بعد توقف الحرب.. هل سيسمح الاحتلال بدخول الصحافة الأجنبية إلى غزة؟

نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرًا تناول النقاشات الداخلية في "إسرائيل" حول دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، وسط إدراك متزايد في "تل أبيب" لصعوبة الاستمرار في المنع. وأشار التقرير إلى أن التقديرات داخل المؤسسة الأمنية والدبلوماسية ترى أن السماح للصحافة الأجنبية بالدخول قد ينعكس سلبًا على صورة "إسرائيل" الدولية، ما دفع الجهات المعنية إلى التوصية بالتحضير المسبق عبر إعداد مواد إعلامية تروج للرواية الإسرائيلية بشأن حجم الدمار وعدد القتلى، بينما لا يزال القرار النهائي بيد رئيس الحكومة.

تبيّن للمسؤولين الإسرائيليين أنهم سيجدون صعوبة في الاستمرار بمنع دخول المراسلين الأجانب إلى قطاع غزة، خاصة مع تصاعد الضغط الدولي.

وأوضح المراسل ينيف كوفوفيتش أن اجتماعًا جمع وزارتي الخارجية والقضاء وعددًا من ممثلي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بحث السياسة الإعلامية الجديدة تجاه وسائل الإعلام الدولية بعد وقف الحرب. وأضاف: "تبيّن للمسؤولين الإسرائيليين أنهم سيجدون صعوبة في الاستمرار بمنع دخول المراسلين الأجانب إلى قطاع غزة، خاصة مع تصاعد الضغط الدولي، وفي ظل توجه وزارة الخارجية نحو دعم السماح لهم بالدخول".

وأشار كوفوفيتش إلى أن الجهات الأمنية ترى أن فتح معبر رفح ودخول قوات دولية إلى القطاع سيقلصان قدرة "إسرائيل" على فرض الرقابة الإعلامية السابقة. وقال:"يرى المسؤولون الأمنيون أن التطورات الأخيرة ستتيح لمصادر داخل غزة تمرير مواد إعلامية إلى الخارج، في وقت تتزايد فيه شكاوى وسائل الإعلام الأجنبية بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعد مؤخرًا بالسماح بدخول المراسلين الأجانب".

كما أوضح المراسل أن توقف القصف الإسرائيلي وتراجع العمليات العسكرية أضعفا المبررات الأمنية لمنع دخول الصحفيين. وأضاف:"في القدس يدركون أن التقارير التي ستنشر من غزة بعد دخول الصحفيين الأجانب قد تضر بصورة إسرائيل الدولية، بل وقد تؤدي إلى تصاعد العداء ضد الإسرائيليين واليهود في دول مختلفة".

وخلص كوفوفيتش إلى أن التوصيات التي صاغتها الجهات المشاركة في النقاش شددت على ضرورة الاستعداد لمرحلة دخول الصحافة الأجنبية. وقال: "المشاركون أوصوا بتجهيز مواد إعلامية تدعم الموقف الإسرائيلي بشأن الدمار والضحايا في غزة، إذ يعتقد المسؤولون الأمنيون أن اطلاع المراسلين على شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس في المناطق المدمرة مثل جباليا وتل السلطان قد يجعلهم أكثر تفهمًا لمستوى الدمار هناك".

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن الصحفيين الأجانب خلال الحرب سُمح لهم فقط بالدخول إلى مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي وبمرافقة المتحدث العسكري، ما حدّ من حرية تغطيتهم للأحداث. وأضاف كوفوفيتش: "وزارة الخارجية بانتظار قرار رئيس الحكومة النهائي لتحديد ما إذا كانت القيود على دخول الصحفيين إلى غزة سترفع بالكامل أم جزئيًا".