11-أبريل-2022
أسرى نفق الحرية في محكمة إسرائيلية بالناصرة - أرشيف

صورة أرشيفية

مجددًا، أعرب أسرى نفق سجن جلبوع، عن فخرهم وعدم ندمهم على محاولة الهرب من السّجن في أيلول/ سبتمبر الماضي، أثناء عرضهم، اليوم الإثنين على محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة الناصرة.

الصحافية هناء محاميد: أسرى نفق الحرية قدّموا خطابًا سياسيًا في فرصتهم الأخيرة للتحدّث أمام المحكمة، خطاب عن الحريّة والاحتلال والكبرياء والمسؤولية الوطنية وعن الديموقراطية ودولة القانون المزيّفة 

وأفادت الصحفية هناء محاميد في حديث لـ "الترا فلسطين" أن جلسة محاكمة الأسرى اليوم كانت مخصصة لـ "ادّعاء العقوبة" وبموجبها تم منح الأسرى الحقّ في التعبير عن موقفهم أمام المحكمة.

وأوضحت أن الأسرى تمتّعوا بمعنويات عالية جدًا أثناء المحاكمة، رغم وضع القيود في أيديهم وأقدامهم، وإحاطتهم بعدد كبير من عناصر الاحتلال. 

وبحسب محاميد، فإنّ الأسير محمود العارضة، قال للصحفيين فور دخوله قاعة المحكمة: "رسالتنا إلى الأمة أنّ هذا الوحش (إسرائيل) وهمٌ من غبار"، وإثر ذلك تم إخراجه من قاعة المحكمة ومنعه من الحديث، قبل أن يتم إعادته مرّة ثانية مع بدء المحاكمة.

 محمود العارضة: سعيت لحريّتي وحرية شعبي  

وبيّنت محاميد أن الأسير محمود العارضة قال للقاضي إنه سعى لحريّته وحريّة شعبه وأرضه من الاحتلال، وأنّ من حقه وحقّ شعبه أن يعيش بحرية، وأن يسعى لذلك بكل الطرق.

ولفتت إلى أن الأسير أيهم كممجي، قال للقاضي الإسرائيلي إن هدفه من عملية الهروب كان زيارة قبر والدته التي توفيت وهو في السجن، وأنه كان قادرًا على أن يقوم بأي عمل "قد يتبادر إلى المخيّلة" لكنه لم يكن يهدف لذلك.

  أيهم كممجي: هربت لأزور قبر أمّي، وأفتخر بذلك 

وقال كممجي إن من حقّه أن يعيش بحريّة مثل أي إنسان، كما أبدى رفضه لسياسة العقاب الجماعي الذي تتعرض له عائلته منذ اعتقاله، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال قاموا بتمزيق تصريح زيارة والده على حاجز الجلمة.

فيما وصف الأسير محمد العارضة عملية الهروب بالنُّزهة التي استمرت خمسة أيام، مبديًا وقال إنه غير نادم على ذلك، وأنه كان مستعدًا لدفع حياته مقابلها، وفقًا لمحاميد.

 محمد العارضة: الهروب نزهة لخمسة أيام، وكُنت مستعدًا لدفع حياتي مقابل ذلك 

وأشارت إلى أن العارضة وجّه رسالة إلى قاضية المحكمة، قائلًا لها: لقد كنتِ هنا عندما هُوجمنا وضُربنا من قبل وحدة (النحشون) في هذه القاعة، هذه المحكمة هي محكمة عسكرية وليست محكمة مدنية.

وقال العارضة إنه درس في جامعة أبو ديس، وكان يعتقد أن ثمة فرق بين المحاكم المدنية في "إسرائيل" والمحاكم الإسرائيلية العسكرية في الضفة الغربية، لكنه وجد أن جميعها محاكم عسكرية.

من جهته، اشتكى الأسير يعقوب قادري من تعرّضه للضرب خلال المحكمة السابقة من قبل عناصر (النحشون)، وقال إنه ما يزال يعاني من آلام وأوجاع جرّاء الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج اللازم له.

 قادري: هروبي من السّجن أهمّ عمل قمت به في حياتي 

وأشارت محاميد إلى أن الأسير، قادري قال إن هروبه من السجن كان أهم عمل قام به في حياته.

واكتفى الأسير زكريا الزبيدي بما تحدّث به محاميه أمام القاضي.

وتمكن الأسرى الستة وهم، محمد ومحمود العارضة، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، ويعقوب قادري، وزكريا زبيدي، بتاريخ 6 أيلول/سبتمبر 2021، من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع، عبر نفق حفروه لذلك. 

وأعاد الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الأسيرين يعقوب قادري ومحمود عارضة في مدينة الناصرة، بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر، وبعدها بيوم واحد تمكن من إعادة اعتقال زكريا الزبيدي ومحمد عارضة قرب بلدة الشبلي في منطقة الجليل الأسفل.

وتمكن الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات من الوصول إلى جنين، إلا أن قوات الاحتلال تمكنت من إعادة اعتقالهما بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر، بعد محاصرة وحدات إسرائيلية خاصة المنزل الذي كانا يتواجدان فيه.

وعرفت عملية فرار الأسرى من سجن جلبوع بعملية "نفق الحرية"، وقد عمّ الفرح في الشارع الفلسطيني والعربي بسماع نبأ فرار الأسرى الستة، وحظي الأسرى بحالة تضامن واسعة وكبيرة جدًا، قبل أن تخيّم مشاعر الحزن بعد إعادة اعتقالهم.