18-مارس-2021

في الخلفية:

لقاح أسترازينيكا هو لقاحٌ بريطانيٌ تم تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد، التي كان فريق من الباحثين منها يعمل على تطوير لقاح سابق لفايروس MERS السابق الذي ظهر في السعودية، والذي تم استخدام التكنولوجيا الخاصة به لإتمام تطوير لقاح كورونا المستجد.

لقاح أسترازينيكا مصنوع بتكنولوجيا الـ"الفيروس الموجه"، حيث تم إعادة استخدام فايروس الرشح العادي بعد إزالة كل خطورة منه

اللقاح مصنوع بتكنولوجيا الـ"الفيروس الموجه"، حيث تم إعادة استخدام فايروس الرشح العادي بعد إزالة كل خطورة منه بحيث يحمل في داخله المادة الوراثية لصنع البروتينات التاجية التي تكون على سطح فايروس كورونا المستجد.

اقرأ/ي أيضًا: 7 إجابات رئيسة حول فعالية لقاح كورونا وخطورته

فور حقن الفايروس الموجه في الجسم، يتم تحفيز خلايا الإنسان لإفراز هذه البروتينات التاجية التي تستنفر بدورها جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة. 

بتاريخ 7 آذار/مارس الجاري، أوقفت النمسا مؤقتًا عمليات التطعيم باستخدام دفعة محددة من لقاحات أسترازينيكا رقمها (BV5300)، تلتها بعد ذلك عدة دول أوروبية واتسعت لتشمل كل عمليات التطعيم باللقاح لكل الدفعات الموجودة في السوق.

هل هذه المرة الأولى التي يحصل فيها إيقاف للقاحات؟

ليست المرة الأولى، في الحقيقة تم إيقاف 3 لقاحات مؤقتًا خلال مراحل الدراسات السريرية، ومنها اللقاح الصيني سينوفاك ولقاح أسترازينيكا ذاته ولقاح شركة جونسون. وكلها استأنفت العمل حتى الوصول إلى أخذ موافقات الاستخدام الطارئ اللازمة.

تم إيقاف 3 لقاحات مؤقتًا خلال مراحل الدراسات السريرية، وكلها استأنفت العمل حتى الوصول إلى أخذ موافقات الاستخدام الطارئ

كيف نفهم العلم وراء أرقام حالات التجلط التي نسبت للقاح أسترازينيكا؟

ببساطة، مجموع الحالات التي تم الإبلاغ عنها هو 37 حالة، تشمل 22 حالة جلطات رئوية و15 حالة تجلطات مختلفة أخرى، ضمن 17 مليون شخص تلقوا جرعة أو جرعتين من اللقاح حتى الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس الجاري.

طبيعيًا، وحسب أرقام الوكالة الأوروبية للدواء يحدث حوالي ثلاثة آلاف جلطة لكل مليون شخص في العام الواحد.

اقرأ/ي أيضًا:  تحديات تواجه نشر التطعيم في فلسطين

علميًا، يمكن ربط الأعراض الظاهرة على المرضى بالمستحضرات العلاجية المستخدمة عن طريقين: الأول؛ الربط الفيسيولوجي من خلال توضيح الآلية والميكانيزم الذي يمكن للمستحضر من خلاله التسبب بالعرض الجانبي. أما الثاني؛ فمن خلال الربط الإحصائي "السببي"، أي التأكيد إحصائيًا أن ما نراه هو مسبب (اللقاح مثلاً) ونتيجة (الجلطة مثلاً)، وهو الأمر الذي لم يكن بالإمكان استنتاجه حتى اللحظة في لقاح أسترازينيكا.

ما هو موقف السلطات الصحية العالمية؟

هناك مجموعة من السلطات الصحية الأوروبية التي علقت استخدام اللقاح حتى اللحظة، بما فيها ألمانيا، النمسا، فرنسا، إيطاليا، وغيرهم. أما خارج المجموعة الأوروبية، فإن فنزويلا و الكونغو الديمقراطية وتايلاند وأندونيسيا قد علقت عمليات التطعيم أيضًا.

كندا وبريطانيا وأستراليا ضمن أبرز الدول التي مازالت تجري عمليات التطعيم، بينما أمريكا لم تمنح بعد موافقة استخدامه

في المقابل، فإن كندا وبريطانيا وأستراليا ضمن أبرز الدول التي مازالت تجري عمليات التطعيم، وفي الحقيقة تعمل على توسيعه باستخدام لقاح أسترازينيكا. في حين أن الشركة مازالت بانتظار موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على الاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة، بعد تقديم نتائج دراستها الأمريكية خلال شهر شباط/فبراير المنصرم.

وكالة الدواء الأوروبية والهيئة الاستشارية الوطنية للتطعيم الكندية وإدارة المنتجات العلاجية الأسترالية ومنظمة الصحة العالمية كلها أجمعت أن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق المخاطر التي يتم تداولها.

ما الذي سيحصل لاحقًا؟

أعلنت وكالة الدواء الأوروبية، الخميس 18 آذار/مارس، نتائج مراجعتها المفصلة لكل المعلومات المتعلقة بحالات التجلطات المعلنة. وأبرز ما جاء أن الوكالة أصدرت تصريحها النهائي لاستئناف عمليات التطعيم، مؤكدة أن فوائد اللقاح تتجاوز بشكل كبير جدًا مخاطره.

أكدت وكالة الدواء الأوروبية أن فوائد اللقاح تتجاوز بشكل كبير جدًا مخاطره، لكنها دعت للتنبه لحالات نادرة جدًا ومحددة من الجلطات

ودعت الوكالة إلى الحذر والتنبه واجبًا لحالات نادرة جدًا ومحددة من الجلطات؛ ومنها الدماغية التي قالت إنها مازالت قيد الدراسة. وقالت: "هذه الحالات نادرة جدًا وغير معتادة، ولكننا سنبقى نراقبها بدقة، حيث كانت حتى مساء الأربعاء 25 حالة من 18 مليون عملية تطعيم".

وأوصت الوكالة بإضافة تحذير حول هذه الحالات للمعلومات الدوائية للمستحضر.

وبذلك يتوقع أن تستأنف عمليات التطعيم في معظم الدول التي علقته سابقًا.

يذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية قالت إنها أودعت الجرعات التي تلقتها من اللقاح (24 ألف جرعة) في خزائن الوزارة، لحين صدور "إفتاء علمي" بشأن استخدام هذا اللقاح.


المصادر والمراجع

1-The Guardian , How a handful of scientists developed Oxford vaccine at breakneck speed, Nov 2020.

2- Oxford University , About the Oxford COVID-19 vaccine, July 2020.

3- bbc, Brazil allows resumption of Chinese vaccine trial, Nov 2020 

4- Washington Post , Does the AstraZeneca vaccine cause blood clots? How scientists determine what’s a side effect , 16 3 2021 .

5- Statista , Which Countries Have Stopped Using The AstraZeneca Vaccine? ,16 3 2021

6- abc, Adverse reactions to COVID vaccines are rare — here’s how the TGA monitors for anything wrong

,17 3 2021

7-cbc , No evidence to suggest AstraZeneca's COVID-19 vaccine causing adverse events

, 17 3 2021


اقرأ/ي أيضًا: 

أوبئة غيرت وجه الحياة في فلسطين

الكارنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين