14-فبراير-2023
الشهيد هارون أبو عرام - صورة أرشيفية

الشهيد هارون أبو عرام - صورة أرشيفية

الترا فلسطين | فريق التحرير

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، استشهاد الشاب هارون رسمي يوسف أبو عرام (25 عامًا)، متأثرًا بإصابته قبل عامين، برصاص الاحتلال الحي في مسافر يطا، أثناء دفاعه عن بيته.

أصيب برصاصة جندي إسرائيلي سببت له الشلل في يوم ميلاده (الأول من يناير 2021)، بينما كان يدافع عن ممتلكات عائلته

وبحسب إعلان وزارة الصحة، فقد أدّت إصابة هارون لشلل رباعي، وانغلاق في شرايين الساق ما أدى لبترها، وتقرحات حادّة في الظهر والحوض، والتهابات حادة في الرئتين.

وفي الأول من كانون ثان/ يناير 2021، الذي يوافق عيد ميلاد هارون، أطلق جنود الاحتلال النار عليه بتعليمات من قادة المستوطنين، ما أدّى لإصابته بشلل رباعي، بعد أن تسببت الرصاصة بتفتيت عدد من فقرات ظهره، وأردته مشلولاً طريح الفراش.

وفي حينه، أبلغ المستوطنون ضابط البنية التحتية في "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، عن إقامة فلسطينيين غرف صفيح، وأرسلوا طائرة تصوير لمراقبتهم، وبعد وقت قصير حضر الضابط برفقة عدد من الجنود، ثم داهموا منزل أشرف وفريال عمر، وأصدروا تعليمات بمصادر مولد الكهرباء الذي يتيح لفريال غسل الملابس التي يُحضرها الأطفال بعد التنقيب في مكبّ النّفايات الإسرائيلي القريب من المكان، لتبيعها في سوق يطا، لكن هارون رفض قرار مصادرة مولّد الكهرباء فأطلق الجنود النار عليه.

هارون أبو عرام بعد إصابته
هارون أبو عرام بعد إصابته

وفي وقت سابق، قال رسمي أبو عرام، والد هارون، لـ "الترا فلسطين" إن ابنه أصيب بشلل كامل، يمكث داخل مغارة صخرية يقطنون فيها، دون أي قدرة على الحركة، ولا يستطيع إلا الكلام، تساعده أمه وشقيقته على الأكل واللباس وقضاء حاجاته، "فلم يعد ليلهم ليل ولا نهارهم نهار".

وتحدّث عن إهمال طبي لحالة ابنه الذي بات لا يقدر على مفارقته حتى إلى العمل، وقد كان ابنه هارون قبل إصابته يتولى أعباء الأسرة وأعمالها، ويستعد للزواج، إلا أنه عقب إصابته انفصل عن خطيبته.

وكانت قوات الاحتلال هدمت منزل عائلة هارون أبو عرام في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أي قبل إصابته بنحو شهرين.

تجدر الإشارة إلى أن الباحث الميداني هشام الشرباتي من مؤسسة الحق، كان قد توجّه لقرية الركيز بمسافر يطا، ونقل شهادات شهود العيان ووثق حادثة إطلاق النار على هارون.

وبحسب التقرير الذي وثقه الشرباتي وأرسله لـ"الترا فلسطين" حول تفاصيل جريمة الاحتلال في أول يوم الجمعة 1 كانون الثاني/يناير 2021، فقد كان يعمل والد هارون مع الجيران على صيانة حظيرة أغنام باستخدام ماكينة لحام مزودة بالكهرباء من مولد كهربائي بسبب عدم وصول شبكة الكهرباء لهم. وعند الساعة 7:00 صباحًا وصلت سيارة إسرائيلية يقودها أحد نشطاء جمعية "ريجافيم" الاستيطانية التي تراقب البناء الفلسطيني في مناطق "ج"، وقام بتصوير العمل الذي يقومون به من إنشاء لبركس أغنام.

وأضاف التقرير، أنه بحلول الساعة 1.30 ظهرًا وصلت سيارة تابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية مع جيب عسكري، وقاموا بجمع أدوات العمل، وتم اعتراضهم كلاميًا من قبل الفلسطينيين، وتمكن الجنود من حمل مولد الكهرباء.


اقرأ/ي أيضًا: باختصار.. هذا ما يجري في مسافر يطا


وأوضح، أن أحد الجنود ضرب والد هارون بالبندقية على ساعده الأيمن، وألقاه أرضًا، كما قبض الجنود على هارون من عنقه مرتين. دخلوا إلى مسكن عائلة هارون فأثاروا الرعب بين الأطفال والنساء، وحملوا المولد الكهربائي وساروا به باتجاه سيارة الإدارة المدنية فقام الأهالي بملاحقتهم إلى قرب السيارة لاسترجاع المولد، فقامت القوة بضربهم ودفعهم بالأيدى. هناك تمكنوا من تخليص المولد أكثر من مرة، وكانت المعركة تدور بين هارون ووالده وجارهم مع الجنود على المولد.

وتابع: "خلال ذلك قام أحد الجنود المتمركز بوضعية القنص قرب سيارة الإدارة المدنية،  بإطلاق رصاصة سمعها والد هارون وهي تمر قرب رأسه، وبعد نصف دقيقة أطلق نفس الجندي رصاصة أخرى فسقط هارون على صدر الوالد، ومن ثم سقط أرضًا".