18-أكتوبر-2022
فلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس - AHMAD GHARABLI/ Getty

فلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس - AHMAD GHARABLI/ Getty

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير 

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالًا مشتركًا للبروفيسور في علم النفس السياسي بجامعة تل أبيب "دانيال بار تال"، و"عكيفا الدار" المحلل السياسي وواحد من أبرز كتّاب الأعمدة السياسية، حمل عنوان: "أيضًا، الفلسطينيون مقاتلون".

مقال هآرتس: "أمامنا تقريبًا رُبع عام كامل من أجل كيّ وعي الفلسطينيين، والتأكيد لهم بأنه يتوجّب عليهم التعايش مع الاحتلال أو الموت في النضال ضدّه"

واستهل الكاتبان مقالهما بالقول إنه "منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي قتل في الضفة الغربية بنيران قوات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين 98 فلسطينيًا، بينهم 5 نساء و21 طفلًا قاصرًا، ولم يزل القطار مسرعًا في هذا الاتجاه. أمامنا تقريبًا رُبع عام كامل من أجل كيّ وعي الفلسطينيين، والتأكيد لهم بأنه يتوجّب عليهم التعايش مع الاحتلال أو الموت في النضال ضدّه".

وأشارا إلى أنّ عدد الضحايا من الفلسطينيين هو الأكبر في الضفة الغربية منذ 2015، حيث ارتقى حينها 99 فلسطينيًا. ولكي تستمع آذان الإسرائيليين فهذا يعني أنه تم قتل 40 فلسطينيًا كل شهر تقريبًا، إلى جانب المئات من المصابين وآلاف المعتقلين.

تم قتل 40 فلسطينيًا كل شهر تقريبًا 

ومضى الكاتبان بالقول: "في جانبنا (الإسرائيليون) قتل لدينا كلب وحدة اليمام في نابلس أثناء تأدية واجبه، وحظي بتغطية إعلاميّة أوسع نطاقًا من التغطية التي حظي بها مقتل طفل فلسطيني (12 عامًا)، بعد تصفيته على يد قواتنا".

ويدعو المقال، الإسرائيليين إلى "تنحية البعد الأخلاقي للحظة" والتفكير في عدد الإسرائيليين اليهود الذين كانوا سيبقون في "معسكر السلام" لو أن نشرات الأخبار تعرض لهم كل يوم صورًا من جنازات نساء وأطفال قتلوا بنيران المقاتلين الفلسطينيين. مضيفًا أن "من الصعب العثور على بيت فلسطيني لا يحمل أبناؤه على أجسادهم أو في نفوسهم جرحًا سببه الاحتلال. فقط كراهية إسرائيل وشهية الانتقام باتت أقوى لديهم من الخوف، ومن اليأس".

وتحت عنوان فرعيّ "حفنة قروش تكفيهم" جاء في المقال المشترك: "الإسرائيليون لا يفسّرون عنف الفلسطينيين بالاحتلال والتهجير، فحسب المفهوم السائد في "إسرائيل" فإن الفلسطينيين يتواجدون هنا بشكل غير شرعي، وكلّ ما يعنيهم هو جلب حفنة قروش لبيوتهم. أعطوهم تصاريح عمل أكثر، وأغلقوا عليهم الضفة الغربية في الأعياد اليهودية، وخوفوهم بمداهمات التفتيش المفاجئة، وكل شيء سيكون على ما يرام. وكما قال إسحق شامير: هم سيعتادون".

تجاهل الغرب والعرب لوجود نظام فصل عنصري في الضفة الغربية يرسّخ الوهم السائد في "إسرائيل" بأن الوقت يعمل في صالحنا 

ورأى كاتبا المقال أنّ تجاهل الغرب والعرب لوجود نظام فصل عنصري في الضفة الغربية يرسّخ الوهم السائد في "إسرائيل" بأن الوقت يعمل في صالحنا، فأثناء سنوات (الجمود السياسي) التي تقوم على مفاهيم المرحلة الحالية مثل  "ليس ثمة شريك"، تتجذّر وتتعمّق سيطرتها، وتبدع لغة جديدة، وبالتوازي مع ذلك تتطوّر دبلوماسية جديدة لتبرير محاربة مقاومة الاحتلال أمام المجتمع الدولي، ومن أجل الحفاظ على الاحتلال تجري صياغة ثقافة سياسية جديدة يبرز فيها الشرخ بين من يؤيد الاحتلال ومن يعارضه، ويتدهور الأمر إلى جرائم كراهية".

إلى متى سيكون بإمكان "إسرائيل" الاختباء وراء الادعاء الهشّ بأن الضفة الغربية لا تعتبر أرضًا محتلة 

ويتساءل الكاتبان في خاتمة مقالهما بالقول: إلى متى سيكون بإمكان "إسرائيل" الاختباء وراء الادعاء الهشّ بأن الضفة الغربية لا تعتبر أرضًا محتلة، بل أراضٍ مختلف عليها؟ وإلى أي مدى يمكننا أن ندفع السكان الأصليين لخارج الـ 60 في المئة من هذه الأراضي، ثم نطالبهم باحترام قرار الناخب الإسرائيلي؟ أمر في غاية الاهمية يجب معرفته هو الى أي مكان في قائمة "أحزاب اليمين- وسط" كان سيصل اليوم مرشح يتجرّأ على لفظ كلمة احتلال؟