28-أغسطس-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

خلال شهرين من القمع والعنف لأهالي العيساوية، اعتقلت 340 فلسطينيًا، لكنها قدمت لوائح اتهام لخمسة معتقلين منهم فقط، تعلقت برشق حجارة على قوات الاحتلال، ما يعني أن الغالبية العظمى من المعتقلين تم اعتقالهم بشكل تعسفي ودون مبرر، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم.

وأشارت "هآرتس" إلى أن شرطة الاحتلال تنفذ اقتحاماتٍ ليليةٍ للعيساوية، تتخللها اعتقالاتٌ تنتهي بإطلاق سراح المعتقلين بعد فترة وجيزة، ودون توجيه أي تهمة للمعتقلين.

وأفادت بأن أكثر من نصف المعتقلين أعمارهم لا تتجاوز 18 سنة.

ووفق "هآرتس"، فإن أحد ضباط الاحتلال توعد أهالي العيساوية باستمرار حملة المداهمات والاعتقالات الليلية في البلدة، "حتى يُصبح بإمكاني التنزه في العيساوية حاملاً فنجان قهوة دون أن تسقط منه نقطة في الخارج" كما قال.

وبدأت هذه الحملة ضد العيساوية منذ شهر حزيران/يونيو الماضي، وفي نهاية الشهر ارتقى محمد عبيد شهيدًا خلال مواجهات في البلدة، وإثر ذلك تصاعدت الحملة، ما أدى لاندلاع مواجهاتٍ يومية كل مساء، يتخللها إطلاق الرصاص الحي أحيانًا، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط غالبًا، إضافة لقنابل الصوت.

وذكرت مصادر محلية، أن الاعتقالات التي تنتهي دون توجيه لائحة اتهام، يكون الإفراج عن المعتقل مقابل كفالة مالية، وفي حالاتٍ كثيرةٍ بشرط الإبعاد عن العيساوية.

وأضافت، أن قوات الاحتلال تستهدف في حملتها حتى الشعارات المكتوبة على الجدران، والأعلام والرايات في الشوارع، كما أزالت ومسحت صور الشهيد عبيد.       

وأعلنت لجنة أولياء الأمور في العيساوية عن إضرابٍ تعليميٍ شاملٍ يبدأ فور بدء العام الدراسي يوم الإثنين المقبل، ويستمر حتى انتهاء حملة الاحتلال.

وأوضحت اللجنة في بيانٍ قبل أيام، أنّ القرية غير آمنة للأطفال، وانتظام المسيرة التعليمية يهدد أمن وسلام الطلاب، في ظل الاقتحامات المستمرة خلال ساعات توجه الأطفال لمدارسهم، والتي يتخللها إطلاق قنابل صوتية ورصاص مطاطي.

يُذكر أن هذه الحملة امتدادٌ لـ"حرب" تُنفذها بلدية الاحتلال وشرطته ضد العيساوية وأهلها منذ سنوات، ترجع في الأساس إلى خصوصية البلدة كونها تقع في الشمال الشرقي لمدينة القدس، وعلى جزءٌ من أراضيها أُقيمت مستوطنة التلة الفرنسية، والجامعة العبرية، ومستشفى هداسا، إضافة إلى مخطط استيطاني يُسمى "البوابة الشرقية" يستهدف الجزء الشمالي من العيساوية، وفق ما أفادنا به خبير الخرائط والاستيطان خليل تفكجي في مقابلة سابقة.