15-أكتوبر-2018

أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث ملف الصحفي المختفي جمال خاشقجي، بينما وصل رئيس الاستخبارات السعودية خالد الحميدان الأحد إلى تركيا للموضوع نفسه.

ويأتي اتصال الملك سلمان بأردوغان في ظل تصاعد الضغوط على السعودية من قبل دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يطالبون بالكشف عن مصير خاشقجي.

ظهرت ردود فعل جدية من السعودية بعد إطلاق ترامب تهديدات مباشرة

كما جاءت زيارة رئيس الاستخبارات السعودي بعد حديث أنقرة عن مماطلات سعودية في وجه السلطات التركية التي تطلب تفتيش القنصلية باسطنبول وتفتيش بيت القنصل السعودي محمد العتيبي لاستكمال التحقيقات.

وأبدا السعوديون ردود أفعال جدية عندما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بعقاب المملكة "بقسوة" إذا ثبت تورطها بقضية خاشقجي، هذا إلى جانب تصاعد حملة مقاطعة اقتصادية وثقافية ضد المملكة على خلفية اختفاء خاشقجي وترجيحات اغتياله بالقنصلية.

وأجرى الملك سلمان بن عبد العزيز الأحد اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث تناولا قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الملك سلمان شكر أردوغان على ترحيبه بمقترح السعودية بتشكيل فريق عمل مشترك "لبحث موضوع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي".

ونقلت الوكالة أن الملك سلمان "أكد حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك وأنه لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة".

وأضافت أن أردوغان أكد "تثمينه للعلاقات الأخوية التاريخية المتميزة والوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وحرصه على تعزيزها وتطويرها".

الرئاسة التركية: كشف ملابسات القضية

من جانبها أعلنت الرئاسة التركية أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان بحث الأحد خلال اتّصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول.

وقال مصدر في الرئاسة التركيّة طالباً عدم نشر اسمه إنّ الرئيس التركي والملك السعودي بحثا في "مسألة جلاء ملابسات قضية جمال خاشقجي" وأكّدا أيضاً على "أهمّية إنشاء مجموعة عمل مشتركة في إطار التحقيق".

يأتي ذلك كأول تعليق رسمي من العاهل السعودي على قضية خاشقجي، إذ أثار اختفاءه كثيرا من الجدل والتساؤلات ما دفع الناشطين للتساؤل: "أين الملك سلمان؟".

اتساع دائرة المقاطعة للسعودية

انضمت شركتا فورد وجي بي مورغان الأميركيتان إلى مقاطعي مؤتمر للاستثمار في السعودية، إذ أعلنت كبرى الشركات الإعلامية العالمية المقاطعة على خلفية قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي المختفي في القنصلية السعودية بإسطنبول منذ الثاني من الشهر الجاري.

فقد ألغى بيل فورد رئيس شركة فورد موتور خطط حضور مؤتمر "دافوس الصحراء" للاستثمار في السعودية يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ولمدة ثلاثة أيام، وهو ما فعله الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورغان تشيس" جيمي ديمون.

ولم تفسر الشركتان أسباب قرار عدم حضور مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، ولم تعلقا على ما إذا كان اختفاء خاشقجي هو السبب.

تغيّب شركات ضخمة مثل فورد الأمريكية عن مؤتمر الاستثمار السعودي يضغط على شركات أخرى

ولكن هذا الإلغاء قد يؤدي إلى زيادة الضغط على شركات أميركية أخرى مثل غولدمان ساكس وماستر كارد وبنك أوف أميركا لإعادة النظر في خططها لحضور المؤتمر.

وانسحبت من المؤتمر مؤسسات إعلامية كبرى مثل شبكة "سي أن أن" الإخبارية وصحيفتي فايننشال تايمز ونيويورك تايمز وشبكة "سي أن بي سي" ووكالة بلومبيرغ للأنباء.

وقالت شبكة فوكس بيزنس -وهي المؤسسة الإعلامية الغربية الوحيدة التي لم تقرر إلغاء مشاركتها في المؤتمر- لرويترز أمس الأحد إنها تراجع هذا القرار.

وقال دارا خوسروشاهي الرئيس التنفيذي لـ"شركة أوبر تكنولوجيز"، وبوب باكيش الرئيس التنفيذي لـ"شركة فياكوم" الأمريكية الإعلامية، والملياردير ستيف كيس أحد مؤسسي شركة "إيه.أو.إل" إنهم لن يحضروا المؤتمر كذلك.

هذا وانضم الملياردير البريطاني، ريتشارد برانسون، إلى قائمة قادة الأعمال والإعلام الذين نأوا بأنفسهم عن الرياض، على خلفية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

وقال برانسون، الخميس الماضي، إن مجموعته (فيرجن غروب) ستعلق محادثاتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن استثمارات مقررة حجمها مليار دولار في مشاريع المجموعة في الفضاء.

وعلق برانسون عمله كذلك في إدارة مشروعين سياحيين سعوديين على البحر الأحمر.

أكد صاحب الشأن أن قضية خاشقجي هي السبب بعدم حضوره للسعودية بينما يصرون على تغيبه لظروف عائلية

أكد الممثل الأميركي جيرارد بتلر في تصريح لشبكة سي أن أن الأميركية أنه لن يحضر العرض الأول لفيلمه الجديد "الصياد القاتل" (HUNTER KILLER) في السعودية بسبب قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بينما قالت السعودية إن بتلر أجّل زيارته لظروف عائلية.

وصرّح بتلر في مقابلة تلفزيونية مع "سي أن أن" بأنه أراد الذهاب فعلا إلى السعودية، لكنه لم يشعر بأنها الخطوة الصحيحة للقيام بذلك، وأضاف أنه ليس هناك توقيت أسوأ من هذا التوقيت، سمعنا عن اختفاء خاشقجي قبل يومين من موعد مغادرتنا، ولم يبد أنها خطوة ذكية.

في حين ذكر حساب السينما السعودية على تويتر التابع لهيئة الإعلام المرئي والمسموع أن ظروفا عائلية أجبرت الممثل بتلر على تأجيل زيارته للرياض.

وكان من المقرر عرض الفيلم في السعودية في 9 أكتوبر/تشرين الأول قبل عرضه عالميا في 25 منه، لكن حساب السينما السعودية أكد عرضه في الـ25 من الشهر الجاري.

[[{"fid":"75040","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":514,"width":913,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

وكان خاشقجي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري للحصول على وثيقة لإتمام زواجه من خطيبته التي كانت تنتظره خارج المبنى.

ومنذ ذلك الحين لم يعثر له على أثر، وبينما نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أتراك أنه قتل وعذب داخل القنصلية على أيدي ضباط أمن سعوديين، تتفي الرياض بشدة هذه التسريبات وتعدها اتهامات زائفة.

ونقلت وكالة الأناضول أن القنصلية السعودية في إسطنبول استقبلت الأحد عدة أشخاص رغم كونه عطلة رسمية، وسط ترقب تطورات التحقيقات.


اقرأ/ي أيضًا:

ترامب يهدد السعودية بشأن خاشقجي.. ومصدر سعودي مجهول يرد!

مدير قناة العربية يكشف: إذا ترامب عاقب السعودية ستنجذب لإيران

صحافة أمريكية: خاشقجي قُطع بـ "منشار" بأوامر سعودية عليا