11-نوفمبر-2021

باب الزاوية | تصوير بلال الطويل

يحتج التجار في منطقة باب الزاوية في الخليل على ما يعتبرونه "تقصيرًا" من بلدية الخليل والمحافظة تجاه منطقتهم التي تُعاني تراجعًا في مستوى الخدمات وكذلك إقبال الزبائن، رغم حساسيتها وأهميتها، خاصة في المواجهة مع المشاريع الاستيطانية. هذا الحال، دفع تجار المنطقة إلى عقد اجتماع مع جهات الاختصاص في مدينة الخليل بحثًا عن حلول.

تجار باب الزاوية يشعرون بفقدان الأمن على ممتلكاتهم، فمن جهة اعتداءات الاحتلال ومن جهة أخرى تعدياتٌ داخليةٌ من حين لآخر

يقول يوسف أبو عيشة، رئيس لجنة تجار باب الزاوية والبلدة القديمة، إن الاجتماع -الذي عُقِد الأربعاء- لإنقاذ منطقة باب الزاوية قبل أن يصل لما وصل إليه الحال في البلدة القديمة قبل ذلك، مبينًا أن بلدية الخليل والغرفة التجارية ولجنة السير تغيّبوا عن الاجتماع، بينما حضرت المحافظة والأمن الوطني وشخصيات من حركة فتح والقوى الوطنية.

وأفاد أبو عيشة بأنهم في المنطقة يشعرون بفقدان الأمن على ممتلكاتهم، فمن جهة اعتداءات الاحتلال ومن جهة أخرى تعدياتٌ داخليةٌ من حين لآخر، مبينًا أن الأمن الوطني أبدى استعداده للإبقاء على تواجد القوة الأمنية المشتركة في المنطقة.

وأشار إلى أن سائقي المركبات العمومية الداخلية يمتنعون عن توصل الركاب لمنطقة باب الزاوية، بل يكتفون بالوصول إلى منطقة دوار المنارة، وهذا أضعف من وصول المواطنين للمنطقة وبالتالي أضعف حركة الشراء، خاصة مع تكرر المواجهات والاعتداءات الإسرائيلية التي شكَّلت، وفقًا لأبوعيشة، سببًا آخر في عزوف المواطنين عن الوصول لباب الزاوية.

وتطالب لجنة التجار في باب الزاوية بنقل موقف المركبات العمومية الداخلية إلى باب الزاوية، لإجبار السائقين على التوجه للمنطقة وبالتالي إحيائها بالزبائن.

قال أبو عيشة، إن بلدية الخليل لا تقدم أي نوع من الدعم والتسهيلات؛ رغم أنهم يدفعون ضرائب مساوية لتجار مناطق أكثر حيوية وأقل خطورة

وقال أبو عيشة، إن بلدية الخليل لا تقدم أي نوع من الدعم والتسهيلات؛ رغم أن التجار في باب الزاوية يدفعون ضرائب مساوية للتي يدفعها تجار مناطق أكثر حيوية وأقل خطورة مثل عين سارة وشارع السلام، "وعندما تحدث مواجهاتٌ تتبقى آثار الكوشوك ونقوم نحن بتنظيف الشارع على نفقتنا الخاصة" حسب قوله.

وأشار إلى أن اللجنة لم تتلق دعوة لحضور الاجتماع مع رئيس الوزراء محمد اشتية في زيارته للخليل، الشهر الماضي، مضيفًا أن جولة اشتية في المنطقة "كانت تفقدية لا تحمل في طياتها أي دعم لصمود الأهالي والتجار، وانتهت دون تقديم أي دعم يُذكر".

هذه الاتهامات لبلدية الخليل ينفيها عضو المجلس البلدي عبد أبو سنينة، فيقول إن الخدمات في باب الزاوية أفضل من منطقة أخرى، "فالنفايات مثلا تُرفع ثلاث مرات يوميًا". وأضاف، أن تجار منطقة باب الزاوية يدفعون ضريبة أملاك أقل من المناطق الثانية، لأن محلاتهم أبنية قديمة، فتكون الضريبة 20 دينارًا في السنة تقريبًا، "وهو رقمٌ قليل مقارنة بالمناطق الثانية مثل راس الجورة وعين سارة" وفق قوله.

وبيّن أبو سنينة، أن تجار باب الزاوية يدفعون 28 دينارًا سنويًا ضريبة معارف، وهذه تذهب لتصليح المدارس وترميم كل ما يخص التعليم، "وصعب أن نعفي أحدًا منهم" حسب قوله. أما ضريبة الأملاك، فتذهب لوزارة المالية "ولا نتحكم بها".

بلدية الخليل: النفايات ترفع 3 مرات يوميا في باب الزاوية، وضريبة الأملاك أقل من المناطق الثانية

وأوضح، أن تكلفة جمع النفايات وتصريفها تصل إلى 28 مليون شيكل نتيجة 300 طن نفايات يتم جمعها وتصريفها يوميًا، مضيفًا أن البلدية تجمع من هذا المبلغ سنويًا 13 مليون شيكل فقط، "فإذا أعفينا الناس من جمع النفايات، كيف سنستطيع سد العجز لدينا؟" تساءل أبو سنينة.

وقال أبو سنينة، إنه كان حاضرًا بنفسه على تنظيف الحجارة والكوشوك بعد المواجهات التي اندلعت قبل أسبوع، نافيًا أن تكون البلدية قد رفضت طلبًا لتجار منطقة الزاوية، "وكبلدية لا نرى أن هناك مشكلة يُمكن حلها" حسب قوله.

وأشار إلى أن البلدية قامت قبل سنة بتأهيل ساحة وضعت فيها وحدة صحية (دورات مياه)، ونقلت مركبات خط سعير والشيوخ إليها، لكن بعد أسبوع احتج أصحاب السيارات وتدخلت أقاليم هذه المناطق لدى محافظة الخليل وتم بالفعل إعادتهم للمكان الذي كانوا فيه.

من جانبه، أقرَّ مساعد محافظ الخليل رفيق الجعبري بأن واقع منطقة باب الزاوية "مأساوي بدرجة كبيرة" وفق وصفه، محذرًا بأن ما حدث في البلدة القديمة سابقًا يتكرر في باب الزاوية الآن، "فالحركة التجارية ضعيفة والناس بدأت بإغلاق محلاتها، خاصة بعد نقل سيارات العمومي إلى المجمع".

وبرر الجعبري قرار المحافظة إعادة مركبات الشيوخ وسعير من باب الزاوية للمجمع الذي كانت فيه بأن قرار نقلها إلى باب الزاوية "لم يكن مدروسًا ولم تتم مشاورتنا فيه"، مؤكدًا أن في الخليل "مشكلةٌ بأن كلٌ يغني على ليلاه".

أقرَّ مساعد محافظ الخليل رفيق الجعبري بأن واقع منطقة باب الزاوية "مأساوي بدرجة كبيرة"

وأضاف، أن لدى المحافظة اقتراح بديلٌ وهو نقل سيارات الخطوط الداخلية (في المدينة) لمنطقة باب الزاوية، بعد إزالة التعديات، ثم بعد ذلك ممكن دراسة إعادة خطوط سعير والشيوخ إلى الساحة التي تم تأهيلها في باب الزاوية.

ونوه الجعبري إلى قرارات سابقة لمجلس الوزراء بفتح مكاتب لتقديم الخدمات لكل وزارة من الوزارات في باب الزاوية والبلدة القديمة، لكن هذه المكاتب غير فاعلة، فوزارة الخارجية أنهت وجودها بقرار من الوزير، ووزارة الحكم المحلي موجودٌ شكلاً دون وجود للموظفين، ثم وزارتي الاقتصاد والتنمية، ومؤخرًا وزارة المواصلات أوقفت خدماتها نهائيًا.

وأضاف، أنهم طلبوا من رئيس الوزراء في زيارته الأخيرة إعادة تفعيل هذه المكاتب، واتخذ قرارٌ بهذا الخصوص، لكنه لم يُنفذ من طرف الوزارات.

وأشار الجعبري إلى أن المحافظة تلقت وعدًا من مجلس الوزراء بدعم تجار البلدة القديمة وباب الزاوية وأهاليها بقيمة 200 ألف دولار، لكن المبلغ لم يُصرف حتى اللحظة.


اقرأ/ي أيضًا: 

حكاية "مأساة" تعبئة "اسطوانة غاز" في الخليل

بين الزواج وشباب الخليل العتيقة.. "إسرائيل"