10-مايو-2017

تصوير: محمد ابو زيد

أعلنت جامعة بيرزيت مساء الأربعاء (10 أيار/ مايو)،  نتائج انتخابات مجلس طلبتها للعام 2017، بفوز كتلة الوفاء الإسلامية (حماس) بـ 25 مقعدًا، مقابل 22 مقعدًا للغريم التقليديّ؛ حركة الشبيبة الطلابيّة (فتح)، وأربعة مقاعد للقطب الطلابيّ (الجبهة الشعبية)، بينما لم تنجح باقي الكتل في تخطّي نسبة الحسم. 

وكما في كل عام، تتجه الأنظار صوب جامعة بيرزيت، بانتظار إعلان نتائج الانتخابات التي تحظى باهتمام سياسي وشعبي أكثر من غيرها من الجامعات في الضفة الغربية لأسباب عديدة.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح وسكرتير عام الشبيبة حسن فرج، اعتبر أن الاهتمام السياسي والشعبي الذي تحظى به جامعة بيرزيت يعود لكونها جامعة عريقة لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ أواسط السبعينات وحتى اليوم، وكذلك لأنها تشهد تنافسًا، وحدّة استقطاب عالية جعلتها محطّ اهتمام.

تحظى انتخابات جامعة بيرزيت باهتمام شعبي وفصائلي، وتختلف الآراء حول ما إذا كانت انتخاباتها تعكس المزاج العام للشارع الفلسطيني

أمّا أستاذ الإعلام نشأت الأقطش، فيرى أنّ انتخابات جامعة بيرزيت تعتبر أقرب مقياس لنبض الشارع الفلسطيني، "باعتبار أنّ جامعة النجاح في نابلس، تحكمها حركة فتح، بينما تسيطر حماس على الجامعة الإسلامية في غزة. لذلك فإنّ نتائج انتخاباتها تنال اهتمام السياسيين كونها مقياس لوزن الأحزاب السياسيّة".

اقرأ/ي أيضًا: محاضر جامعيّ صباحًا ومزارع جوافة مساءً

"الاستقلاليّة، والطبيعة الليبراليّة التي تتميّز بها جامعة بيرزيت، جعلتها تحظى بهذه المكانة مقارنة بغيرها من الجامعات"، وفقًا للكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، الذي أوضح أنّ الثبات النسبي للقوى السياسية داخل الجامعة، وتوسطها بين جامعات الضفة الغربية، إضافة إلى كونها تقع قرب رام الله التي تشكل ثقل السلطة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كلّها عوامل تعطي انتخابات جامعة بيرزيت أهمية خاصة.

فيما يشير الصحفي محمد دراغمة إلى أن جامعة بيرزيت حظيت تاريخيًا باهتمام كبير، نظرًا لقربها من مراكز الإعلام، ومراكز صنع القرار، ومقر المقاطعة، مبينًا، أن كل القوى السياسية توظف موارد كثيرة من أجل انتخابات جامعة بيرزيت، لأنها تدرك أن نتائجها تؤثر على الرأي العام الفلسطيني.

منسق الشبيبة الطلابية في جامعة بيرزيت محمد شوكت، قال إن نتائج انتخابات جامعة بيرزيت تعطي لمحة عن وضع الأحزاب السياسية، لكنّها لا تعتبر مؤشرًا عن الرأي العام.

أمّا منسق الكتلة الإسلامية في الجامعة ياسر أبو رميلة، فاعتبر أنّ الاهتمام السياسي الذي تحظى به انتخابات الجامعة دون غيرها، نابع من أنّها ملتقى الطلبة من مختلف مناطق الضفة، وفيها تعددية حزبية، "وبالتالي يمكن القياس عليها لأي انتخابات قادمة".

اقرأ/ي أيضًا: هل تراجع تأثير إضرابات الطلبة في "بيرزيت"؟

ويشير الصحفي دراغمة إلى أنّ مفهوم "جامعة بيرزيت تشكل الباروميتر لقياس رأي الشارع الفلسطيني" لا يعتبر صحيحًا، موضحًا، أن الجامعة ليست كبرى الجامعات الفلسطينية، وهي تعبّر عن بيئة اجتماعية محدودة التمثيل في الشارع الفلسطيني، فهي لا تعكس الحياة السياسية في بقية المحافظات.

في حين رأى فرج أنّه لا يمكن اعتبار نتائج انتخابات الجامعات مؤشرًا للرأي العام الفلسطيني في حال جرت انتخابات تشريعية ورئاسية، "لأن المؤشر يأخذ شريحة أوسع من الطلبة، والعينة كلما توسعت كانت هي المقياس الحقيقي".

وكانت الانتخابات التي جرت في شهر نيسان/إبريل 2016 انتهت بفوز الكتلة الإسلامية للعام الثاني على التوالي، إذ حصلت على 25 مقعدًا مقابل 21 مقعد للشبيبة، من أصل 51 مقعدًا هي مجمل مقاعد مجلس الطلبة. وخلال مهرجان الفوز، هنّأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حينها خالد مشعل، الكتلة الإسلامية على الفوز.

وعلق دراغمة، بأن سياسيًا مثل خالد مشعل لن يترك مثل هذه الفرصة إلا ويستخدمها لمخاطبة الرأي العام وجمهور حماس، "فقد أراد أن يشير في كلمته إلى أن هذا النجاح الذي يبدو إعلاميًا كبيرًا، يشكل لبنة أساسية في مشروع الحركة".

وأضاف، أن خطاب مشعل بعث رسالة أيضًا إلى حركة فتح مفادها: "نحن موجودون هنا، وبرغم كل الإجراءات والمضايقات المتبعة بحق نشطائنا سواء من قبل السلطة أو الاحتلال، إلا أن حركة حماس تنجح في جامعة بيرزيت"، معتبرًا أن هذا "له دلالة سياسية كبيرة تنعش قلب مشعل والمنتمين لحماس"، حسب تعبيره.

الكتلة الإسلامية حسمت آخر معركتين انتخابيتين في جامعة بيرزيت، ورئيس المكتب السياسي لحماس هنأ طلابها في مهرجان الاحتفال بالفوز

في المقابل، قال حسن فرج إن حماس "تحاول توظيف الانتخابات الطلابية لمآرب حزبية بحتة، وتسعى من خلالها للبحث عن بعض القفزات لكي تثبت للرأي العام بأنها حاضرة، أما في الجامعات التي لا حظوظ لهم فينسحبون، فهي حسابات ربح وخسارة وليست موقفًا سياسيًا"، وفق قوله.

عرابي أوضح أنّ اهتمام القيادة والمستويات السياسية العليا في حركة حماس بانتخابات جامعة بيرزيت، ناجم عن التطور السياسي الذي عاشته الحركة.

وعلى الجهة الأخرى أيضًا تبدّى اهتمام حركة فتح بنتائج الانتخابات بحضور عضو اللجنة المركزيّة للحركة محمد اشتية، أحد المهرجات الانتخابيّة للشبيبة، وتأكيده على أنّ "الفوز سيرفع رأس الرئيس عباس".

واعتبر دراغمة أن الاهتمام الذي تبديه حركة فتح بانتخابات جامعة بيرزيت، هو اهتمام سياسي وإعلامي، إذ أن إعلان النتائج يكون له صدى واسع وتأثير على الرأي العام.

أما عرابي فيرى أن السلطة الفلسطينية وفتح تبديان اهتمامًا بالانتخابات الجامعية أكثر من حماس، مدللاً على ذلك بالحضور المباشر لقيادات السلطة سواء داخل الجامعات، أو في إدارة العملية الانتخابية.

وأشار إلى أن "حماس تشكّل هاجسًا لفتح باعتبارها الحركة التي تنافسها محليًا، ونتيجة لفشل مشروع التسوية، وموقف الشارع الفلسطيني من أدائها السياسي والاقتصادي، فإنّ حركة فتح معنيّة بالتأكيد على استمرار شرعيتها".

يذكر أن خمس كتل طلابية تسعى لحصد أصوات 10860 طالبًا لهم حق الاقتراع في انتخابات مجلس الطلبة هذا العام، وهي كتلة الشهيد ياسر عرفات، كتلة الوفاء الإسلامية، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، وقائمة الوحدة الطلابيّة، في حين قاطعت الكتلة التي تمثل حركة الجهاد الإسلامي الانتخابات كما جرت العادة منذ سنوات.


اقرأ/ي أيضًا: 

ماجستير الدراسات الإسرائيلية ببيرزيت: الأول من نوعه

جامعات قطاع غزة.. تعليم أم تجارة؟

الحرس الرئاسي يطرد أمهات أسرى طلبن مقابلة الرئيس