11-يونيو-2020

المسنّة صفية الأسطل وهي تنزف بعد الاعتداء عليها

تعاطفٌ كبير رافقه غضب بعد اعتداء أشخاص على قريبتهم المسنّة صفية الأسطل (70 عامًا) من خان يونس جنوب قطاع غزة، في محاولة منهم للضغط عليها وإرغامها على ترك قطعة أرض ورثتها عن أمها، وإفراج جهاز الشرطة عن المعتدي. 

الحاجّة صفية التي انتشرت صورها على "فيسبوك" وهي تنزف بعد اعتداء أولاد خالها عليها بآلة حديدية قبل يومين، تروي لـ "الترا فلسطين" تفاصيل ما حدث ويحدث معها. 


          صفية: أطالب بإنصافي ورفع الظلم عني     

قالت وهي ترقد في المستشفى منذ الاعتداء عليها، إنّها تفاجأت عند الخامسة صباحًا بالمعتدين وقد قصّوا جدار الأرض التي تسكنها، وأدخلوا فيها غرفة متنقلة "كرفان" ليمكثوا فيه، وبالتالي يسهل عليهم وضع يدهم على الأرض رغمًا عنها.

وتضيف أنها وحين خرجت صارخة عليهم، تفاجأت بأحدهم يضربها بحديدة حادة على رأسها، فأغمي عليها، ولاحقًا طلب المجاورين لها، الإسعاف، وجرى نقلها للمستشفى. 

واستدعت الضربة التي تعرّضت لها صفية، خياطة خمس غرز في رأسها، وتقول وهي ترقد في المستشفى إنها ما تزال تعاني من أثر النزيف، كما أنّها مصابة بأمراض الضغط والسكري والقلب.

    تفاعل ناشطون بشكل لافت على هاشتاغ: #ضربوا_الحجة_صفية، مطالبين بحمايتها ومحاكمة المعتدين    

في وقت لاحق، وصلت دورية من الشرطة حيث تتواجد صفية في المستشفى، لاصطحابها إلى المركز لتقديم شكوى بالمعتدين، لكنّها تفاجأت عند وصولها المركز، حيث أخبر نقيب في الشرطة بأنها "موقوفة"، كما قالت. 

وأضافت: سألته من الموقوف ومن المعتدى عليه؟ وقال لي أنتِ تعديت على أبناء أخوالك. وهو ما لم تتحمّله كما تقول، فسقطت مغشيًا عليها، ثم أعادوها إلى المستشفى. 

وتتهم المسنّة صفية الشرطة بأنها "متواطئة مع المعتدين"و تقول إن الأمن تعامل مع دفاعها عن نفسها على أنّه اعتداء، كما تم التحفّظ على شكواها في مركز الشرطة، وهو ما سبب لها انهيارًا عصبيًا. 

وتبيّن أن الاعتداء عليها ليس الأول، فبيتها يتعرض باستمرار للرشق بالحجارة، وإشعال الإطارات في محيطه، لإرغامها على التنازل عن أرضها كما تقول.

وعن أصل القصة/ المشكلة، تقول صفية إنها ورثت هذه الأرض عن أمّها التي عانت بدورها مع أقاربها منذ 1987، ورفعت عليهم قضية في المحاكم كي تحصّل حقها في الميراث، وبالفعل أكدت المحكمة على حقّها في الأرض البالغة مساحتها دونمين (الدونم: ألف متر مربع) في 16 أكتوبر/ تشرين أول 2018، ومنذ ذلك التاريخ وهي تتعرض لاعتداءات يوميّة ومضايقات من أقاربها. 

وتشير صفية التي لم تجد من ينصفها رغم مناشداتها رجال الإصلاح، إلى أنّها تملك وثائق إثبات ملكية رسمية (طابو) في الأرض، لكنّها لا تعرف -كما تقول- لماذا تتواطأ شرطة القرارة مع المعتدين، منذ عامين، ولا تحرّك ساكنًا لحمايتها. 

وأكدت مصادر في العائلة أنه بالفعل جرى إطلاق سراح المعتدي على المسنة صفية، وقد حاولنا في "الترا فلسطين" الحصول على تعقيب من الشرطة حول القضية، لكن ذلك لم يفلح.