22-مايو-2022
"بدنا أولادنا"..  حملة جديدة للمطالبة باستعادة جثامين الشُّهداء

الترا فلسطين | فريق التحرير

أطلقت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والحركة الوطنية الأسيرة، اليوم الأحد، حملة "بدنا أولادنا" للمطالبة بإعادة جثامين الشهداء الأسرى.

 الاحتلال الإسرائيلي، يعاقب الفلسطينيين حتى بعد موتهم، ويحرم ذويهم من نظرة الوداع الأخيرة 

وجرى الإعلان عن الحملة من منزل الأسير الشهيد سعدي الغرابلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بالتزامن مع الإعلان عن الحملة في الضفة الغربية، بمشاركة وزارة الأسرى وممثلون عن المؤسسات العاملة في مجال الدفاع عن الأسرى.

وأكد منسّق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة أبو خميس دبابش في حديثه لـ "الترا فلسطين" أن الحملة تهدف للإفراج عن جثامين الشهداء الأسرى لتشييعهم ودفنهم بما يليق بهم. 

وأشار إلى أن الحملة لن تكون محصورة في قطاع غزة، وستشهد مشاركة من أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وكذلك فلسطينيي الخارج.

وأوضح دبابش أن الحملة ستشمل أنشطة وفعاليات إعلامية وإلكترونية وميدانية، للمطالبة بالإفراج عن جثامين شهداء الحركة الوطنية الأسيرة التسعة، وأقدمهم الأسير أنيس دولة الذي يحتجز الاحتلال جثمانه منذ 1980.

رفضًا لاحتجاز جثامين الشهداء

ولفت دبابش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يعاقب الأسرى حتى بعد موتهم، ويحرم ذويهم من نظرة الوداع الأخيرة، معربًا عن أسفه من أن العالم لا يزال يكيل بمكيالين ولا ينتصر لحقوق الإنسان.

وبين أن المقاومة الفلسطينية سيكون لها كلمة في هذا الموضوع في أي صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال، لافتًا إلى أنها استطاعت الإفراج عن 80 جثمانًا عام 2012.

وقال عمر الغرابلي شقيق الشهيد سعدي لـ "الترا فلسطين" إن الاحتلال الإسرائيلي حرمه وأفراد عائلته من زيارة شقيقه داخل السجن منذ العام 2000، ويحرمهم من توديعه وتشييعه بعد عامين من استشهاده داخل السجن بفعل سياسة الإهمال الطبي.

وتابع أنّ شقيقه له 50 من الأحفاد وغالبيتهم لا يعرفون ملامحه إلّا عبر الصور، حيث حرمهم الاحتلال من زيارته في حياته، وما يزال يحرمهم من توديعه وتشييع جثمانه بعد استشهاده.

وأوضح الغرابلي أن عائلته سعت عبر التواصل مع المؤسسات الحقوقية للإفراج عن جثمان نجلها إلا أن كافة الجهود باءت بالفشل، فيما لا يوجد بارقة أمل أو سقف زمني للإفراج عن جثمانه، خاصة أنه كان يواجه حكمًا بالسجن المؤبد.

ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين 105 شهداء في الثلاجات، بالإضافة لـ 256 شهيدًا في مقابر الأرقام، بينهم 9 أطفال، و3 شهيدات، و9 أسرى ارتقوا داخل السجون. 

وبلغ عدد جثامين الشهداء المحتجزة منذ مطلع العام الجاري وفقًا لبيانات الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، 13 شهيدًا، بينهم ثلاثة شهداء من الداخل الفلسطيني. 

وتحتجز "إسرائيل" جثامين الشهداء الفلسطينيين في أربع مقابر تقع داخل أراضي عام 1948، وهي مقبرة "جسر بنات يعقوب" التي تقع في منطقة عسكرية عند ملتقى حدود فلسطين ولبنان وسورية، وفيها قرابة 500 قبر؛ ومقبرة "بير المكسور" التي تقع في منطقة عسكرية مغلقة بين أريحا وغور الأردن، ويحيط بها جدار فيه بوابة حديدية معلق عليها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية "مقبرة لضحايا العدو"، ويوجد فيها أكثر من 100 قبر؛ ومقبرة "ريفيديم" في غور الأردن؛ ومقبرة "شحيطة" في قرية وادي الحمام شمال طبريا.

وتفتقر تلك المقابر للحد الأدنى من المواصفات التي تصلح لدفن الأموات من البشر، حتى أن بعضها تعرض لانجرافات التربة، كما أن الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الشهداء الذين يدفنون فيها تبدو مهينة وتمس بكرامتهم، إذ يتم في أغلب الأحيان طمر الشهيد بالرمال والطين دون وضع عازل إسمنتي، كذلك يدفن أحيانًا أكثر من شهيد في نفس الحفرة.