كثّف الاحتلال الإسرائيليّ من استهدافه للمنظومة الصّحية شمال قطاع غزة، باستهدافه ثلاثة مستشفيات، في اليوم الـ445 للحرب الإسرائيليّة المستمرّة، والتي خلّفت أكثر من 45 ألف شهيد.
وزارة الصحة: القصف الإسرائيلي يهدف إلى إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة لترحيل السكان قسرًا
وقالت وزارة الصحة إنّ الاحتلال الإسرائيليّ حاصر، واستهدف بشكل مباشر خلال السّاعات الماضية المستشفى الأندونيسي وأجبر الجرحى والمرضى على إخلائه، وكذلك مستشفى كمال عدوان، ومستشفى العودة، وأصرّ على إخراجها عن الخدمة.
واستهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأشارت إلى أنّ القصف طال جميع أقسام مستشفى كمال عدوان ومحيطه دون أيّ توقّف، وتناثرت الشظايا داخل ساحات المستشفى محدثة أصواتًا مرعبة وأضرارًا جسيمة.
وناشدت الوزارة كافّة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية المنظومة الصحية في قطاع غزة، أمام الهجمة الإسرائيلية الشرسة عليها.
ونسفت قوات الاحتلال العديد من المباني في محيط مستشفى كمال عدوان، وأطلقت الدبابات الإسرائيلية النار بكثافة على بوابة المستشفى الإندونيسي المحاصر شمال غزة.
وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة للتلفزيون العربي، إن الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي ويخرج المرضى والكادر الطبي، ويسعى لتدمير مستشفى كمال عدوان بالكامل.
وأضاف أن 90 مريضًا في مستشفى كمال عدوان يعيشون ظروفًا صعبة بسبب قصف الاحتلال الذي يمنع إدخال الغذاء والدواء إلى مستشفيات شمال القطاع.
وأشار إلى أن الاحتلال يتعمّد إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة تمهيدًا لترحيل السكان قسرًا، بعد أن أحرق مخازن الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفى العودة شمالي القطاع.
يقول محللون، إن المحور الذي تم إنشاؤه حديثًا على غرار محور نتساريم ربما يهدف إلى فصل أقصى شمال قطاع غزة عن مدينة غزةhttps://t.co/4MjG5prGLI
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 23, 2024
ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، القصف وأوامر إخلاء مستشفى كمال عدوان بأنها "مثيرة للقلق الشديد"، مضيفًا أن المستشفى بقي عالقًا في القتال لفترة طويلة جدًا، وأن حياة المرضى معرضة للخطر.
من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات.
وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، الاثنين، قالت المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي إن شركاء المنظمة أفادوا أيضا بأن القوات الإسرائيلية في شمال غزة، وخاصة في غرب بيت حانون، أجبرت العديد من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، على النزوح.
وارتقى شهيد على الأقل في قصف مسيّرة إسرائيليّة مجموعة مواطنين شمال رفح. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وتجدّد إطلاق النار من الآليات الإسرائيلية شرقي بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّه لا حل للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة إلا بوقف إطلاق النار الآن.
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: غزة هي حاليًا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إن غزة هي حاليًا المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني، في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني، ونتيجة لذلك "أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة" على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
وفي بيان أصدره في أعقاب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، قال فليتشر إن السلطات الإسرائيلية تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع، حيث تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال غزة منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، انهار حكم القانون في غزة بشكل واضح الآن، حيث أصبح النهب المسلح للإمدادات الإنسانية من قبل عصابات أمرًا ممنهجًا.
وأشار فليتشر إلى أن محكمة العدل الدولية أصدرت أول مجموعة من الأوامر المؤقتة في قضية تطبيق منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة في قطاع غزة منذ ما يقرب من عام، ومع ذلك فإن وتيرة العنف المستمرة "تعني أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين في غزة. لقد تحولت المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية إلى أنقاض".
وأضاف أن حصار شمال غزة "أثار شبح المجاعة"، في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية، "ما يخلق ظروفًا معيشية مروّعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء".
وأضاف: "في جميع أنحاء غزة، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك المناطق التي أمرت القوات الإسرائيلية الناس بالانتقال إليها، مما تسبب في الدمار والنزوح والموت".
▶️ مخبزٌ في خيمة.. هُنا قطاع #غزة. pic.twitter.com/W2hf7xyryA
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) December 23, 2024