21-فبراير-2018

في مشتله الخاص شمال قطاع غزة، لا ينفك المهندس الزراعي مسعود الزين عن تفحص أشجار ثمرة "الفييجوا - Feijoa" الاستوائية التي أينعت مؤخرًا، بعد محاولات لزراعتها دامت 9 سنوات، ولم يكتب لها النجاح، حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017.

[[{"fid":"70837","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":338,"width":600,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

وفاكهة "الفييجوا" من عائلة "الكاكايا"، وهي ثمرة بيضاوية الشكل وقشديّة اللون، تشبه ثمرة الجوافة؛ لكن قشرتها الخارجيّة قاسية ولا تؤكل. أشتال هذه الفاكهة وصلت إلى قطاع غزة من الأراضي المحتلة عام 1948، وبلغت تكلفة كل شتلة 55 شيكل، أي ما يعادل 15 دولارًا، وهو ما يعتبره المزارعون في قطاع غزة ثمنًا باهظًا لمجرد خوض تجربة قد تبوء بالفشل.

[[{"fid":"70839","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":400,"width":600,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

لـ9 سنوات أفشلت عوامل عديدة أبرزها الاحتلال زراعة "الفييجوا"، قبل أن تنجح التجربة أخيرًا وتجتاح الفاكهة الاستوائية أسواق قطاع غزة

مساحة أرض المهندس الزين تبلغ 8 دونمات ونصف، ساعدته في اختيار المكان الملائم لزراعة الشجرة، فزرع ثلاث أشتال في أماكن مختلفة من الأرض، ولكن على مدار 10 سنوات لم تنقذه تلك المساحة بشكلٍ كافٍ في إنتاج ثمار "الفيجييوا"، إذ جرفت آليات جيش الاحتلال أراضيه أكثر من مرة خلال اعتداءاتها المتكررة على القطاع، ليعود في كل مرة من حيث بدأ.

اقرأ/ي أيضًا: كيف اجتمعت مصر وإسرائيل ضد بطيخ جنين؟

يبين الزين لـ"الترا فلسطين" أن تشابه المناخ في غزة بمناخ الموطن الأصلي "الآسيوي" للفاكهة سهّل عملية زراعتها، هذا إضافة لقدرتها على تحمل البرودة الشديدة التي قد تصل إلى 50 ساعة من تعرضها للبرد، مشيرًا إلى أنها تزرع بشكل كبير في أمريكا الجنوبية، وشمال الأرجنتين، وتتحمل الصقيع، وارتفاع درجات الحرارة، وملوحة المياه، واختلاف نوع التربة.

[[{"fid":"70838","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":400,"width":533,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

ويشير الزين إلى أن الحجر الزراعي كان ذو جدوى عالية في إنجاح زراعة "الفييجوا"، فجميع النباتات المستوردة من الأراضي المحتلة لا تحمل أي أمراض فيروسية قد تنتشر بسهولة في التربة أو للمستهلك عن طرق الأكل، وهذا له دور كبير في الحفاظ على صحة التربة والمستهلك.

أخيرًا، استطاع الزين طرح الفاكهة في الأسواق الغزية، لتجد إقبالاً جيدًا من المشترين، كونها فاكهة خريفية وجديدة على السوق المحلي، دون أن تنافسها أصناف أخرى من الفواكة، وفق قوله.

ورغم الصبر الطويل، والضربات المتكررة لمحاولاته، إلا أن الزين يؤكد أن زراعة "الفييجوا" يمكن تصنيفها بأنها تجربة ناجحة، في ظل انخفاض تكلفة زراعتها بعد شراء الأشتال، وقلة إصابتها بالأمراض، ما أوجد إقبالاً على زراعتها، إذ وصل عدد الأشجار في القطاع إلى ألف شجرة، وكلها في حدائق منزلية متفرقة.

"الفييجوا" تُسقى بمياه مالحة، ولا تحتاج الكثير من الأسمدة العضوية، ما جعلها تغزو الحدائق المنزلية في قطاع غزة

وبدأت محاولات زراعة "الفييجوا" في غزة عام 2009، بإحضار مئات الأشتال، وفق ما أفادنا به نزار الوحيدي، مدير التربة والري في وزارة الزراعة بغزة، الذي اعتبر استجلاب مزروعات جديدة لقطاع غزة، خطوة من ضمن خطة الوزارة لمحاولةً التأقلم مع ملوحة المياه الجوفيّة وندرة المياه العذبة.

اقرأ/ي أيضًا: هل تحل الأفوكادو مكان الجوافة في "استوائية فلسطين"؟

وأشار الوحيدي إلى أن فاكهة الفييجوا تعتمد على المياه المالحة، مما يشجع أن تكون مشروعًا ناجحًا يمكن أن يساهم في إنعاش الاقتصاد، في حال زراعتها في عشرات الدونمات، بما يكفي حاجة السوق المحلية ويؤهل إلى تصدير هذه الفاكهة إلى الخارج.

يذكر أن  فاكهة "الفييجوا" واسمها العلمي "Feijoa Acca sellowiana"، هي من النباتات التي لا تحتاج الكثير من الأسمدة العضوية، ويمكن زراعتها في أماكن مفتوحة أو حدائق، وليس شرطًا أن تزرع في حقول.

ويشير الوحيدي إلى أن "الفييجوا" ذات قيمة غذائية عالية، فهي إضافة لطعمها اللذيذ، يُمكن أن تكون بديلاً صحيًا عن مكسبات الطعم والنكهات والألوان الصناعية، لأنها غنيّة بمادة اليود التي توجد في المأكولات البحريّة، وهي وصفة طبيعية لمن يعانون من التهابات الغدة الدرقية، كما تحتوي على موادّ مضادّة للأكسدة المفيدة في محاربة الإصابة بالسرطان.

وبحسب دراسة علمية فإن ثمرة "الفييجوا" مغذية جدًا، ففي كل 100 غرام من ثمرتها، هناك بروتين: 0.3mg، ودهون: 0.2mg، وصوديوم: 1MG، وكربوهيدرات: 3mg، وكالسيوم: 4.8mg، وبوتاسيوم: 44mg، وسكر: 2.7mg، وسعرات الحرارية: 14، وألياف غذائية: 0.6mg.


اقرأ/ي أيضًا:

حسبة رام الله.. هل هي مكب لخضار وفواكه إسرائيل؟

محاضر جامعي صباحًا ومزارع جوافة مساءً

فيديو | أناناس في غزة