08-يونيو-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

أرسلت حركة حماس، تهديدًا، إلى إسرائيل عبر وسطاء بأن المواجهة العسكرية ستتجدد مرة أخرى إذا استمرّت في التنصل من تنفيذ "تفاهمات التهدئة" التي أبرمتها برعاية مصريةٍ ودوليةٍ، وذلك وفق ما كشف عنه "مصدرٌ أمني" لموقع "المونيتور" لم يكشف الموقع هويته.

وقال المصدر في تقريرٌ نشره "المونيتور"، يوم أمس الجمعة، إن حماس "تدّعي" أن إسرائيل تراجعت عن تنفيذ "تفاهمات التهدئة" رغم أن الأخيرة سمحت خلال رمضان بإدخال بضائع ومواد خام "بكمياتٍ غير مسبوقة" منذ بدء الحصار، كما سمحت بإدخال المنحة القطرية بطرقٍ مختلفةٍ، مبينًا أن حماس أبلغت مصر والمبعوث الأممي للمنطقة نيكولاي ميلادينوف أن على إسرائيل أن لا تتوقع الهدوء إذا لم تلتزم بالتفاهمات المتفق عليها.

وقال المصدر، إن المعطيات والظروف القائمة تؤكد أن نهاية الشهر الجاري لن تكون هادئة على "حدود قطاع غزة".

وأفاد التقرير الذي أعده الصحافي الإسرائيلي شلومي إلدار بأن حركتي حماس والجهاد الإسلامي جددتا إمداداتهما من الصواريخ، بعد أن فقدتا المئات منها خلال الجولة الأخيرة نتيجة إطلاقها صوب المستوطنات والمدن المحتلة داخل الخط الأخضر.

وأشار إلدار إلى أن التقديرات السائدة تقول إن حماس افتعلت جولات قتالٍ قصيرة منذ "تراجع زخم المحادثات" مع إسرائيل بداية السنة الجارية، بناءً على قناعتها بأن إسرائيل "لن تجرؤ" على بدء حرب واسعة النطاق في هذه المرحلة بسبب "احتفالات يوم الاستقلال" ومسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي استضافتها إسرائيل.

ورأى أن فشل نتنياهو في تشكيل الائتلاف الحكومي وإعادة انتخابات الكنيست يعني تأجيل اتخاذ "خطوات أهم" حول الترتيب مع حماس إلى شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل، أي بعد تشكيل الائتلاف الحكومي القادم إثر الانتخابات التي ستجري بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر.

وبين إلدار، أن هذه الظروف تمنح حماس "فرصة أخرى لتذكير العالم بمعاناة الفلسطينيين في غزة"، خاصة مع اقتراب موعد مؤتمر البحرين الاقتصادي المقرر إقامته يومي 25-26 حزيران/يونيو الجاري، مضيفًا، "عندما يتعلق الأمر بمسائل المال والبنية التحتية والاستثمار ، فإنها فرصة لحركة حماس لتذكير العالم بأن غزة تعاني وتحتاج إلى معاملة ذات أولوية".

وتابع، "هناك مفارقةٌ ضخمةٌ هنا. من ناحية، يرى قادة الحركة خطورة في الخطة الدبلوماسية التي صاغتها الإدارة الأمريكية، ومن ناحية أخرى فإنه يتوجب عليهم أن لا ينتهي مؤتمر البحرين دون أن يُدرك المشاركون فيه مدى الضيق في غزة. الخطر الذي يواجهه الشرق الأوسط بأكمله يتمثل في بقاء حصار غزة دون حل".

هذا الافتراض نفاه "مصدرٌ سياسيٌ" في حماس، نقل تقرير "المونيتور" تصريحاته دون أن يكشف هويته، إذ أكد المصدر، أن "مؤتمر البحرين ليس هو ما يحفز الحركة على استعراض بعض العضلات"، مبينًا أنه دون تحقيق "تقدم سريعٍ وهامٍ لتحسين الوضع، ليس لدى الحركة أي سببٍ للالتزم بوقف إطلاق النار".

وقال المصدر، إن حماس غير مقتنعةٍ بأن إسرائيل مهتمة حقًا بالمساعدة في حل "الوضع المزري" في غزة، مضيفًا أن الاحتجاجات الحالية على الحدود ينظمها تلقائيًا سكان غزة "الذين يشعرون بالضغوط الإسرائيلية والضيق واليأس لتحسين وضعهم".

وأكد الصحافي إلدار أن إسرائيل تُفسر دائمًا تهديدات حماس بتصعيد الاحتجاجات على الحدود على أنها ردات فعل على حدث ما، "لكن هذا ليس السبب الحقيقي، فحماس ببساطة تستغل الفرص المتاحة. الوضع في غزة متقلبٌ ويتطلب حلاً شاملاً، وهي في حالتها الحالية تُشكل تهديدًا خطيرًا لأمن إسرائيل، فجولة القتال القادمة ليست سوى مسألة وقت".