الجمعة ولم يتلقوا أي رد.

تلقى زيود اتصالاً هاتفيًا من الأجهزة الأمنية، تُبلغه فيه بما قالت إنه قرار وزارة الأوقاف منعه من الخطبة والإمامة بالمصلين. يقول زيود إنه أُبلغ بالقرار "رغم أن خطب الجمعة اقتصرت على الحياة الاجتماعية في بلدة السيلة الحارثية، ودون توضيح الأسباب".

مساجد في الضفة دون أئمة، ولا تجد من ينظفها.. التعيينات الجديدة أقل من أعداد المتقاعدين، والنقص يتوسع

ويقع مسجد "عائشة أم المؤمنين" في الحي الغربي من السيلة الحارثية، وهو حي بعيدٌ نسبيًا عن أحياء البلدة الأخرى، وبسبب بُعد المسافة وعدد السكان فيه، فإنه يحتاج إلى خدمات خاصة به ومنها المسجد، كون أقرب مسجد على الحي يبعد مسافة تزيد عن 1 كم، وفق سكان الحي الذين فوجئوا بلوحة عُلقت على باب المسجد تُبلغهم بمنع إقامة صلاة الجمعة بقرار من الوزارة.

اقرأ/ي أيضًا: مساجد الخليل: الجيش والمستوطنون يتولون الإرهاب والتهويد

حتى لحظة نشر هذا التقرير، لا يزال مسجد "عائشة أم المؤمنين" دون إمام وخطيب، لكن ليس هذا حاله وحده، بل إن هناك مشكلة عامة في هذا السياق تُعانيها مساجد الضفة الغربية.

في برقين، إلى الجنوب الغربي من جنين، علِم الترا فلسطين بأن هناك سبعة مساجد، ستة منها تُقام فيها الصلاة والسابع في مرحلة ترميم وإعادة تأهيل، تعاني جميعها نقصًا في الموظفين المشرفين عليها، بعد أن تقاعد ثلاثةُ أئمة، ولم يوظَف من  يشغلُ مكانهم وفقًا لما حدّثنا به رئيس بلدية برقين محمد الصباح.

وقال الصباح إن لهذه المساجد السبعة إمامٌ واحدٌ فقط يتولى الإمامة في أحدها، إضافة لمؤذنين اثنين في مسجدينَ آخرين، الأمر الذي أدى إلى ظهور عدة مشاكل تتعلق بمن سيؤُم بالمصلين، وأخرى بمتابعةِ نظافة المساجد.

هذه المشكلة ليست في شمال الضفة فقط، بل حاضرة بقوة في الجنوب أيضًا، ففي السموع التي تقع جنوب الخليل ويسكنها أكثر من 26 ألف نسمة، يوجد 33 مسجدًا، بينها 16مسجدًا تحت إشراف وزارة الأوقاف، ويعمل فيها ستة أئمة وخمسة مؤذنين فقط، ما أوجد مشكلة كبيرة في نظافة هذه المساجد، وفق ما أفادنا به رئيس البلدية حاتم محاريق.

تتناقض أحاديث المسؤولين في وزارة الأوقاف حول هذا الموضوع، إذ ينفى مدير أوقاف محافظة جنين صلاح جودة وجود أي مسجد في الضفة الغريبة بلا إمام أو مؤذن أو خطيب، مؤكدًا فتح الوزارة لمجال التطوع مقابل مكافأة شهرية في حال نقص عدد الأئمة.

وبخصوص مسجد السيدة "عائشة أم المؤمنين" في السيلة الحارثية، فإن عدم تجاوب الوزارة مع سكان الحي بشأنه  - كما قال جودة - يعود لقلة عدد المصلين فيه، ووجود 10 مساجد أخرى في السيلة، مبينًا أن هدف الوزارة من جهل خطبة يوم الجمعة في مسجد واحد "هو تحقيق هدف الصلاة من التقاء الناس وتوحيدهم في مكان واحد، وهو سبب توقيف المتطوع زيود عن الخطابة في المسجد" حسب قوله.

تناقض في معلومات وزارة الأوقاف حول المساجد، مسؤول ينفي وجود مساجد دون أئمة، وآخر يتحدث عن ألفي مسجد دون أئمة

وأشار جودة إلى توصل الوزارة لاتفاق مع وزارة الحكم المحلي بعدم السماح ببناء المساجد إلا بعد موافقة وزارة الأوقاف عليها، على أن تتولى الوزارة فحص موقع المسجد وعدد السكان في المنطقة للتأكد من ضرورة بنائه أو عدمه.

ورغم أقوال جودة، إلا أن مدير عام المساجد في الوزارة حسن شحادة يؤكد أن هناك ألفي مسجد في الضفة دون موظفين، معللاً ذلك بقلة الاعتمادات المالية لتوظيف أئمة ومؤذنين.

وأوضح شحادة أن معدل تقاعد موظفي المساجد وصل إلى أكثر من 60 موظفًا سنويًا، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه الاعتمادات المالية  40 اعتمادًا، ما يعني أن الأزمة تتوسع لتطال حتى المساجد الخاضعة لإشراف الوزارة ولها أئمة ومؤذنون حاليًا.

وأشار شحادة إلى أن الوزارة غطّت أربعة وظائف شاغرة فقط من أصل 140 شاغرًا وظيفيًا في مدينة جنين، مبينًا أن نظام اعتماد المتقاعدين يقود إلى توظيف شخص واحد مقابل كل ثلاثة متقاعدين، وهذا حدث في بلدة برقين.


اقرأ/ي أيضًا:

سرقة الأحذية من المساجد.. الكاميرات عدو اللصوص

نابلس.. مآذن تحكي تاريخًا

الختامة.. فرحة اندثرت في نابلس